المرأة الأردنية والاقتصاد
د.جواد العناني
جو 24 : لو أجرينا مسحاً في الأردن لكي نقارن بين مواقف الرجال والنساء من القضايا الأساسية المطروحة، فمن سيكون أكثر إيجابية في ردوده وتطلعاته؟ سؤال أطرحه للتأمل، لأن إحصائية مثل هذه غير متوفرة ولا متاحة. ولكنني لو كنت من المراهنين على التقدير، لقلت إن النساء سيبدين إيجابية وتفاؤلاً أكثر، ولربما بفارق واضح.
اطلع على الكثير الذي تنشره الصحافة الأردنية من مقالات وأعمدة لكاتبات وصحفيات. وبدون أن استعرض الأسماء حتى لا أنسى أحداً، فإنني أجد أن النساء اكثر ميلاً للإيجابية، وأكثر منحاً للحلول، وأكثر بشراً وتفاؤلاً.
وإذا جلست إلى السيدات من صاحبات الأعمال، لرأيت عندهن جدية أكثر في العمل، والتزاماً أقوى بالمواعيد، ومتابعة أكثر للقضايا، وفاعلية أعلى في استثمار الوقت. ولعل النساء أقل شعوراً بالأمن من الرجال، ولكن هذا الفرق يدفع النساء للمراجعة والتدقيق وعمل التمارين، والاستعداد لكي يكنّ على مستوى الحدث، أو مستحقات لما يسعين لإنجازه.
وإذا كانت الفتاة موظفة، فالأرجح أنها أقل مضيعة للوقت من الرجال، وبعضهن أكثر طموحاً ورغبة في المنافسة والتحدي وصعود سلم الرقي الوظيفي. وهنّ أقل هدراً للوقت، وأكثر استجابة مع المراجعين.
ومع أن المرأة ما تزال عازفة عن منافسة الرجال بقدر ما تنافس النساء الأخريات، إلا أن هذه مرحلة مؤقتة سرعان ما تزول، فمعظم الكوتا النسائية المعلنة كما في الانتخابات أوغير المعلنة بالنسبة لإشغال المناصب العليا، تحصر كثيراً من منافسة النساء مع نساء أخريات. ولكن الزمان كفيل بتحويل المنافسة بعيداً عن الجنوسة.
ولذلك صرت أتساءل: ما السبب أن عدد النساء الشاغلات لوظائف اقتصادية في القطاعين العام والخاص قليل؟ لماذا لا يكون عندنا وزيرات للمالية على سبيل المثال؟ لماذا لا تكون محامية قديرة وزيرة لشؤون رئاسة الوزراء؟ وما المانع أن تكون سيدة مديرة لشركة كبرى؟ لو استعرضنا النساء الوزيرات السابقات لرأينا أن كثيراً منهن أبلين بلاء حسناً، وأثبتن جدوى متميزة في أداء المهام التي طلبت منهن.
وعند الحديث عن الموضوع الذي يبدو أنه يستحوذ على اهتمام الأردنيين وأحاديثهم وتفسيراتهم لكل شيء، وهو الفساد، فإننا قليلاً ما نسمع عن امرأة فاسدة، بل على العكس، فإنني لا أكاد أتذكر امرأة واحدة ورد اسمها في قضايا الفساد.
النساء في الأردن أثبتن أنهن أكثر تفوقاً من الرجال في امتحانات الشهادة الثانوية، وأنهن متفوقات في مختلف التخصصات الجامعية، وأنهن أكثر جدية في الدراسة والإعداد والبحوث. الم يئن الأوان، ونحن نعاني ما نعانيه، أن نشرك المرأة شراكة كاملة في أداء المهام الوظيفية العليا خاصة في هذا الزمن الصعب؟ النساء قد يكن أقدر من الرجال على اتخاذ القرارات الصعبة وقد يكن كذلك أكثر موضوعية من الرجال وأقل عصبية وانحيازاً منهم.
لا أقول إن النساء أفضل من كل الرجال. ولكن الدلائل قد تؤكد – لو مسحناها إحصائياً وميدانياً – أن هنالك نساء كثيرات متفوقات على عدد كبير من الرجال.
الغد
اطلع على الكثير الذي تنشره الصحافة الأردنية من مقالات وأعمدة لكاتبات وصحفيات. وبدون أن استعرض الأسماء حتى لا أنسى أحداً، فإنني أجد أن النساء اكثر ميلاً للإيجابية، وأكثر منحاً للحلول، وأكثر بشراً وتفاؤلاً.
وإذا جلست إلى السيدات من صاحبات الأعمال، لرأيت عندهن جدية أكثر في العمل، والتزاماً أقوى بالمواعيد، ومتابعة أكثر للقضايا، وفاعلية أعلى في استثمار الوقت. ولعل النساء أقل شعوراً بالأمن من الرجال، ولكن هذا الفرق يدفع النساء للمراجعة والتدقيق وعمل التمارين، والاستعداد لكي يكنّ على مستوى الحدث، أو مستحقات لما يسعين لإنجازه.
وإذا كانت الفتاة موظفة، فالأرجح أنها أقل مضيعة للوقت من الرجال، وبعضهن أكثر طموحاً ورغبة في المنافسة والتحدي وصعود سلم الرقي الوظيفي. وهنّ أقل هدراً للوقت، وأكثر استجابة مع المراجعين.
ومع أن المرأة ما تزال عازفة عن منافسة الرجال بقدر ما تنافس النساء الأخريات، إلا أن هذه مرحلة مؤقتة سرعان ما تزول، فمعظم الكوتا النسائية المعلنة كما في الانتخابات أوغير المعلنة بالنسبة لإشغال المناصب العليا، تحصر كثيراً من منافسة النساء مع نساء أخريات. ولكن الزمان كفيل بتحويل المنافسة بعيداً عن الجنوسة.
ولذلك صرت أتساءل: ما السبب أن عدد النساء الشاغلات لوظائف اقتصادية في القطاعين العام والخاص قليل؟ لماذا لا يكون عندنا وزيرات للمالية على سبيل المثال؟ لماذا لا تكون محامية قديرة وزيرة لشؤون رئاسة الوزراء؟ وما المانع أن تكون سيدة مديرة لشركة كبرى؟ لو استعرضنا النساء الوزيرات السابقات لرأينا أن كثيراً منهن أبلين بلاء حسناً، وأثبتن جدوى متميزة في أداء المهام التي طلبت منهن.
وعند الحديث عن الموضوع الذي يبدو أنه يستحوذ على اهتمام الأردنيين وأحاديثهم وتفسيراتهم لكل شيء، وهو الفساد، فإننا قليلاً ما نسمع عن امرأة فاسدة، بل على العكس، فإنني لا أكاد أتذكر امرأة واحدة ورد اسمها في قضايا الفساد.
النساء في الأردن أثبتن أنهن أكثر تفوقاً من الرجال في امتحانات الشهادة الثانوية، وأنهن متفوقات في مختلف التخصصات الجامعية، وأنهن أكثر جدية في الدراسة والإعداد والبحوث. الم يئن الأوان، ونحن نعاني ما نعانيه، أن نشرك المرأة شراكة كاملة في أداء المهام الوظيفية العليا خاصة في هذا الزمن الصعب؟ النساء قد يكن أقدر من الرجال على اتخاذ القرارات الصعبة وقد يكن كذلك أكثر موضوعية من الرجال وأقل عصبية وانحيازاً منهم.
لا أقول إن النساء أفضل من كل الرجال. ولكن الدلائل قد تؤكد – لو مسحناها إحصائياً وميدانياً – أن هنالك نساء كثيرات متفوقات على عدد كبير من الرجال.
الغد