ما هكذا نحافظ على النيل وعلى إفريقيا!
طارق مصاروة
جو 24 : حين عاد الرئيس المصري د. مرسي من قمة أديس أبابا الإفريقية، صرح أنه مطمئن بأن سد النهضة الإثيوبي لا يمس مصالح مصر المائية، وأن الاخوان في أديس أبابا شرحوا له مواصفات السد وأهدافه.
في خطاب الرئيس مرسي الأخير هدّد بوضوح شديد أن السد الاثيوبي «خط أحمر» وأن «كل الخيارات أمام مصر متاحة لوقف العدوان على مياه مصر».. ودخل الرئيس في عبدالوهاب والنيل، وقال كلاماً شاعرياً بأن «هذا النخل سنرويه من دمنا إذا شحت المياه»!
والرئيس في رضاه وفي غضبه حيّر المصريين وحيرنا، ونظن أن ما قاله رئيس الوزراء الإثيوبي فيه نوع من الصحة: فالدكتور مرسي يريد أن يثير خوف ثمانين مليون مصري، ثم يحصد خوفهم لمصلحة نظام وصل في عجزه إلى القاع.
فما يخيف المصريين هو أكثر من ماء النيل: ما يخيفهم هو التدهور الأمني والاقتصادي، وعجز الحكومة عن معالجة أبسط المشكلات. ويكفي أن لا يجد القضاء تهمة ثابتة على النظام البائد من رئيسه إلى أصغر جندي في أجهزته الأمنية!
لم يحكم الاخوان المسلمون ولم يتعرفوا إلى مناهج وسلوكيات الحكم. وإذا كان حفنة من ضباط القوات المسلحة قد برعوا في أشهر، واتقنوا لعبة الحكم، وخاضوا معركة تحرير مصر من آخر جيوب الاستعمار في قناة السويس، فالاخوان فشلوا رغم ملايين المؤيدين، ورغم الدكاترة، ورجال المال، والتنظيمات الحديدية العلنية والسرية. ولم يكن في مواجهتهم غير عجائز الأحزاب التقليدية ومجموعات الشباب الذين بذروا في ميدان التحرير بذرة التمرد على السلطة.. وجعل منها الجيش..
ثورة، لكن الاخوان لم يحسنوا إدارة هذه الثورة، وتحويلها إلى.. دولة. ولم يركبوا على السرج بالشكل السليم، وبقوا يهددون الشارع بصندوق الانتخابات على اعتبار أن الصندوق يمنح شرعية الحكم والانفراد به، ووضع الآخرين على.. الرصيف!
لم ينجح الرئيس مرسي في شرح أخطار المشروع الإثيوبي، ولم يشرح لنا نحن العرب الذين يضعون مصر في موقع المركز من حركتهم القومية. لم يقل كيف اطمأن لدى عودته من اديس ابابا، وماذا طرأ حتى يسقي نخيل مصر من.. دمه، ولا يكفي لشعب مصر ولنا ولافريقيا التعامل مع مجهول سد النهضة، فان اي طالب مدرسة في الاردن يستطيع ان يعرف الكثير عن: سد النهضة دوت كوم، فاثيوبيا واوغندا هي منابع النهر العظيم ومن غير المعقول ان تكونا كالعير في الرمضاء يقتلها الظمأ والماء فوق ظهورها محمول ولا بد ان تستفيد الدولتان الفقيرتان من النهر ولا يصح ان نبقى نخوف بعضنا بالمؤامرة الصهيونية التي تضمر العطش لمصر فلا شك ان خطط سد عظيم على منابع النيل الازرق متوفرة وان الاثيوبيين لا يديرون ظهرهم لمصر الا اذا وجدت ان الحكومة المصرية تريد معالجة حقوق الدول على المنبع وعلى المصب بالخطابات التحريضية.
لقد اعطت مصر لكل افريقيا دعما مشهودا في نضالها من اجل الحرية ويكفي استحضار رد الجميل الافريقي حين عبر اول جندي اسرائيلي قناة السويس حين سحبت افريقيا سفراءها من اسرائيل واعتبرت ذلك عدوانا على القارة السوداء كلها.
