jo24_banner
jo24_banner

دولة الرئيس المكلّف : الفراغ يولد الفوضى

زيان زوانة
جو 24 :
يعيش الأردن الآن لحظات فارقة في عمره ، فأنتم يا دولة الرئيس المكلف تريد التأني في اختيار فريقك ، وهذا حقك . كذلك ، أراد مجلس النقباء ظهيرة اليوم تعليق إجراءاته التصعيدية وإعطائك فسحة من الوقت ، وهذا صواب ، حيث لا حكومة فعلية مسؤولة يخاطبها حتى الآن ، ومعه الحق في ذلك ، لكن الشباب المحتشد صاح رافضا موقف رئيس مجلس النقباء ، لأنه تجربته أفقدته الثقة بالحكومات ، ذاهبة وقادمة ، ويريد أن يبقى صوته مسموعا من الشارع ، لأن الوعود الحكومية اثبتت عدم صدقيتها ، ومع الشباب كلّ الحق ، مما يترك الأطراف جميعها متمسكة بحقها المشروع المبرر ، هذا بينما يطلب رئيس مجلس النواب من الأخوة العرب إرسال ودائعهم إلى البنك المركزي الأردني ، وكأن الأردن على حافةّ الإفلاس ، وهذا غير صحيح ولا يطابق الواقع ، ما يعمل ، إذا ما أضيف لتصريح وزير المالية السابق حول عدم وجود ما يكفي لدفع رواتب الموظفين ، على تهريب رؤوس الأموال إلى خارج الأردن ، وسحب الودائع من البنوك وتحويل المدخرات من الدينار إلى الدولار ، ويرفع التكاليف بأنواعها اقتصادية وسياسية وأمنية ، وبشرية لا قدّر الله.

الأردن الآن في حالة فراغ سياسي واضح ، فالكل أعلاه لديه ما يبرر سلوكه ، لكنّ كما الطبيعة تكره الفراغ ، فالسياسة تكرهه أيضا ، خاصة إذا كانت مجبولة بالمال والأعمال والإقتصاد والمجتمع ولقمة العيش وانعدام الثقة ، ما يترك الفراغ متاحا تملؤه الفوضى ، لا قدّر الله ، وبحيث يتواجه الشباب الأردني المحتشد بغضب ، خاصة إن فقد ثقته بمجلس النقباء ، في مواجهة افراد إجهزتنا الأمنية التي أثبتت صدق انتمائها لهذا الوطن وأقصى درجات ضبط النفس ، كما عهدناها ، لكن إلى متى؟
دولة الرئيس المكلّف ،
أنتم الآن مطالبون بملاْ الفراغ على الفور ، حتى قبل استكمال مشاوراتك لاختيار فريقك ، فأنت الطرف الرسمي الذي كلفه قائد البلاد بقيادة المسيرة ، لكنّ الوقت لا يسعفك . فتحدث الليلة يا دولة الرئيس إلى مجلس النقباء ، وقف إلى جانب رئيس مجلس النقباء مخاطبا حشود الشباب بأنك ستقوم بما كلفك به قائد البلاد من سحب مشروع قانون ضريبة الدخل ، وإجراء حوار وطني حوله للوصول إلى حل توافقي يرضى الجميع ، وأنك ستختار من ترى فيه القدرة على تغيير النهج ، وكلّ هذا مما كلفك به قائد البلاد.
أما أن تترك الساحة فارغة ، بانتظار تشكيل فريقك وحلفه اليمين ، فقد تجد الفوضى مكانها في الفراغ تملؤه ، بكلّ كلفها .
دولة الرئيس المكلف : الطبيعة تكره الفراغ ، وكذلك السياسة والمال والإقتصاد والشباب.

 
تابعو الأردن 24 على google news