مفتاح المونديال..الاحتراف و"العطش"
بدت وصفة التميز والابداع في مونديال روسيا واضحة ولا تحتاج الى الكثير من العناء والبحث، فالمسألة تتطلب فقط التوقف عند تفاصيل خاصة لدى المنتخبات الاربعة التي بلغت المربع الذهبي، انجلترا وبلجيكا وفرنسا وكرواتيا.
يبرز المنتخب البلجيكي بالاداء الجماعي وتنوع الخيارات في ظل توفر الحلول، ويشكل الثلاثي هازارد ودي بروين ولوكاكو القوة الضاربة، وهما قطفوا ثمار تجارب احترافية قوية في الدوري الانجليزي، تشليسي ومان ستي ومان يونايتد على التوالي، وخاضوا العديد من اللقاءات القوية بأحد أهم الدوريات العالمية يضاف الى ذلك التواجد المؤثر بدوري الأبطال، وهو ذات الشيء الذي يلحظ بالمنتخب الكرواتي الذي يقوده ثنائي عالمي يتمثل بمودريتش وراكيتش وهما ينشطان بفاعلية مع ريال مدريد وبرشلونة على التوالي، كما يبرز المهاجم مانزوكيتش بتجربته الثرية ببايرن ميونيخ ويوفنتوس الالماني.
ويجسد منتخب الاسود الثلاثة التصاعد الملحوظ لمستويات الاثارة التي يعرفها الدوري الانجليزي في السنوات الأخيرة ومدى الفوائد الفنية الكبيرة من استقطاب الاندية لأفضل اللاعبين على مستوى العالم، ما ينسحب على منتخب الديوك، فبالاضافة الى تصاعد مؤشر الدوري الفرنسي وتعاقدات الاندية هناك وتحديدا باريس سان جيرمان فإن خبرات جيرزمان بالدوري الاسباني وحضور كانتي بـ "الانجليزي" مع موهبة مبابي ساهم بإحداث العودة القوية الى الواجهة من جديد.
استنادا الى كل ما سبق، فإن التجارب الاحترافية المميزة ساهمت بصقل المواهب والخبرات، ودفعت بحظوظ منتخبات المربع الذهبي نحو الاقتراب من معانقة اللقب الأغلى، ويضاف الى ذلك تعطش اللاعبين كافة للانجاز، فـ بليجكا وكرواتيا تبحثان عن أول لقب في حين طال انتظار انجلترا وفرنسا لنجمة ثانية، ما يؤكد ان الوصفة السحرية تكمن بـ الاحتراف والعطش.