jo24_banner
jo24_banner

جمعه الماجد انموذج بوجه السماسرة في وطني

د. محمد أبو غزلة
جو 24 :
قصور كبير لمساهمة رجال الأعمال والاقتصاديين والتجار والمحسنين في الظروف الاقتصادية التي تعيشها الدولة
السماسرة واللصوص سطوا على موارد الدولة المادية والبشرية وباعوا البشر والحجر والشجر
لو تم محاسبة السماسرة واللصوص لانتعش الاقتصاد الوطني
جمعة الماجد نموذج إنساني عالمي وطني بما قدمه لوطنه وللبشرية
المتتبع لدور رجال الأعمال والاقتصاديين والتجار والمحسنين في المسئولية الوطنية والاجتماعية تجاه الوطن وخاصة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية يلحظ القصور الكبير في تحملهم لهذه المسؤوليات وخاصة في الظروف والأزمة الاقتصادية لتي تعيشها الدولة، والذين هم والحكومات المتعاقبة إضافة إلى السطو المتكرر من السماسرة واللصوص على مواردها المادية والبشرية ومساهماتهم في بيع كل موارد الدولة من البشر والحجر والشجر من الأسباب الرئيسة لهذه الآزمة، علما بأن ما يمتلكونه هؤلاء من رأس مال وقوة اقتصادية كانت في الأصل من خيرات الوطن، ولو فكروا بمسؤولياتهم الوطنية والاجتماعية ورد الجميل أو تم محاسبة السماسرة واللصوص لانتعش الاقتصاد وتخلص الشعب بكافة أطيافه من زمرة السماسرة والفسادين، وحلت مشاكل المجتمع.


