jo24_banner
jo24_banner

ألأخ داودية : كلّ شيخ وله طريقة

زيان زوانة
جو 24 :
معالي الأخ محمد داودية في مقاله بعنوان " أمام الرئيس الرزاز : فشلت تجربة تقليص الوزارات " ‘يحذرّمن تحميل اي وزير عامل أكثر من حقيبة وزارية واحدة ، لما يسببه ذلك من إرهاق يضطر معه الوزير للإهتمام بوزارة على حساب الوزارة الأخرى.
ليعذرني الأخ داودية إذا خالفته الرأي ، لأسباب كثيرة أهمها ، دور الوزير ودور أمينه العام ، وصلاحياتهما وما المطلوب من كل منهما ، فالجوهر في الإجابة: هل يتحمل الوزير أعباء وزارة أو أكثر ، أم أنه يحتاج لعشرين ساعة لإنجاز أعمال وزارته الواحدة ؟
إذا أراد الوزير أن يحضر اجتماعات : الحكومة والسلطة التشريعية بغرفتيها ، وبأمينه العام والقيادة التنفيذية لوزارته ، وبموظفيها (من وقت لآخر) ، وبمن يطلب مقابلته ( شركاء ومواطنين وأعيانا ونوابا وغيرهم ) ، وأن ينخرط بالعمل الميداني لوزارته ، بما تحمله هذه الإجتماعات من مسؤوليات الإنصات واالمشاركة والردّ ونقل ما يخص وزارته ، وبقية الوزارات لقيادة وزارته التنفيذية ، وإلمامه بما ترجع لتقدمه له ، وهي أدوارا رئيسية للوزير كما أعتقد ، إضافة لتنفيذ خطة عمل وزارته ، إن وجدت ، فإنه يكون وزيرا متميزا بأداء ما أقسم على القيام به ، وعندها يتمكن من حمل مسؤولية وزارتين ، وربما أكثر.
أما إذا أراد الوزير أن يقوم بكل ما ورد أعلاه ، إضافة لإشرافه التفصيلي على أعمال وزارته ، فسيجد أمامه ملفات لا ينتهي تراكمها ، ولن يجد الوقت لفتحها ، وبذلك ينصهر تحت حرارة الأسلوب الذي اختاره بنفسه ، إذ تختلف أنظمة الحكم والإدارة في العالم ويختلف معها طريقة كلّ مسؤول في اختياره أسلوب إدارته لعمله .
يروي الرئيس أنور السادات ، رحمه الله ، أنه في أول يوم لممارسته عمله رئيسا لمصر ، دخل عليه الوزير سامي شرف ، مدير مكتبه الموروث ، حاملا معه دستة من الملفات ، فقال له " ما هذا ؟ فردّ عليه الوزير : قضايا تحتاج لقرارك وتوقيعك " فكان رده عليه " إنتوحتموتوني زي الريس ، شيل الملفات ، ده شغل الوزراء وسيبوني أشتغل شغلي " .
الأمثلة كثيرة ، لذلك نرى أهمية مهارات إدارة :الإجتماعات والوقت والعرض والتواصل والإنصات وأسلوب " الملخص التنفيذي Executive Summary " إضافة للإلمام التكنوقراطي والمهارات السياسية في قمة الهرم الوظيفي للعمل ، عاما وخاصا ، وكل يختار أسلوبه الذي يريد.
وبالمناسبة أخي محمد ، ترشيق القطاع العام حكومة ومؤسسات عامة ورفع أدائهم ووقف هدر إنفاقهم محور إصلاحي بامتياز .

 
تابعو الأردن 24 على google news