كل عام والأردن بألف كرامة

من مؤتة الى اليرموك, من الجنوب الشامخ الى الشمال الشامخ, من النشامى الى النشامى, تحية فخر واعتزاز ونيشان كرامة وشهامة مطرز بإباء الكون وإقدام الكبار في الأرض, لكل جندي وضابط صف وضابط في قواتنا الأردنية المسلحة الباسلة في عيدهم وذكرى انتصارهم بالحق للحق وفزعتهم بالشهامة للكرامة, وبالدم الزكي للأرض الطاهرة. 
ففي مثل هذا اليوم من عام ألف وتسعمائة وثمانية وستين, وقف الرجال الرجال والصيد النشامى بشموخ الجبال الأردنية الراسية في الأرض, السامقة الى الى السماء, وعزيمة وإصرار المؤمنين بالله والوطن وقدسية ونبل المهمة, وعشق التراب الأردني وحرصهم أن لا يلوثه حاقد أثيم, وقفوا كالطود لا تهزه ريح, والسد لا تزحزحه عاصفة بوجه الصلف والغرور والعدوان, وأرتال الحديد المجنزر وغربان الصهيونية الباغية, يذودون عن الأرض والعرض والكرامة وكل القيم الإنسانية النبيلة, يدفعون عن غور الوطن وثغوره الغربية حقد وطمع المعتدين.
ورددت سهول الكرامة وسفوح السلط الأبية تهليل المؤمنين وحداء النشامى الذين عقدوا العزم على النصر أو الشهادة وتطهير الأرض من رجس البغاة الطغاة, وأن لا حياة دون رفع بيرق الكرامة الأردنية عاليا فوق التخوم والقمم, مهما كلف النصر من تضحيات وأرواح.
وكان النصر بين الفجر والمساء على موعد مع النشامى والأرض والكرامة, واستغاث العدو بمن وجد لرفع السيف عن أعناق جنوده المصفدين الى حديدهم, ووقف النار عمن بقي به رمقا من أزلامه الذي داهمهم الموت ورأوا الحتف رؤية العيان. وجاء الرد القاطع من ليوث الجيش الأردني الزاحف للنصر بالمزيد من النار والعزيمة, والمزيد من القصف والإصرار على تطهير الأرض من رجس العدوان وجريمة المعتدين, قبل الحديث عن هدنة أو تهدئة للجبهة.
وسجل التاريخ سفر الكرامة الأردنية الناصع, وصفحة النصر المبين للحق ورجاله, رجال قواتنا الأردنية المسلحة بكل أسلحتها واختصاصاتها, بإمضاء ممهور بالدم الزكي والعزيمة التي لا تلين وعشق النشامى للوطن والأرض والعهد المقطوع لهما.
لشهداء الكرامة وكل كرامة أردنية تحية وامتنان, والمجد والخلود في جنات الوعد الإلهي الصادق, ولكل منتسبي جيشنا البطل وحاملي شعار الكرامة والعزّة والفخار, الف تحية وألف شكر في عيدهم وعيدنا وعيد الوطن والأمة, عيد الكرامة والنصر, وكل عام وأنتم بألف كرامة.