jo24_banner
jo24_banner

المتباكون على حقوق العمالة، وشارة قوس قزح (بُعدًا لكم كما بَعُدَ قوم لوط)

د. محمود الشوابكة
جو 24 :

جبهة واحدة؛ على ضفتي الأطلسي؛ الفكرة، ذات الفكرة، والأساس ذات الأساس.

من فرانس برس، درة دولة الفرنج الإعلامية، إلى التايمز، التي هي وصاحبها؛ ميردوخ، يغوصان، حتى أًذنيهما في وحل الصهيونية، إلى السي إن إن، التي تصدح "بالحق" على أرض "الركبة الجريحة"(*)؛ اجتمعوا؛ كما تجتمع الجوقة على ذات اللحن وعلى ذات المفردات.

تَسُوقُهُم العقيدة ذاتها؛ التي قام عِمادها، على الفلسفة المادية؛ تلك الفلسفة، التي أفرزت، وفق التوظيف الرأسمالي لها، نظرية تناقلوها جيلا بعد جيل؛ جاعلين الحداثة غلافا لها، والحرية أبرز عناوينها، رغم أنهم وإياها على نقيض منها في الفعل والممارسة؛ تلك هي نظرية؛" تفوق العرق الأبيض".

تلكم النظرية، التي بحث الغرب، عن طريق للهند- غير الطرق المارة بأرض العرب والمسلمين- على أساسها، وأَباد الهنود الحمر، في "الأمريكتين"، على أساسها، وَنَهَبَ الهند وَقَسمها، على أساسها، وَسَرقَ نيوزلندا واستراليا، وجزء من بر الصين، وأرخبيل الملاوي، على أساسها، وَنَهَبَ إفريقيا وَاسْتَعْبَد شعبها على أساسها.

النظرية ذاتها التي طبقها الألمان (دُعاة المثلية وحماتها)؛ حين رأوا- ولازالو؛ هم وسائر الغرب- جنسهم فوق "أجناس" البشر؛ هم ذاتهم الذين يريدون أن يعطوا للعالم دروسا، فيما يجب أن يكون ومايجب ألا يكون!.

لازالوا كما هم؛ يصرون على احتكار الحقيقة، والمقاييس الصحيحة، ها هم يصرون، بكل فجاجة ووقاحة، على جعل أنفسهم قَيِّما على سلوك البشر؛ فهذا حسن السوك، وذاك سلوكه سيء.

ها هم على ذات العهد، وعلى ذات النهج، يُهاجمون قطر؛ كما هاجموا غيرها، تحت عناوين؛ هم أولى بأن تحاسبهم أمم الأرض عليها.

إن العمال الذين تتباكون عليهم، أنتم من أكل حقوقهم؛ تلك هي جيوبكم، وأنوفكم، قد أُتْخِمت، من وراء علاماتكم التجارية، التي حِيْكَتْ منتجاتها، وَصُنِّعَتْ سلعها، على أيدي فقراء الفلبيين والهند وبلاد البنغال...تلك هي البناية البنغالية الشهيرة؛ (رانا بلازُا)، التي انهارت قبل بضع سنين، وقتل فيها أزيد من ألف ومئة من العمال؛ الذين استرققتموهم، مقابل فتات المال، في ظروف عمل لا تليق ببشر؛ ها هي شاهدة على ماقترفته أيديكم من جرائم بحق البشرية.

يا دعاة المثلية؛ هَلّْا تذكرتم عهر قِيَمكم؛ التي سمحت لكم بتحويل الأسرى إلى مادة لتجاربكم. يامن تَدَّعون العدالة هَلّْا عملتم بها.. كَلا، ولن تعملوا.. تلك هي حقيقتكم، وتلك هي قيمكم، التي قتلتم، على هديها، وشردتم، كثيرا من شعوب الأرض وأممها؛ في "الأمريكتين"، واستراليا، وأسيا، وإفريقيا، ونهبتم خيراتها في عصر الحضارة، وتحت عنوان الحضارة؛ فَبُعدا لكم، ولقيمكم، كما بَعُدَ أصحاب الأيكة.. بُعدا لكم كما بَعُد قوم لوط.

-------

(*) وهي المعركة التي طوى فيها الأوروبيون صفحة أصحاب الأرض الأصليين على الأرض التي باتت تُعرف ب: الولايات المتحدة الأمريكية.
وقد وقعت تلك المعركة، في مطلع عام1890، بالقرب من غدير الركبة الجريحة، في داكوتا الجنوبية، بين الأوروبيين، وبين قبيلة الأيكا؛ من السكان الأصليين للأرض؛ حيث تمت إبادة تلك القبيلة عن بكرتها، ليطووا بذلك صفحة أصحاب الأرض الأصليين، ويحولوا من بقي منهم، إلى مجاميع، تعيش في معازل بشرية لم تحفظ لهم أدنى درجات الكرامة الإنسانية.

 
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير