هم في بيت العروبة!
لا شك أن جموع اللاجئين السوريين تثير الاهتمام والقلق في الحكومة، وفي مجلس الأمة، كما في الشارع!!. لكن النظرة المسؤولة في عمق هذه الكارثة التي يعيشها الجار السوري، ونعيشها معه بطبيعة الحال، لا تجعلنا نخرج عن التزامنا الأخلاقي والقومي والأممي، فنحن لا نستطيع ردَّ أمّ وطفلها وجدها، وهم يقطعون البراري في عزّ البرد والخوف للوصول إلى مكان آمن، نعرف جميعاً أن الأردن هو المكان، وأن الأردني هو المضيف، وأن الإنسان لا يهرب بكيس من التبن وإنما هو هارب بروحه وروح أطفاله!!.
ولنتذكر ونحن نشتكي، ونشكو حظ الوطن، والمواطن الغارقين بهذا المدِّ البشري الذي يبدو بلا نهاية، أن بلدنا تكون من لاجئين في الأساس، وأن اللاجئ هو اللاجئ، وكما حمل وطننا أعباء الشقاء القومي ونهض بها فإننا قادرون على النهوض مرّة، ومرّة، ومرّة وحين اجتياح الكويت, كان عندنا اكثر من مليون اسيوي, الى جانب ثلاثمائة الف اردني مغترب, ولم نسمع تذمر مواطن واحد.. ولم يسأل احد من أين نطعمهم, وكيف ننظم عودتهم الى اوطانهم, ولم ننظم بطبيعة الحال مواطنينا الذين عاشوا على شاطئ الخليج, وولدوا, وتعلموا.. وعملوا وكانت الكويت وطناً كما الاردن!! ولنتذكر كذلك تدفق آلاف اخوتنا العراقيين الذين اختاروا الاردن ليصلوا منه الى مغتربات اخرى في اميركا واوروبا وكندا واستراليا, أو اختاروا البقاء فيه.. فلم نشعر نحن ولا هم شعروا أنهم لاجئون!!
كان نيسون يقول عن أمته البريطانية: نحن انجليز, وساكسون, وجرمان, واسكندنافيون.. لكننا الان بريطانيون!! فالتنوع البشري وتحدي الخوف, والفقر, والمجهول يخلق شعوباً قوية، طموحة، وقوى حياتية خلاقة... ذلك أن التحدي هو المُحرّك الحقيقي للوصول إلى الدرجة العالية من التفوق الإنساني، إلى المكان الصحيح تحت الشمس!!.
.. الأردن هو بلد اللجوء لأنه بلد الأمان والاستقرار!!.
(الراي)