الدكتور الشرفات.. نص فحولي برسم الوعي المعطوب
خلدون عبدالسلام الحباشنة
جو 24 :
لم ينتظر رجل التساؤلات -الذي صافحته قبل ايام- في وكالة الانباء الاردنية (بترا) حتى يتسلم كتاب تعيينه عضوا في مجلس الوكالة حتى كشف عن سلبيته وقدرته على بث السوداوية والظلام، الرجل الذي بدا مصرا على ابراز دور وزيرة الاعلام في تعيينه أعلن صراحة أنه مصاب بالحزن والأسى، وهو ما يفسر على الأرجح عدم قدرته على تلمس ما يمكن أن يكون ايجابيا، معروف هو بمقالاته التي تطرح الأسئلة ولا تقدم اجابات، وهو أيضا يجيد توظيف المسميات الكبيرة في حالة تقترب من النظم الشعوري البعيد عن المعلوماتية خاصة في مقاله الأخير "هل حان وقت المكاشفة" فهو الذي ما انفك يركز على الوطن كمسمى وجداني عام بحيث يدمج في مقالاته بين الهمس الشعري والوميض الخاطف للمصطلحات الكبيرة مثل العشائر والاستقواء، أولويات الدولة وسيادة القانون، الوطنية والانتهازية، الاكاديميات السياسية، وسلام على الكرك ولمؤتة الوفاء ومثلها ايضا الطريق الثالث واجتزاء المساءلة ومراقبة نمو الثروة ويضحكني حد الفرح تلك اللغة السجعية في ما يكتب مثل حكم الدستور وكسر المحظور.
شكلت طروحاته الاخيرة حول دولة رئيس الوزراء وحكومته واعطائها فرصة وقراءاته التي اعتبرها تصدر بعين الحرص ربما مدخلا للجرأة على الاساءة التي اعتقد هو نفسه انها مصارحة ومكاشفة وهذا اول العقم القيادي والاداري، وصف الرجل (بترا) "بغياب الخطة وانها ليست على ما يرام، تائهة خائرة القوى، وتنتج مساحات العجز بدل الانجاز وضعف الحال وسوء الماّل وغمز من مهنية كوادرها حتى انه استشرف صدءا في شواخصها وعبر الرجل ايضا عن انهاك وتردّ وعجز عن انتاج قيادات وانها دون تطور حتى وصل به الامر ان يهاجم الخبر ومعقوليته، ووصفه بانه ليس ناجما عن مهنية بل من حرص على حماية الصورة الاردنية المستهدفة؟".
عاد الرجل في المقال نفسه للاشارة الى معالي وزيرة الاعلام وانها تحاول التطوير ثم عاد الى دولة الرئيس لتذكيره بان بعض المؤسسات لا تحتمل التقتير، ثم وصف التخطيط في الادارة العامة بانه في الدرك الاسفل وعرج على ضرورة "اعادة البناء" لاستراتيجية وطنية "للخبر الصحفي" وفي عبارة حملت عمق التناقض والفوضى طالب بخطة عمل "ديناميكية" ضمن مفردات خطاب ثابته هنا اعلن انا الصحفي الموظف في وكالة الانباء الاردنية (بترا) أن رأسي انفجر وأنا أحاول أن أقارب بين هاتين المتناقضتين.
الرجل القادم من خلفية اكاديمية جامعية والمحامي المتخصص بالقانون وامين عام الحزب بدا وكأنه لا يعرف ان عضوية مجلس ادارة تعني في الاساس الافق القيادي القادر على بث العزيمة ولكنه اختار ان لا يترك مجالا للعتاب واختار ان يسقط نفسه امام مؤسسة وطنية اعلامية اردنية حملت صوت الوطن والقائد في كل اتجاه، اختار ان لا يرى الراحل خالد محادين ايقونة الاعلام الاردني الرسمي وان يتجاهل رمضان الرواشده القيادي الروائي والاعلامي والثقافي وغيرهم كرموز وطنيه صدرتها وكالة الانباء الاردنية للوطن وهم معا من تشرفوا بادارة لقاء اعلامي محلي مع جلالة الملك الذي يفخر ويعتز بالاعلام الوطني الرسمي.
تجاهل عضو مجلس الادارة الجديد عمرا كاملا افناه الدكتور محمد العمري في العمل والعطاء والتطوير واشك انه قرأ يوما للفذ سليمان قبيلات او للمتمكنه فيروز مبيضين وزملاء اخرون يشكلون المصدر الاول للاخبار بمختلف اشكالها لكافة المؤسسات الاعلامية الرسمية والخاصة ليصور هذه المؤسسة وكأنها صحيفة حائطية على زمن الرومان حتى انني بت اشك ان مؤسستي التي اعتز وافتخر بها " دكانه تبيع الخرده الاعلامية على
"سقف السيل" لماذا لم يتحدث الرجل المطلوب منه بحكم تعيينه عن الاعلام المعاصر وتقنياته وعن عولمة الاعلام والقيم الايجابية واكتساب الاجر وعن الاعلام الرقمي والتفاعلي لماذا لم يتحدث المنقذ المنتظر عن نيغروبونتي ونموذج كروسبي او مدخل ريتشارد ديفيس في الاعلام ، لماذا ادخلنا الرجل في فوضى التصنيف بين خطاب وطني نقي واخر "وسخ" وادرج صفقة القرن والوحدة الوطنية والعقد الاجتماعي وادبيات النضال الوطني وسيادة القانون في سياق مقال هشم فيه وجه (بترا) التي وصفها في نفس الوقت انها ضمير الاردنيين وواجهة الخلود الاردني ثم عاد ليعلن انها مستهدفة هي والتلفزيون الاردني والاذاعة ممن لا يراعون في الوطن "الا ولا ذمة" ومن هم هؤلاء اذن...
نحن موظفوا وصحافيوا (بترا) لسنا مستهدفين من احد نحن فقط نعاني من غياب قيادات اعلامية تمتلك الخطة والعزيمة لتصويب اوضاعنا والحاقنا بركب العدالة الوطنية الاعلامية ولا نطالب بتخفيض رواتب موظفي واعلاميي "المملكة" بل نطالب برفع رواتبنا الى ذلك المستوى لان هذه هي الحالة المادية التي يجب ان تكون عليها رواتبنا في التلفزيون والاذاعة والوكالة ليأتي الدكتور طلال الشرفات بعد صبرنا وتحملنا الذي اوصل البعض منا الى درجة مهنية لم تدرج بعد في انظمة الخدمة المدنية وهي فئة "متلقي المساعدة من الحكومة" وليس مقابل مادي يرتقي لحجم الانجاز الكبير.
دولة الرئيس، معالي وزيرة الاعلام الاهانة التي وجهها الشرفات مست شرفنا المهني وقتلت فينا روح العمل والعطاء والانجاز، ومن هنا فاني وباسم كل زملائي الموظفين والصحفيين في وكالة الانباء الاردنية ( بترا) لن اقبل اعتذارا بل لن اقبل ان يكون عضوا في مجلس ادارتها ونجدكم مطالبين بابعاد الرجل بكامل حزنه وأساه وسوداويته عنا .
نحن في وكالة الانباء الاردنية (بترا) نستند على شرف وظيفتنا الوطني والمهني، ولم نكن يوما جزءا من تقصير مس تسويق الاداء او ناقض توجهات الدولة الاردنية وقيادتها الهاشمية ولسنا تبعا لما سماه باقلية وزارية بل نحن حراس الجبهة الاعلامية الاردنية نتشرف بالعمل خدمة لوطن وقيادة نعرف حجم مسؤولياتنا وننفذها بوعي وعمق بعيدا عن الانشاء والاستعراض والعدمية.