الشعب الأردني....عفارم
صحيح أن الشعب الأردني شعب فقير ولم يتنعم في حياته ،بحكم حبس ثرواته في باطن الأرض،ووجود فاسدين آثروا أن يستولوا هم على ما أنعم الله به على هذه الأرض الطيبة ،التي سار عليها الصحابة قادمين من الحجاز إبان صدر الإسلام الأول ..عصر الفتوحات والإيمان والإيثار....
مع كل ذلك ورغم المعاناة التي لا يلوح في الأفق أنها في طريقها إلى الإنتهاء ،لأن ظروف ذلك لم تحن بعد، رغم كل شيء ،إلا أن منسوب الكرامة والشهامة والغيرة القومية ما يزال مرتفعا،وبذلك ينفي هذا الشعب البسيط مقولة أن الفقر يورث الذل.....
لم يمنع الفقر، الشعب الأردني حفيد الفاتحين ،وسليل أعرق العشائر والقبائل العربية ،من رفع عقيرته في الظروف الصعبة ،والقول بأعلى الصوت ....لا لغزو العراق ..لا لإحتلال العراق..لا لشطب العراق وتقسيمه إلى كانتونات وأقاليم عرقية إثنية طائفية ......
رغم المعاناة ورغم الفقر والتقتير ..ورغم التسهيلات الأمريكية المالية الأخيرة للأردن....ورغم المديونية التي تتمدد مثل ثعبان يعيش بين قطيع بقر ....فإن هذا الشعب الذي أنجب حسين باشا الطراونة أول من حذر من التطبيع مع يهود،وأن ذلك سيضع الأردن في مهب الريح على طريق فلسطين، وكايد مفلح عبيدات أول شهيد أردني على ثرى فلسطين،ومشهور حديثة الجازي قائد الجيش العربي في معركة الكرامة ،فإن هذا الشعب هذه الأيام ما يزال في صدارة القوميين العرب الذين ما يزالون على الدرب....
الشعب الأردني الفقير، يرفض تواجد الجنود الأمريكيين والبريطانيين وغيرهم ممن ستكون مهمتهم غزو سوريا على غرار غزو العراق ،وهتفوا بذلك عاليا،وسجلوا موقفا قوميا بإمتياز.....
الشعب الأردني الفقير إهتز وجدانه بالأمس عندما رأى الوفد الإسرائيلي المشارك في مؤتمر دافوس الي يعقد في الأردن منذ سنوات ،ولم نر خيره على الأردن حتى يومنا هذا ،مع أننا كل مرة نسمع أن دافوس سيحضر لنا خزائن قارون إمبراطور المال في التاريخ ....لكنه ينتهي دون أن نلمس أي تغير إيجابي ،ولا نأخذ منه إلا الحسرة على تواجد الإسرائيليين وعلى أعلى المستويات على أرضنا الطاهرة ..أرض الحشد والرباط التي أجبرت على تحمل الإسرائيليين وهم يدوسون ثراها الطاهر....
