لبنان والديمقراطية والشارع والربيع
طارق مصاروة
جو 24 : لم يؤد التمديد للمجلس النيابي اللبناني سبعة عشر شهرا الى ازمة حقيقية في القطر الشقيق، فقد وقف مواطنون محتجون على المدخل الشرقي مع كمية من البندورة «الناهية» وبعض الكوسا والبطاطا الفاسدة، ورشقوا سيارات النواب التي تتوقف عادة عند الدرجة الاولى لمدخل المجلس ثم انصرفوا قبل انتهاء الجلسة.
والديمقراطية اللبنانية في ظل اختفاء ميثاق 1943 المعروف بالميثاق الوطني، دخلت الحرب الداخلية، ودخلت حروب الاخرين على ارضها، ودخلت دهاليز المواثيق العربية ميثاق الطائف وميثاق الدوحة وميثاق بعبدا وكان واضحا ان الذين دخلوا صمام الوضع اللبناني ذهبوا جميعا، وبقي اللبنانيون وكان اقتراح حسن نصرالله الاخير لا يدعو الى الفكاهة بقدر ما هو حالة لبنانية فائقة الدهشة، انتم ونحن نقاتل في سوريا فلنذهب هناك ونتقاتل بدل التقاتل في لبنان.
لقد كان الكتّاب القوميون واليساريون اللبنانيون والعرب يعيبون على النظام السياسي بانه نظام طائفي، وان لطوائفه ولاءات خارجية، وان هذه الديمقراطية في النظام ليست إلا القشرة الملونة بالوان العيد ومن الداخل «مموزرة»!! وكان هؤلاء لا يجدون غير لبنان ملجأ لهم ولفكرهم حين يغادرون الوطن هاربين من طغيان العسكر وطغيان الديكتاتوريين.
ديمقراطية لبنان حقيقية لانها انعكاس لغياب الدولة المدنية عن مكوناتها لمصلحة الطائفة وطوائف لبنان كانت تسعة فصارت تسع عشرة طائفة، وحين صار «السلاح زينة الرجال» لم تعد الديمقراطية ديمقراطية التفاهم بين الطوائف، فاختلت لفرض حالة المثالثة: مسيحيون وسنّة وشيعة، مقاومة وجيش وشعب، وفي البرلمان والوزارة يسود الثلث المعطل المسلّح، القادر - على رأي الكاثوليك - على كل شيء.
في الاردن، ما تزال الديمقراطية تبحث عن نفسها في المجلس النيابي، وفي الاحزاب التي لا تريد ان تكون داخل المجتمع المدني، واختارت الشارع تشبها بالربيع العربي الذي خرج من الشارع، واطاح بانظمة كانت تبدو قوية وعصية.. لكن هذا الربيع بقي.. في الشارع. (الرأي)
والديمقراطية اللبنانية في ظل اختفاء ميثاق 1943 المعروف بالميثاق الوطني، دخلت الحرب الداخلية، ودخلت حروب الاخرين على ارضها، ودخلت دهاليز المواثيق العربية ميثاق الطائف وميثاق الدوحة وميثاق بعبدا وكان واضحا ان الذين دخلوا صمام الوضع اللبناني ذهبوا جميعا، وبقي اللبنانيون وكان اقتراح حسن نصرالله الاخير لا يدعو الى الفكاهة بقدر ما هو حالة لبنانية فائقة الدهشة، انتم ونحن نقاتل في سوريا فلنذهب هناك ونتقاتل بدل التقاتل في لبنان.
لقد كان الكتّاب القوميون واليساريون اللبنانيون والعرب يعيبون على النظام السياسي بانه نظام طائفي، وان لطوائفه ولاءات خارجية، وان هذه الديمقراطية في النظام ليست إلا القشرة الملونة بالوان العيد ومن الداخل «مموزرة»!! وكان هؤلاء لا يجدون غير لبنان ملجأ لهم ولفكرهم حين يغادرون الوطن هاربين من طغيان العسكر وطغيان الديكتاتوريين.
ديمقراطية لبنان حقيقية لانها انعكاس لغياب الدولة المدنية عن مكوناتها لمصلحة الطائفة وطوائف لبنان كانت تسعة فصارت تسع عشرة طائفة، وحين صار «السلاح زينة الرجال» لم تعد الديمقراطية ديمقراطية التفاهم بين الطوائف، فاختلت لفرض حالة المثالثة: مسيحيون وسنّة وشيعة، مقاومة وجيش وشعب، وفي البرلمان والوزارة يسود الثلث المعطل المسلّح، القادر - على رأي الكاثوليك - على كل شيء.
في الاردن، ما تزال الديمقراطية تبحث عن نفسها في المجلس النيابي، وفي الاحزاب التي لا تريد ان تكون داخل المجتمع المدني، واختارت الشارع تشبها بالربيع العربي الذي خرج من الشارع، واطاح بانظمة كانت تبدو قوية وعصية.. لكن هذا الربيع بقي.. في الشارع. (الرأي)