يحدث في بلاد (التانجو)
أمجد المجالي
جو 24 :
.. الصحافة توجه سهام النقد الى مدرب المنتخب الأرجنتيني والى اللاعبين بعد الخسارة المدوية امام إسبانيا بنصف دزينة من الأهداف، لكن تلك السهام كانت نظيفة من التجريح والاساءة الى الاشخاص، فهي حملت النقد المهني رغم «هول» المفاجأة والصدمة!.
هل يعقل، ومن يصدق؟. المنتخب الذي قدم أروع أسطورتين للعالم، دييجو مارادونا وليونيل ميسي، والزاخر دوماً بالأسماء التي تلمع في كبرى الأندية العالمية، يسقط بقسوة في مباراة ودية وقبل نحو شهرين ونصف الشهر من موعد انطلاق كأس العالم، وهو الذي يدخل دوماً معمعة المنافسات مرشحاً رئيساً ضمن نخبة المرشحين للظفر باللقب الذي احتضنه أبناء «التانجو» مرتين!.
أشاروا في تعليقاتهم الى أن النجم الأول، -ميسي- لم يكن فوق أرضية الميدان لكن ذلك لم يشفع للمدرب، فالخسارة قاسية وموجعة بحجمها وتداعياتها المستقبلية والتاريخية على حد سواء، ومع ذلك لم نلحظ أي تجريح أو اساءة أو اغتيال شخصية.
.. وقبل أربع سنوات حيث تلقى منتخب البرازيل صاحب الريادة العالمية على مستوى التتويج بلقب المونديال، أكبر خسارة في تاريخه بسباعية ألمانية وفوق الاراضي البرازيلية وبالدور قبل النهائي لبطولة كأس العالم لم تعلق المشانق للمدير الفني آنذاك سكولاري أو لـ اللاعبين، ورغم قسوة وألم الخسارة فإن مشهد النقد أخذ جانباً ايجابياً بتحديد مواطن الخلل والعمل على معالجتها ليستعيد «السامبا» سحره وهو سيدخل مونديال روسيا مرشحاً فوق العادة نسبة للعودة التي سجلها على مستوى الاداء والنتائج.
هي دروس لا بد أن نستفيد منها، ليس على المستوى الفني وطرق وأساليب تصحيح المسار وقت «الانحدار» بالنتائج والمردود، بل أيضاً في كيفية التعامل معها على المستوى الاعلامي وخصوصاً بالنقد الهادف والبناء، لا التنظير والتجريح والصيد في المياه الراكدة، فنحن لا نزال على مسافة -كروية- بعيدة جداً من البرازيل والارجنتين.