مصر لها موقعها الافريقي الذي اعطاه اياها جمال عبدالناصر ولا يصح ان نحول كل شيء الى خطابات سقيمة نمارسها من اجل «التمكين» للاخوان، وتذهب اثيوبيا بالنيل الأزرق. (الرأي)
في خطاب الرئيس مرسي الأخير هدّد بوضوح شديد أن السد الاثيوبي «خط أحمر» وأن «كل الخيارات أمام مصر متاحة لوقف العدوان على مياه مصر».. ودخل الرئيس في عبدالوهاب والنيل، وقال كلاماً شاعرياً بأن «هذا النخل سنرويه من دمنا إذا شحت المياه»!
والرئيس في رضاه وفي غضبه حيّر المصريين وحيرنا، ونظن أن ما قاله رئيس الوزراء الإثيوبي فيه نوع من الصحة: فالدكتور مرسي يريد أن يثير خوف ثمانين مليون مصري، ثم يحصد خوفهم لمصلحة نظام وصل في عجزه إلى القاع.
فما يخيف المصريين هو أكثر من ماء النيل: ما يخيفهم هو التدهور الأمني والاقتصادي، وعجز الحكومة عن معالجة أبسط المشكلات. ويكفي أن لا يجد القضاء تهمة ثابتة على النظام البائد من رئيسه إلى أصغر جندي في أجهزته الأمنية!
لم يحكم الاخوان المسلمون ولم يتعرفوا إلى مناهج وسلوكيات الحكم. وإذا كان حفنة من ضباط القوات المسلحة قد برعوا في أشهر، واتقنوا لعبة الحكم، وخاضوا معركة تحرير مصر من آخر جيوب الاستعمار في قناة السويس، فالاخوان فشلوا رغم ملايين المؤيدين، ورغم الدكاترة، ورجال المال، والتنظيمات الحديدية العلنية والسرية. ولم يكن في مواجهتهم غير عجائز الأحزاب التقليدية ومجموعات الشباب الذين بذروا في ميدان التحرير بذرة التمرد على السلطة.. وجعل منها الجيش..
ثورة، لكن الاخوان لم يحسنوا إدارة هذه الثورة، وتحويلها إلى.. دولة. ولم يركبوا على السرج بالشكل السليم، وبقوا يهددون الشارع بصندوق الانتخابات على اعتبار أن الصندوق يمنح شرعية الحكم والانفراد به، ووضع الآخرين على.. الرصيف!
لم ينجح الرئيس مرسي في شرح أخطار المشروع الإثيوبي، ولم يشرح لنا نحن العرب الذين يضعون مصر في موقع المركز من حركتهم القومية. لم يقل كيف اطمأن لدى عودته من اديس ابابا، وماذا طرأ حتى يسقي نخيل مصر من.. دمه، ولا يكفي لشعب مصر ولنا ولافريقيا التعامل مع مجهول سد النهضة، فان اي طالب مدرسة في الاردن يستطيع ان يعرف الكثير عن: سد النهضة دوت كوم، فاثيوبيا واوغندا هي منابع النهر العظيم ومن غير المعقول ان تكونا كالعير في الرمضاء يقتلها الظمأ والماء فوق ظهورها محمول ولا بد ان تستفيد الدولتان الفقيرتان من النهر ولا يصح ان نبقى نخوف بعضنا بالمؤامرة الصهيونية التي تضمر العطش لمصر فلا شك ان خطط سد عظيم على منابع النيل الازرق متوفرة وان الاثيوبيين لا يديرون ظهرهم لمصر الا اذا وجدت ان الحكومة المصرية تريد معالجة حقوق الدول على المنبع وعلى المصب بالخطابات التحريضية.
لقد اعطت مصر لكل افريقيا دعما مشهودا في نضالها من اجل الحرية ويكفي استحضار رد الجميل الافريقي حين عبر اول جندي اسرائيلي قناة السويس حين سحبت افريقيا سفراءها من اسرائيل واعتبرت ذلك عدوانا على القارة السوداء كلها.
مصر لها موقعها الافريقي الذي اعطاه اياها جمال عبدالناصر ولا يصح ان نحول كل شيء الى خطابات سقيمة نمارسها من اجل «التمكين» للاخوان، وتذهب اثيوبيا بالنيل الأزرق. (الرأي)