2024-11-27 - الأربعاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

هواوي... عنوان مرحلة جدیدة من الصراع الاقتصادي

احمد عوض
جو 24 :









ما نعیشه الآن ھو مرحلة من مراحل احتدام الصراع بین أقوى دولتین تتنافسان على زعامة العالم بكل ما تعنیة كلمة صراع من معاني، بین الولایات المتحدة التي أحكمت سیطرتھا اقتصادیا وعسكریا وسیاسیا على العالم منذ انتھاء الحرب العالمیة، وبین الصین الدولة الصاعدةبقوة وبسرعة لتحتل ھذه المكانة.

وما قصة القیود (المترددة) التي فرضتھا الولایات المتحدة على عملاق صناعة التكنولوجیا الصینیة (ھواوي) مؤخرا، سوى واحدة من الأدوات التي تستخدمھا كخطة استباقیة لإعاقة النمو المتسارع للقوة الصینیة متعددة الأوجھ، سبقھا فرض رسوم جمركیة على العدید من السلع الأمیركیة، في إطار ما یطلق علیھا بالحرب التجاریة.

الولایات المتحدة تدرك في الوقت الراھن – وأكثر من أي وقت مضى- أن المستقبل في ظل ھذا التنامي المتسارع للاقتصاد الصیني لیس لصالحھا، لذلك تضع العراقیل لتأجیل الوصول الى ھذا الحالة.

مظاھر واشكال ھذا الصراع متعددة، والادراك الیقیني لدى مختلف مراكز التفكیر والبحث الرسمیة والمستقلة داخل الولایات المتحدة وخارجھا، أن ھذه القوة سیرافقھا تنام كبیر للقوة العسكریة والسیاسیة الصینیة بحكم الضرورة.

القیود التي تستھدف عمل شركة (ھواوي)، وضع عراقیل أمام الإنجازات السریعة التي حققتھا ھذه الشركة، التي لم تعد ”صاعدة" في عالم تكنولوجیا الاتصالات، والأمر لا یقف عند سوق الھواتف النقالة فقط، بل كذلك أسواق ”الخوادم" وغیرھا من أجھزة تكنولوجیا الاتصالات المختلفة، وبدأت تحكم سیطرتھا على تكنولوجیا الجیل الخامس من الاتصالات G5.

والأمر لا یتعلق فقط في عرقلة خطوات شركة ”ھواوي" السریعة لاحتلال المركز الأول خلال فترة زمنیة قریبة جدا لمبیعات أجھزة الھواتف النقالة على المستوى العالمي، لتخلف وراءھا شركتي ”سامسونج" الكوریة و ”آیفون" الأمیركیة، بل ھو أیضا مرتبط في سیطرة ھذه الشركة على تكنولوجیا الاتصالات في العالم بما یحملھ ذلك من فتح الأبواب أمام الصین لإحكام نفوذھاالسیاسي والأمني على العالم، الأمر الذي تعتبره الولایات المتحدة تھدیدا لأمنھا القومي.

وقد سبق ذلك خطوات استباقیة أخرى تھدف الى عرقلة النمو المتسارع للقوة الصینیة الصاعدة، أبرزھا فرض رسوم جمركیة على السلع المستوردة من الصین وبعض الدول الأخرى، إلى جانب الحد من سیطرة السلع الصینیة على السوق الأمیركیة المحلیة.

المؤشرات المتاحة تفید أن التوسع الاقتصادي الصیني لا یقتصر على التجارة فقط، بل توسع وما زال یتوسع بشكل ملموس في مجال الاستثمارات الخارجیة في مختلف انحاء العالم.

لا أحد یستطیع التنبؤ بمآلات ھذا الصراع المحتدم واشكالھ، ویبدو أن كل طرف یتعامل معھ بحذر شدید، ولا یرغب في تحویلھ الى صراع عسكري، حتى في ظل إدراك مراكز اتخاذ القرار الأمیركي أن الانفاق العسكري الصیني في تزاید مستمر، الى جانب إدراكھم أن القوة الاقتصادیة ستمیل لترجمة نفسھا في وقت ما (قریب) إلى قوة عسكریة وسیاسیة، وأن ذلك سیؤثر بالضرورة على التفرد الأمیركي في قیادة العالم.

في اطار ھذه الدینامیات، علینا أن نراقب وندرس التداعیات على مستقبل اقتصاداتنا، بحیث یتم تعزیز متانة الاقتصاد والمحافظة على استقراره في ظل ھذا العالم المعولم، بما في ذلك تقلیل التأثیرات السلبیة لھذا الصراع وتداعیاته.
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير