الاستقلال والعيد الوطني وثبات المناسبة التاريخية!!
.. قد نكون هنا في الأردن، الوحيدين الذين يحتفلون فيه الناس بالعيد الوطني في يوم الاستقلال، فالانقلابية العسكرية التي اجتاحت الوطن خلقت مناسبات لعيدها الوطني موعداً غير عيد الاستقلال.. يتطابق مع يوم الثورة، ويوم ثورة ثانية وثالثة ورابعة، ويوم الحركة التصحيحية، فمن المؤكد مثلاً أن مصر الجديدة لن تبقى تحتفل بيوم 23 يوليو، لأن الاخوان المسلمين لا يستطيعون قبول ثورة عبدالناصر كعيد وطني، وهم الآن يتحدثون عن «ثورتهم» التي اطاحت بنظام ينبثق عن ثورة يوليو ولو بشكل باهت، وفي سوريا لم يعد أحد يحتفل بعيد الجلاء أو بالثامن من آذار.. يوم قيام المملكة السورية والمناداة بفيصل ملكاً للدولة العربية الحديثة التي تمتد من الاسكندرون حتى رفح!!. وصار لسوريا أيام تتناسب مع انقلابات العسكر، وتصحيح آخرها، ولا ندري بعد إنتهاء نظام الأسد إذا كان العهد الجديد سيعود إلى احتفالات 17 نيسان بخروج آخر جندي فرنسي عن ارض سوريا, أم أن الاحتفالات ستكون بدخول أول جندي فرنسي أو أميركي أو إنجليزي لأرض سوريا!! أو أن الاحتفال الجديد إذا استمر النظام برفع راية النظام الصفوي الإيراني أو راية حزب الله أو راية حزب الدعوة العراقي!!
في اليوم الوطني الأردني.. يوم الاستقلال في 25 أيار, لا نشعر أننا نغيّر في الثوابت لأننا لم نستطع تغيير نسخ الحياة الجديدة في شرايين البلد. فالحقيقة التي كنا نلح عليها من سنوات هو ان عيد الاستقلال المعلن هو 25/5/1923. هكذا أعلنت الدولة المنتدبة يومذاك طبيعة علاقتها بالأردن الكيان, وبعدم شموله بوعد بلفور. وندعو باحثينا المؤرخين التنقيب في وثائق هذا الإعلان.. فآباؤنا وأجدادنا كانوا يحتفلون بالخامس والعشرين من أيّار قبل عام 1946، وقبل إعلان الملكية فدولتنا المستقلة كما دولة العراق، ودولة مصر ودولة سوريا ولبنان (عام 1943)، كانت دولاً مستقلة رغم الانتداب، والحماية والوصاية وكل أصناف الاستعمار الذي كان الوليد الشائه للحرب العالمية الأولى، وتحت الشعار الأميركي لودرو ويلسن: حق الحرية وتقرير المصير!!.
في يوم الاستقلال، نقف حول القائد الحامل اسم البطل المؤسس عبدالله بن الحسين، ونرفع راية الثورة، وراية الوطن بنجمتها اللامعة ونهتف: عاش الملك.. عاش الأردن!!.
الراي