الأردن من العشرة المبشّرين.. سبع فوائد عظيمة لتصدّر قائمة منظّمة العمل!
جو 24 :
تامر خورما - تصدّر الأردن قائمة الدول العشرة الأولى لأعلى نسب البطالة بين فئة الشباب. إنجاز جديد تضيفه حكومة النهضة إلى سجلّها الحافل بالقفزات العملاقة، نحو التحرر المطلق من الهموم الدنيويّة البائدة، والخروج كليّا من سياق التاريخ!
هذا ما اعترفت به منظّمة العمل الدوليّة -رغما عن الجميع- في تصنيفها الذي انتزعناه مؤخّرا عبر انتصارنا المجيد، حيث لم تسبقنا سوى بضعة دول يمكننا في قادمات الأيّام تجاوزها بسهولة، بفضل حنكة رئيس الحكومة وعبقرية وزير العمل.
هذا الإنجاز التاريخي، سيثير بالتأكيد غيرة وسخط المتربّصن بمستقبلنا المنتظر في أتون الفراغ وبطون العدم. وهو ما يفسّر لجوء أصحاب الأجندات الجيفاريّة إلى محاولة جرّنا بعيدا عن مثل هذه الإنتصارات، من خلال احتجاجات المتعطلين عن العمل، ومطالبة الدولة -عظم شأنها- بتوفير ما يدعى بفرص ووظائف.. ذلك الفايروس المرعب الذي يفتك بمنجزات البطالة، في بعض الدول المارقة، كألمانيا والنمسا والسويد.. الخ.
في الأردن لدينا الكثير من المنجزات التي تجب الإستماتة في الدفاع عنها.. ولكن أن نكون من العشرة الأوائل فهذه مفخرة لا بدّ من حمايتها بكلّ وسائل الإفقار والتجويع والتقويض لمستقبل الشباب، ما استطعنا إلى ذلك سبيلا.. بل يجب أن نحثّ الخطى حتّى احتلال المركز الأوّل.. فالبطالة لعبتنا الصغيرة، ولا ينبغي السماح لأيّ كان بانتزاع تلك البطولة منّا.
ومن أهمّ ما يعكسه هذا الإنجاز العظيم من دلالات عميقة هو أن الأردن بات في مقدّمة دول الرفاه.. فكّر قليلا بالأمر.. إراحة شبابنا من هموم ومتاعب العمل تعني بكلّ بساطة توفير كافّة سبل الراحة لهم، حتّى يتفرّغون تماما للإبداع من خلال التأمّلات الفلسفيّة، التي يمتلكون كلّ الوقت للخوض في أعماقها.
كما أن هذا النصر التاريخي كفيل بجذب كلّ الإستثمارات الأجنبيّة والكوكبيّة، فنحن لا ولن نلزم رأس المال بأيّة شروط تعجيزيّة، كتشغيل المواطنين لا سمح الله.. فهل هنالك بيئة جاذبة أكثر من ذلك؟!
أضف إلى ذلك أن الارتفاع المتزايد للبطالة سيسهم إيجابيّا في حلّ أزمة المرور، فلن يضطر أحد على المدى القريب للخروج من منزله نحو موقع عمل في أيّ مكان، وهذا بدوره سينعكس أيضا على حماية البيئة، عبر تخفيض مستوى انبعاث السموم إلى الصفر، وبالتالي رتق الأوزون المثقوب!
وفوق هذا كلّه، سينجح الأردن في حلّ معضلة الإكتظاظ السكّاني على هذا الكوكب.. فبالبطالة وحدها نفرض العزوبيّة على الشباب، ما ينهي الهدر في إنتاج المواليد، وتحميل كوكبنا المكتظّ أكثر من طاقته.
وفيما يتعلّق بحقوق الحيوان.. فإن هذا الإنجاز العظيم سيلزم شبابنا بالتوقّف عن أكل اللحوم التي يتمّ إنتاجها بطرق وحشيّة، حيث ستدفعهم البطالة، وبالتالي الطفر، لأن يكونوا بناتيّين، بكلّ ما تحمله هذه المفردة من أبعاد صحيّة وتقدميّة.
كلّ هذه المكاسب تتحقّق بفضل فوزنا ضمن العشرة الأوائل المبشّرين بالراحة الأبديّة من العمل.. ولا ننسى المكسب الأساسيّ المتمثّل بتسريع عمليّة بلوغنا بؤرة العدم، لنلتحم بالمطلق، ونتحرّر تماما من سياق التاريخ!