لم يحذرنا أحد أو يهدد
كان واضحا ان زيارة وزير الخارجية الايرانية وقبله مساعد وزير الخارجية الروسي، لا علاقة لهما بحمل انذارات او تهديدات للاردن كما يحب جماعات التهليس السياسي ان يصوروا العالم وبلدهم مثل هذا التصوير المنحط.
فاللاعبون الحقيقيون في المنطقة يعرفون موقع الاردن الحقيقي، ويعرفون انه حجر الزاوية في الحائط العربي، وهم حين يعالجون قضايا سوريا يجيئون الى الاردن، وحين يتحركون في اتجاه القضية الفلسطينية وحل الدولتين يجيئون الى الاردن، ونحن لسنا بعيدين عن الحسابات العراقية، ولو ان جماعات التهليس السياسي فتحوا اعينهم جيدا لادركوا حجم الاحترام الذي تبديه كل القوى الكبرى لقيادة هذا البلد، ولحجم القوة الوطنية الاردنية في ترسيخ استقرار المنطقة وامنها.
لهذا الهياج الفكري والنفسي الذي يأخذ حصة من الشارع ولو ضئيلة، حدود تتهاوى مع الوقت، وتذوي دون ان تكسب او تحقق شيئا، لان الذي يمارس السياسة بحرفية ومهنية عالية، والذي يأخذ في حساباته مصالح شعبه، ومصيره، هو الذي ينفع الناس، ويمكث في الارض، اما الزبد فيذهب جفاء، والاوطان لا تبنى بالهياج والصياح والحقد وإنما بالهدوء العقلي، والفكر، والعمل الدائب.
الولايات المتحدة صديقة، وروسيا صديقة، والصين صديقة، واوروبا واليابان وجنوب شرق آسيا هم اصدقاء، وحين خسرنا الملك حسين رحمه الله وكان العالم كله في عمان، كل قادة العالم في عمان يشدون على يد وريثه وابنائه والاردنيين كلهم، وهذا التقدير لم يكن نتيجة الهياج والصياح والحقد، وانما هو الذي يفرض بجهد البلد الصغير احترامه على العالم.
نأسف كثيرا لان صحفا محترمة في لبنان صوّرت لها جماعات الفاكس ان وزير خارجية ايران جاء الى عمان ليقدم لنا التحذيرات والانذارات، وان مساعد وزير الخارجية الروسي سبقه الى هذا «المجد» ولو فهم الاخوان طبيعة مهمة الرجلين لادركوا ان الاردن لا يقبل التحذير والانذار من احد، كائنا من يكن وإنما هي التشاور بين الانداد بلغة دبلوماسية هادئة.
الراي