jo24_banner
jo24_banner

حتى لا تصبح الكرك كركلاء

د. سمير الصوص
جو 24 :

يعود تاريخ مدينة الكرك إلى العصر الحديدي نحو سنة 1200 قبل الميلاد وتعاقب عليها المؤابيون والأشوريون والأنباط واليونان والرومان والبيزونطيون . وكان للمدينة تاريخاً حافلاً مع صلاح الدين الأيوبي الذي حارب الملك أرناط وكانت أهمية الكرك في ذلك الحين أنها كانت تحمي القدس لما لموقعها الاستراتيجي من دور في حمايتها ولكونها محطة مراقبة على طريق الحجاج.
لقد ذكر المؤرّخون والرحالة مدينة الكرك في ما كتبوا من مؤلّفات فهذا الرحالة الأندلسي حمد بن أحمد بن جُبير (ت 614هـ - 1217م) يذكر أنه سمع في رحلته أن أربعمائة قرية كانت تتبع الكرك، وفي ذلك يقول بالنص: (بين الكرك وبين القدس مسيرة يوم أو أشفّ - أكثر - قليلاً وهو سراة أرض فلسطين عظيم الاتساع، متصل العمارة، يذكر أنه ينتهي إلى أربعمائة قرية).
ووصف الكرك إسماعيل أبو الفداء (ت 732هـ - 1331 م) في كتابه [تقويم البلدان] قائلاً: (.. وهي بلد مشهور وله حصن عالي المكان، وهو أحد المعاقل التي لا تُرام، وتحت الكرك وادٍ فيه بساتين كثيرة وفواكهها مفضَّلة من المشمش والرمان والكمثري وغير ذلك).
وأهم ما في الكرك اليوم قلعتها الواقعة عند الزاوية الجنوبية الغربية من المدينة، وهي مثال رائع للقلاع التي أُقيمت في العصور الوسطى. وكانت من أعجب الحصون وأمنعها وأشهرها، وتسمى «حصن الغراب».انتهى
تضم مدينة الكرك العديد من الأماكن الدينية، ولقد قامت على بعض تلك الأماكن أضرحة شهداء معركة مؤتة، ولعلّ أبرز تلك الأضرحة وأهمّها هي أضرحة: الشهيد جعفر بن أبي طالب، وزيد بن حارثة، وعبد الله بن رواحة، والحارث بن النعمان، وعبد الله بن سهل، وسعد بن عامر بن النعمان القيسي وغيرهم.
من خلال ما سبق يتبين لنا أن مدينة الكرك هي إرث من السلف إلى الخلف لابد من حمايتها من الأعداء، و لابد من المحافظة على سنيّتها فالناظر في التاريخ القديم يرى أن صلاح الدين الأيوبي وقبل تحرير بيت المقدس حارب الفكر التشيعي من الفاطميين وغيرهم لأنهم خطر على المقدسات، وأوقف المدارس السنيّة حول بيت المقدس وشجع كثير من العائلات السنيّة التي أحضرها من شمال العراق للمكوث والإقامة الدائمة حول بيت المقدس، وذلك أن خطر الشيعة لا يقل عن خطر اليهود والأمريكان.
إن الناظر في خريطة العالم الدموية منذ عشر سنوات يرى أن مثلث الشر يتمثل في أمريكا وإيران وإسرائيل هذا المحور الذي يظهر العداء فيما بينه لكنه في الحقيقة يتفق على حرب أهل السنة ولا أدل على ذلك من حرب أفغانستان فلولا دعم إيران لما استطاعت أمريكا غزوها، وكذلك الحرب على العراق فالكل مجمع أن المستفيد الرئيسي من غزو العراق هي إيران فكلنا شاهد الإبادة المنظمة لأهل السنة وفوز الأحزاب الشيعية في الحكم مع أنها أقلية.
وما يحدث الآن في سوريا ليس ببعيد من تدخل واضح وسافر لحزب الله في سوريا وقتل جماعي وإبادة جماعية للنساء والأطفال ...
إن تسهيل مهمة الشيعة لزيارة مقام جعفر الطيار - الذي هو منهم براء فوالله إن جعفر الطيار والحسن والحسين رضي الله عنهم لا يرضوا بما يفعله شيعة هذه الأيام من قتل للمسلمين، فلا يزال المرء في فسحة من دينه مالم يصب دما حراما أو كما قال صلى الله عليه وسلم- يعني أن تتحول مدينة الكرك إلى مدينة شيعية بالتدريج وما سيحصل بعدها من نشر ثقافة التشيع من زواج المتعة وتحريف آيات القرآن وشتم الصحابة رضوان الله عليهم، فلا عجب أن يقوم الشيعة بتقديس أبي لؤلؤة المجوسي وعمل مقام له في إيران. إن أخشى ما نخشاه أن تتحول مدينة الكرك الشامخة إلى كركلاء جديدة، وسيحدث فيها ويلات نحن في غنى عنها.
إننا ندعو الحكومة أن تقف موقفا حازما من فكرة السياحة الدينية التي ظاهرها فيها الرحمة وباطنها من قبلها العذاب، وذلك أن الشيعة هم شركاء في قتل إخواننا من أهل السنة في العراق وفي سوريا ولنحافظ على مذهبنا السني الذي ورثناه عن صحابتنا الكرام ولننقل هذا المذهب للأجيال القادمة لتنعم بالأمن والسلام.

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير