jo24_banner
jo24_banner

ضم الضفة الغربية لإسرائيل وتداعياته أردنيا

زيد محمد النوايسة
جو 24 :
من الواضح وفي ضوء انحیاز المجتمع الإسرائیلي نحو الیمین المتطرف الذي عبرت عنھ نتائج الانتخابات الأخیرة، أن كل الظروف أصبحت مواتیة لسیناریو ضم الضفة الغربیة وتعاظم فرص انتھاء دور السلطة الفلسطینیة وفشل مشروع أوسلو وبروز صیغة لعزل قطاع غزة توطئة لفرض أمر واقع فیھ وربما اعتبارھا الخیار الوحید المقبول إسرائیلیاً لقیام الدولة، الاشارات الأمیركیة بقبول ھذا السیناریو وردت على لسان وزیر الخارجیة الأمیركي تعلیقاً على تصریحات نتنیاھو بأن ھذا الأمر وفي حدوثھ لن یؤثر على مسار صفقة القرن المنتظرة. بعد مرور ربع قرن على أوسلو الذي شكل بدایة حلم فلسطیني طویل بإقامة دولة على التراب الوطني الفلسطیني بالرغم من القبول بتقدیم التنازلات؛ نجد الیوم أن حجم الضرر الذي حدث ربما یوازي أو یزید على ما حدث قبل اوسلو 1993 ،نتیجة استخدام إسرائیل ما یسمى بنظریة الضم الزاحف للوصول للضم الفعلي؛ فقد ارتفعت المستوطنات من 144 قبل أوسلو الى 515 مستوطنة وبؤرة استیطانیة وتضاعفت أعداد المستوطنین أربع مرات. السیناریوھات التي تتحدث عنھا أوساط إعلامیة إسرائیلیة تتمثل في سعي الیمین المتطرف بدایة الأمر لضم المناطق المسماة (ج) التي تشمل تقریباً كل المستوطنات التي تتواجد على 68% من مساحتھا حالیاً وفیھا وجود ضئیل للسكان الفلسطینیین، ولكنھا الأكثر أھمیة من ناحیة توافر مصادر المیاه والخصوبة الزراعیة التي تمكن إسرائیل من إقامة مشاریع حیویة خاصة في مجال الزراعة وسد العجز المائي نتیجة تراجع مصادر المیاه من بحیرة طبریا؛ إذ تحوي ھذه المنطقة 87 % من الموارد الطبیعیة 90 % من الغابات و50 % من شبكة الطرق ویخسر الاقتصاد الفلسطیني سنویاً سبعة ملیارات وربما أكثر نتیجة عدم تمكن المواطنین الفلسطینیین من الوصول لأراضیھم، یتضمن السیناریو السیطرة لاحقاً على المنطقتین (أ) و (ب) ومنحھما حكما ذاتیا تمھیدا للضم والإلحاق الكامل. السؤال ھنا ضروري عن الخیارات الأردنیة في التعاطي مع ھذا الواقع في حالة حدوثھ لأنھ یعني عملیا اعلان شھادة وفاة لحل الدولتین الذي ظلت النخب السیاسیة الأردنیة تراھن علیھ باعتباره منجزا وطنیا لاتفاقیة وادي عربة أنھى فكرة استھداف الأردن للأبد والتي یبدو الیوم انھا أصبحت وراءنا، والأردن دخل دائرة الاستھداف الإسرائیلي عملیاً، ولا نعرف ما خیارات الأردن في التعاطي مع أي تطورات في المشھد الفلسطیني قد تداھمنا في أي لحظة بما فیھا التأثیر على ملفات الأردن الرئیسیة في اللاجئین والامن والحدود والمیاه. القلق واجب ومبرر فالجانب الفلسطیني منھك نتیجة الضغوط الأمیركیة الإسرائیلیة والعربیة التي ربما تؤدي نتیجة الحصار المادي والسیاسي لحل السلطة الفلسطینیة وھو خیار مطروح فلسطینیاً، وأن یجد الأردن نفسھ امام واقع الفوضى الأمنیة والسیاسیة وربما عملیة ترانسفیر بأشكال مختلفة قد تؤدي لتغیر شكل الأردن الذي نعرفھ الآن. لا نعرف بصراحة الأجوبة على ماھیة التعامل الرسمي مع ھذا التطور حال حدوثھ، بالتأكید نتمنى أن یكون ھناك خطة (ب) جاھزة لدى صانع القرار السیاسي والامني للتعاطي معھ. حالة الالتفاف الشعبي حول ثوابت الدولة الأردنیة التي عبر عنھا بوضوح جلالة الملك عبد الله الثاني ھي رسائل مطمئنة وھي المبتدأ والخبر في الموقف الأردني وفي غایة الأھمیة ویمكن التأسیس والبناء علیھ لتصلیب الموقف الأردني وبنفس الوقت ھي رسالة لكل الأطراف التي تسعى لإنجاز تسویة على حساب الأردن، ولكن ھذا على أھمیتھ لا یكفي وحده، إذا لم یرافق . ذلك موقف عربي وفلسطیني موحد في وجھ ما ھو قادم الذي یبدو أنھ لن یتأخر كثیرا
الغد
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير