jo24_banner
jo24_banner

الأردن وسوريا ...التورط غير المحسوب

أسعد العزوني
جو 24 :

لعل هذه المرحلة المفصلية التي يمر بها الأردن، منذ تأسيس الإمارة وحتى يومنا هذا ،تعد الأصعب في هذه المسيرة التي تقارب المئة عام ،ذلك أن الوضع بات يشبه حالة الطير الذي أتته الريح من الجهات الأربع.
الأردن في هذه المرحلة يتعرض لضغوط من أربع جهات فعلا وهي الغربي - أمريكا وأوروبا- ودول الخليج المانحة ، والإسلاميين، وكذلك النظام السوري،وكل جهة لها مخاطرها ،وكل جهة توجع ،ولكنها في حالة الأردن تدخل غرفة الإنعاش ،بلا أمل.
التعامل مع مجريات الأمور في سوريا مكلف في كل حالاته ،فإذا ما إنحاز الأردن إلى المعارضة وجد نفسه في نهاية المطاف- إن هي حققت نصرا- طعما لها لأن الحركة الإسلامية في الأردن مستعدة وجاهزة،وإن هو رفض الإستجابة لمطالبها ،وإنتصرت ،كان مصيره معدا سلفا ،وهو الشطب لا محالة.
أما في حال وقوفه مع النظام السوري ،ولم يثبت ،فإن ذلك لن يفيده ايضا،وكذلك الحال بالنسبة لأمريكا التي لا يرفض الأردن لها طلبا،وهي كذلك دولة مانحة للأردن ،مع أن التدقيق في ملف المساعدات الأمريكية ،يقودنا إلى الوقوف على حقيقة وهي أن ما يأخذه الأردن من مساعدات امريكية ،لا يوازي ما يقدمه لها من خدمات، وما انزل الله بها من سلطان،قياسا بإسرائيل التي تعد قرادة خيل بالنسبة لأمريكا ،ومع ذلك وظفت كل مفاصل الدولة الأمريكية لتنفيذ أجندتها وتحقيق مصالحها.
لو تحدثنا عن الضغط الرابع من قبل دول الخليج المانحة ،فإنه لا بد قبل الغوص بالتفاصيل التأكيد على أن حركة الدعم الخليجي للأ ردن ،إنما تكون بأوامر من واشنطن.
معروف أن دول الخليج قاطبة ترغب بالتخلص من نظام بشار الأسد ،وكانت تأمل من الأردن أن يسهل لها تحقيق هذه الرغبة ،ويدفع بقواته المدربة جيدا ،إلى سوريا لإنجاز المهمة بدعم طبعا من قوات أمريكية وبريطانية ترابط في الأردن أصلا منذ مدة ،بحجة تدريب الجيش الأردني.
لا بد من الإعتراف أن الأردن ادخل الدب إلى كرمه طمعا في الحصول على دعم مادي من المجتمع الدولي،وذلك من خلال فتح حدوده على مصراعيها للاجئين السوريين ،والغريب في الأمر أن هناك من يأتيه من مناطق بعيدة عن حدوده ،وهذه ذات مغزى ،إذ أن المتعارف عليه هو أن يلجأ السكان القريبون من الحدود إلى الدولة المجاورة،لا أن يأتي أناس من أقصى الشرق على سبيل المثال لاجئين في مكان في أقصى الغرب.
الجميع يريدون من الأردن أن تكون اراضيه منطلقا لغزو سوريا،وهو لم يحسم أمره علانية لعدة أسباب،منها عدم ثقته في حسم الأمور لصالح المعارضة ،وبالتالي سيصبح هدفا لنظام الأسد،الذي له من المؤيدين داخل الأردن الكثير الكثير،وقد نظموا وقفة إحتجاجية هاتفة ،أمام فندق الميريديان بعمان، قبيل إنعقاد مؤتمر اصدقاء سوريا،الأربعاء الماضي ،وهتفوا العديد من الهتافات المؤيدة للرئيس بشار.
هناك قوات امريكية وبريطانية في الأردن إستعدادا لساعة الصفر التي يبدو أنها لن تأتي أبدا،ولكن الأردن ينفي ذلك،علما أن كبار مسؤولي البنتاغون الأمريكي ،يعلنون جهارا نهارا عن توجه دفعات من الجيش الأمريكي إلى الأردن ،للتعامل مع الأسلحة الكيماوية السورية التي خرجت إلى الإعلام مثل قميص عثمان،أو مسمار جحا.
ليس سرا القول أن الشعب الأردني لا يرغب بتدخل عسكري في سوريا ،ولا يطيق رؤية جنود أمريكيين أو أوروبيين داخل أراضيه بتاتا.
هناك قضية تقلب الأوراق على الطاولة عند ساعة الحساب ،وهي أن السلفيين الجهاديين الأردنيين، يتوجهون إلى سوريا ويشاركون في القتال الدائر ضد النظام السوري،وقد أعلن عن مقتل العديد منهم،والسؤال الذي سيطرح على الجهات المعنية كيف خرج هؤلاء من الحدود ،علما أن الجيش الأردني يحمي حدود إسرائيل بجدارة؟ ثم يجب توجيه هذا لسؤال إلى السلفيين وغيرهم من الذين يتحرقون شوقا للقتال ضد قوات النظام السوري:لماذ لم تتحرك روحكم الجهادية ضد إسرائيل التي لا تبعد عنكم سوى أمتار معدودات؟

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير