الأقصى..ماذا بعد الإدانات؟
سيهدم الأقصى ..إن عاجلا او آجلا...فهو الآن وبسبب الحفريات الإسرائيلية من تحته ومن حوله بات شبه معلق في الهواء ..ينتظر إما هزة بمقياس 4 درجات على جهاز ريختر،أو قيام طائرة حربية إسرائيلة بإختراق حاجز الصوت عمدا وعن تخطيط مسبق،أو صاعقة ما ،ويصبح أثرا بعد عين؟؟؟!!!!
اليهود الصهاينة يتباينون معنا بشكل فاضح،مع أننا أصحاب حق ،وهم على باطل ،لكن باطلهم المدعم بالقوة ،سجل نقاطا كثيرة على حقنا المغلف بالخنوع،فهم ومنذ أن تسلموه إثر مسرحية الساعات الست في حزيران 1967،وهم يقومون بالحفر من تحته ومن حوله ،وفي كل الجهات ،من أجل هدمه وإقامة هيكل سليمان المزعوم على أنقاضه ،إيذانا بإعلان إسرائيل دولة يهودية خالصة نقية من كل شائب"مسلم ومسيحي".
بداية سيطروا على باب المغاربة، ونحن نستنكر وندين،وثاني خطواتهم قيام مسيحي متصهين أسترالي يدعى دينيس مايكل في صيف العام 1969 بإشعال النيران في المسجد الأقصى ،وإلتهم الحريق منبر صلاح الدين ،وأجزاء أخرى من المسجد المبارك ،وهب الفلسطينيون المقدسيون لنجدة أقصاهم وسط إعاقة واضحة ،من قبل سلطات الإحتلال لكن الإرادة لا يكسرها شيء.
ما يجب أن يسجل في ملف هذه الجريمة النكراء ،هو أن رئيسة الكيان الصهيوني الشمطاء غولدمائير، صرحت أنها لم تنم تلك الليلة خوفا من زحف عربي –إسلامي مقدس ،على فلسطين لتطهيرها من الإحتلال ،ولكنها تقول أنها وبعد أن غلبها النعاس في دقائق الهزيع الأخير،إستيقظت مرعوبة ،لكنها عادت إلى رشدها بعد أن لم تجد أي تقرير على مكتبها، يفيد بأن العرب والمسلمين زاحفون إلى القدس..عندها نامت لياليها الطويلة الهانئة،وأمنت أن إسرائيل ستبقى بخير ما دام العرب والمسلمون يحاربونها ويهاجمونها بالشجب والإدانة والإستنكار.
قبل أيام فوجئت بأن الدفاع عن المقدسات بات بحاجة إلى إتفاقيات بين الأردن والسلطة الفلسطينية ،وبالفعل جرى توقيع إتفاقية بين جلالة الملك عبد الله الثاني ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس،وقلنا أن الأقصى سيكون بخير ،لكن إسرائيل صديقة العرب وحليفتهم ومقاولهم في القضاء على " الشوائب" في المنطقة ،وجهت صفعة للجميع ،بأن قامت قطعان المستوطنين ،وكالعادة مدعومين من قبل جيش وشرطة الإحتلال بتدنيس المسجد الأقصى ،وضرب المصلين المسلمين فيه ،إضافة إلى إعتقال مفتي الديار الفلسطينية /خطيب الأقصى الشيخ محمد حسين للتحقيق معه بحجة أنه تسبب في إعاقة عمل المستوطنين وحرض عليهم لأنه هتف "الله اكبر".
لم نجدد في خطابنا ،وما نزال حكاما ومحكومين وأحزابا ونوابا ،نتعامل بلغة الشجب والإدانة والإستنكار،والسؤال :في حال إنهيار الأقصى..ما ذا نحن فاعلون؟هل ستنفع لغة الإدانة آنذاك؟لا أظن ذلك،،لذا علينا الخروج من دائرة الشجب والإستنكار والإدانة ،واللجوء إلى لغة المنطق...فالأقصى على مرمى حجر..وهو ليس بحاجة إلى توقيع إتفاقيات ومعاهدات جديدة ،لأن الولاية على المقدسات هي للأردن بحسب ما ورد في معاهدة وادي عربة سيئة السمعة والصيت،كما انه سقط في قبضة الإحتلال والقدس تحت الحكم الأردني.
إستمعت ظهر يوم الجمعة ،إلى خطيب المسجد الزائر الداعية الشركسي وليد شابسوغ الذي يعتز بعروبته مع أنه شركسي،وقال كلاما يشرح القلب المفطور وينعش النفس الحزينة ،على واقع العرب والمسلمين الذي إرتضوا لنفسهم وهم يعدون 2 مليار نسمة ،الجلوس مع الخوالف.
قال الشيخ وليد شابسوغ أنه وخلال جولاته في العديد من دول وسط آسيا التي كانت مطموسة بالفكر الشيوعي ،الذي لم يسمح لأحد بممارسة أي من شعائر الإسلام،وإستقلوا حديثا ،كان يدور نقاش بينه وبين المسلمين في تلك الدول ،وأنهم قالوا له مستنكرين كيف أن العرب وعددهم 400 مليون نسمة ،وهم أحفاد الرسول ومن آل البيت، خانعون أمام يهود الذين لا يتجاوز عددهم في العالم العشرين مليون نسمة في افضل الأحوال ،وأن المسجد الأقصىى والقدس وفلسطين ماتزال في قبضة الإحتلال؟
وقال الشيخ شابسوغ أنه لم يجرؤ على قول أن هناك عربا لا يصلون ،وأن منهم من يكذب،ومنهم من يتعامل مع إسرائيل ،لأنه لو قال ذلك لتعرض للضرب من قبل المسلمين في تلك الدول.
لكنه أكد أنهم حملوه رسالة للعرب تقول أن مسلمي أواسط آسيا الذين قضوا تحت الحكم الشيوعي منذ وعد بلفور عام 1917 حيث الثورة البلشفية حتى قبيل إنعقاد مؤتمر مدريد للسلام عام 1992،جاهزون ومستعدون للزحف المقدس بأموالهم وأنفسهم وأبنائهم ،محملين ايضا بأسلحتهم وطعامهم وشرابهم ،لكنهم يطلبون منا أن نفتح لهم الحدود المغلقة مع فلسطين كي يحرروها ويعيدوها إلينا .
ترى هل من تعليق على هذه الرسالة التي جاءت من بعيد ومثلت تحديا لنا نحن العرب"أحفاد الصحابة"وآل البيت ؟