الفرح أردني!
نبحث في ثنايا الروح عن فرح عربي يخرجنا من دائرة الدم والدمار والفوضى، فنجد الفرح اليوم عندنا.. في أقصى الجنوب الأردني!!. مدير عام مؤسسة الموانئ يخبرنا بعادية الكلام الرزين أنه لدى المؤسسة اشعارات بوصول 145 باخرة سياحية حتى نهاية شهر أيّار المقبل وهو موعد إنتهاء الموسم السياحي، وتتراوح حمولتها بين صغيرة نسبياً (500 راكب) إلى السياحية الكبيرة التي تتسع لثلاثة آلاف سائح.
نحن إذن نستقبل هذا العدد الكبير من السائحين، أصدقاء حضارة العرب والنبط يزورون المثلث الذهبي العقبة - البتراء - وادي رم لبضعة أيام.. وهم يعرفون أن الشرق الأوسط تملأه الفوضى، والقتل، والخطف، والدمار، فالأردن والعقبة بالذات موصوفة بأنها آمنة، ومستقرة وتستحق الاسترخاء في أجوائها الدافئة وعلى شاطئها، وفي قلب البتراء ورمال وادي رم.
الذين جعلوا من صلاة الفجر لطماً على الفقر والبطالة, وعلى الفساد, وعلى فشل الدولة لا يحبون الخروج من شارع طلال, ورؤية الوطن الجميل الذي يستقبل من محبيه في اوروبا والعالم اضعاف اضعاف «جماهيرهم» يفتحون عيونهم منذ الفجر على معالم حضارة المكان, وجماله, وشعبه الطيب, الشجاع.. الذي يحاول أن يخلق واحة استقرار ونماء في وسط تتآكل كل جمالياته وهناء شعبه الذي أصبح «لاجئاً» عندنا في اقصى حوران, وكان الحوارنة الاردنيون يدخلون الشام بفرح الدنيا, ويملأون عيونهم بجنان الغوطة يغمضون اجفانهم عن كل شيّق!!
البانون الاولون حول عبدالله المؤسس, ورجال الصمود والتقدم حول حفيده الحسين.. وأجيالهم الجديدة المنوّرة حول عبدالله الثاني, هم الذين صنعوا من اليباب والفقر والمسغبة والعدوان اردن اليوم الجميل الهانيء المستقر. ومهما كانت المرحلة قاسية, فإن هذا البلد يحمل ملايين اللاجئين العرب ويسير. ولن يتوقف أبداً ولن تتنكس راياته أبداً. فنحن نملك كل يوم فرح اليوم، ونملك حيث نلتفت صرحاً عزيزاً من ذكرى الكرامة، إلى مستقر الثاوي في الكمالية، ورفيقه العظيم بين زيتون القصر، إلى ميناء أو موانئ العقبة كما صارت، إلى هدية الأردن للعالم.. البتراء ووادي رم!!.
(الراي)