من العدالة أن يعترف الجميع بأن الدولة في السابق كانت قد وفرت لرجال الأعمال وغيرهم كل التسهيلات لرعاية مصالحهم واستثماراتهم، في الوقت الذي سطا فيه السماسرة واللصوص على الموارد المالية، وانتشر الفساد من خلال العطاءات والمشاريع والصناعات غير المرخصة والغش والكسب غير المشروع، والسطو أيضا على مراكز صنع القرار، وأصبحوا أصحاب رؤوس أموال وتنكروا لمساعدة وطنهم الذي يمر بمرحلة صعبة في ظل الاستقطابات والتناقضات السياسية الدولية التي أثرت على مناحي الحياة كافة. فضلا عن غياب الرُؤى لدى الساسة في النهوض الوطني وعجزهم وفشل خططهم في الإصلاح عموما.
نحن لا ننكر أن هناك بعض الجهود الفردية في المسؤولية الوطنية والاجتماعية ونثمنها عاليا لبعض رجال الاعمال أو المحسنين الذي الذين أصبحوا على وعي بمسئولياتهم الاجتماعية وعبروا عن ذلك بالتبرعات للفقراء وإنشاء وصيانة بعض المدارس أو بناء المساجد والمرافق وغيرها على نفقتهم الخاصة، غير أن صور رد الجميل هذه هي صور خجولة ومشروطة أحيانا بالاستفادة من السياسات التشجيعية التي تقدمها الدولة كما أن هذه الجهود تبقى محدودة جدا وغير موجه توجيها صحيحا وغير مؤثرة أو محسوسة على مستوى الوطن لتواضعها، وكذلك في ظل إحجام السماسرة واللصوص عن القيام بمسؤولياتهم.
وهنا أرجو أن أسوق مثالا حيا لعل رجال الأعمال والتجار والمحسنين، والسماسرة واللصوص في وطني أن يتطهروا ، وأن يقتدوا ويتعلموا مما قام به أحد المحسنين وهو من رجال الأعمال الكبار والتاجر المعروف الذي امده الله برزق نتيجة ما قدم لوطنه وللمحتاجين داخل وطنه وخارجه، ويعد نموذجا إنسانيا عالميا عربيا يستحق بأن يقتدى به والسير على طريقته ونهجه، وأتمنى أن يبعث هذا النموذج الأمل والهمة والحمية والنخوة والشهامة في رجال الاعمال والاقتصادية والمحسنين الأردنيين، وأصحاب المشاريع اللصوص الذين استغلوا خيرات البلد ونهبوا مواردها.
نعم معالي جمعة الماجد الإنسان العربي العالمي الذي نذر نفسة لخدمة وطنه والإنسانية، والذي بدأ تعلمه القراءة والكتابة وشيئاً من علوم الدين والقرآن الكريم واللغة العربية في الكتاتيب على يد المطوع، وكان منذ صغره يشعر بقيمة الكتاب والتعليم، فعندما تجالسه وتسمع منه عندما يتحدث عن مسؤوليه الوطنية والاجتماعية تدرك أنه قامة إنسانية عالمية عربية وطنية نذر نفسه لخدمة وطنه والعالم، نعم فقد بدأ مسؤولياته الوطنية بتأسيس لجنة لجمع التبرعات من المحسنين، وشيد منها مدرستين ثانويتين، واحدة للذكور، وأخرى للبنات وبعدد (169) طالبا وطالبة ، وفي عام 1983 وبسبب الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي حالت دون قبول أبناء الوافدين من الدول العربية والإسلامية في المدارس الرسمية، أنشأ المدارس الأهلية الخيرية لتعليم الفقراء من الطلاب الوافدين مجانا أو بسعر الكلفة لمن دونهم ، والتي اصحبت الآن سبعة مدارس وبفترتين لكل مدرسة وفي امارات دبي وعجمان والشارقة وبطاقة استيعابية حوالي (11) الف طالب وطالبة وجميعهم من أبناء الوافدين من الدول العربية والإسلامية من وبنسبة 99،5% إيمانا منه بحق الطفل بالتعلم بغض النظر عن عرقه ودينه وجنسه، وإن الظروف المادية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية مهما كانت يجب أن لا يمنعه من التعليم كحق أساسي مثل حقه في الحياة.
كما أسس المكتبة الوطنية في دبي وانصب حرصه على المشاركة في عمل الخير، وترسيخ قيم التكافل الاجتماعي من خلال مساعدة المؤسسات الخيرية على جمع التبرعات لسد احتياجات الشرائح الأكثر حاجة للعون، ولم يكتفي جمعه الماجد الإنسان بتأسيس المدارس بل ولإتاحة الفرصة للمرأة للتعليم ، وإيمانا منه بحقها في ذلك وتسهيلا عليها للوصول إلى هذا الحق من خلال التخفيف عليهن بالذهاب إلى جامعة العين، فقد أنشاء كلية الدراسات العربية والإسلامية 1987، وبلغ عدد الملتحقين فيها أكثر من (800) طالبا وطالبة في برامج البكالوريوس وحتى الدكتوراه ، وهي مخصصة لأبناء الوطن وإخوانهم من دول مجلس التعاون الخليجي مع تأمين جميع طلبة المدارس والجامعات بالمواصلات.
ولم يتوقف عند هذا الحد بل أنشاء مركزا للثقافة التراث ويحمل اسم مركز جمعه الماجد للتراث والثقافة كهيئة خيرية ذات نفع عام تعني بالثقافة وخدمة الباحثين من مختلف دول العالم، والمحافظة على التراث الإنساني، وضم المكتبة التي تحتوي على أكثر من (2) مليون كتاب ورسالة ومخطوطة ووثيقة ودورية، إضافة إلى تطويره الأجهزة التقنية للترميم والمعالجة للحفاظ على الكتاب، والتي استفادت منها بعض المكتبات في الدول العربية كتبرع منه ، وذلك للحافظ على هذا الكنز وأرشفته الكترونيا ضمن مكتبة خاصه به، ليسهل على الباحثين الوصول إليها ويخفف عنهم الأعباء المادية في السفر للحصول على المراجع أوالمخطوطات.
وامتدت مسؤوليته الوطنية ليتبني برنامجا للإنجاز والتأهيل بالمهارات اللازمة لسوق العمل للأبناء وطنه ومن الجنسين كما عمل على توفير فرص لهم وللخرجين على مستوى الوطن ، كما أسس أيضا جمعية بيت الخير مع نخبة من زملائه الخيرين، بغرض تقديم المساعدات المالية والعينية للمحتاجين من الفقراء والطلاب من مواطني الإمارات، وتقديم العون أيضا للمتضررين من الكوارث والنكبات، إضافة إلى مساهمته مع مجموعة من المحسنين في إنشاء المدارس في عدد من الدول العربية والإسلامية، وتقديم الدعم للتعليم عامة، وكان حريصا بصفة خاصة على أبناء فلسطين.
وهنا أتوقف عند هذا الحد لرجل حصل على العديد من الجوائز الوطنية والدولية، عن الأعمال التي قام بها انطلاقا من مسؤولياته الوطنية والاجتماعية، وأتمنى من الله أن يمده في عمره، ويزد في عطائه لخدمة الإنسانية، نعم فهو الرجل الذي امتثل لقول الله تعالي "وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ۛ وَأَحْسِنُوا ۛ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ" (195) سورة البقرة، كما تستحق سيرته أن تكون دروسا في مناهجنا المدرسية، ومنهجنا الحياتي.
 
 
والنداء والدعوة إلى رجال الأعمال والمحسنين والتجار والصناع والصرخة بوجه السماسرة واللصوص في وطني أن يعودوا عن أفعالهم ،ويستلهموا مما قدم هذا الرجل لوطنه وللعالم، وأن يكفوا عن مناشدة الدول للمساعدة، ويسألوا أنفسهم ماذا قدمنا للوطن الذي بنينا ثرواتنا من خيراته بالوسائل المختلفة، كما على صاحب القرار في هذه الظروف الصعبة أن يقول كلمته ليدركوا حجم العاقبة إن لم يقموا بواجباتهم ولنا ما حدث في محيطنا من مثالا حي يقتدى به إذا لم تتوفر الاستجابة، حتى يدركوا رغما عنهم أن المسؤولية الوطنية والاجتماعية من المبادئ التي اتفقت عليها جميع الملل والشرائع، والأنظمة والقوانين، لما لها من دور كبير في صلاح الأفراد والمجتمع على حد سواء، فهي من قيم الولاء وصور الانتماء الحقيقي التي حث عليها المربون وعلماء الدين والنفس والاجتماع وعلى أهميتها، وضرورة الاتصاف بها ، وأقرتها الشرائع السماوية، وسائر المجتمعات البشرية على اختلاف عقائدهم وسلوكهم، وهي عامة شاملة لكل فرد من أفراد المجتمع .

تابعو الأردن 24 على google news