بين النأي بالنفس وعدم الانزلاق إلى الصراع
طاهر العدوان
جو 24 : مع تفاقم الصراع في سوريا وتحوله إلى نزاع إقليمي دولي لا تكاد تخلو الصحافة الأجنبية والعربية من مقالات وتحليلات حول الاخطار التي قد تنعكس نتيجة لذلك على الدول المجاورة لسوريا مثل لبنان والأردن وحتى على دول الخليج. ولقد لاحظت ان معظم هذه المقالات عندما تأتي على ذكر الاردن تستخدم عبارات مثل «الاردن خائف« «الاردن قلق ويحاول ان يحني رأسه للعاصفة» وبعضها يصل إلى حد التقرير بانه «ينزلق إلى ساحة الصراع» الخ.
والواقع ان الاردنيين بدأوا يتأثرون بمثل هذه الاستنتاجات، وكلمة (الخوف) من تطور الأوضاع بالمنطقة وانعكاسها على البلد أصبحت متداولة في أحاديثهم اليومية. والسؤال: هل الاردن فعلا خائف وقلق؟ وان كان كذلك فما هي درجة هذا الخوف وهل هناك مؤشرات تعظمه وتذهب مع الذاهبين الى القول بانه «ينزلق إلى ساحة الصراع»؟
للإجابة على هذا التساؤل سأحاول البحث في المبررات والشواهد التي تدفع كتاباً وسياسيين من الخارج إلى توصيف حالة الاردن بهذه الصورة. فعلى الخريطة الجيوسياسية الممتدة من طهران إلى بيروت مرورا بدمشق ( والأنبار ) مضافاً إليها الوضع الفلسطيني الإسرائيلي يبدو الأردن وكأنه في مكان يحيط به قوس من الحرائق المشتعلة وهو يستيقظ كل يوم ليس على تدفق الاف اللاجئين فقط عبر حدوده إنما على مشهد تزويد هذه الحرائق بمواد مشتعلة جديدة، وبدل رؤية سيارات المطافئ فان الجو والبر والبحر في الاقليم تحولت إلى معبر للسلاح والمقاتلين فيما أبواق تجييش الفتنة بين الشيعة والسنة تملأ الأثير.
والأردن أمام خطر آخر «اذا ما تحولت الحرب الأهلية في سوريا إلى حرب طائفية على مستوى المنطقة» كما كتب احد المحللين السياسيين. في مثل هذه الحالة سنجد انفسنا ليس بمواجهة هلال من الحرائق إنما أمام خطر براكين مزلزلة تهز أسس الاستقرار السياسي والاجتماعي الطويل الذي قام على خريطة سايكس بيكو منذ ما يقارب القرن، أي الانتقال من حدود الدول الوطنية إلى حدود الدويلات الطائفية.
كل هذا يجعل من الطبيعي ان يخاف الاردن الرسمي ويقلق كما هو الاردن الشعبي، ومن غير الطبيعي التصرف (وكأن الدنيا قمر وربيع) ولا أرى أي مبرر لنفي ان يكون لوجود صواريخ باتريوت او لمناورات الأسد المتأهب علاقة بالتطورات في المنطقة حتى لو كانت مثل هذه الإجراءات مقررة قبل سنوات. فأمام هذه الحرائق من حولنا من حق القيادة الاردنية ان تلجأ لكل الوسائل التي تساعدها على وقاية وحماية الوطن.
وبشكل أساسي من المهم الاستمرار في سياسة الوقاية من الحرائق ليس (بالنأي بالنفس) عما يجري في سوريا ولكن ايضاً ليس بالانزلاق الى ساحة الصراع، انما بتصعيد الدور الاردني للدفع باتجاه قرارت عربية ودولية تخلق الظروف القوية لفرض حل سياسي للصراع يحقق مطالب الشعب السوري، ويعيد الامن والاستقرار للمنطقة، وكذلك لسد الطرق بوجه مخططات تحويل الصراع من حرب اهلية الى حرب طائفية على المستوى الاقليمي. من يطالب بالنأي بالنفس كأنه يطلب من الاردن ان يتخيل وجوده في قارة أخرى. المليون لاجئ سوري يجعلون هذا (النأي) مستحيلا كما ان موقع سوريا ومستقبل النظام فيها (ومهما كانت هويته) ينعكس سلباً او إيجاباً على امن الاردن. (الرأي)
والواقع ان الاردنيين بدأوا يتأثرون بمثل هذه الاستنتاجات، وكلمة (الخوف) من تطور الأوضاع بالمنطقة وانعكاسها على البلد أصبحت متداولة في أحاديثهم اليومية. والسؤال: هل الاردن فعلا خائف وقلق؟ وان كان كذلك فما هي درجة هذا الخوف وهل هناك مؤشرات تعظمه وتذهب مع الذاهبين الى القول بانه «ينزلق إلى ساحة الصراع»؟
للإجابة على هذا التساؤل سأحاول البحث في المبررات والشواهد التي تدفع كتاباً وسياسيين من الخارج إلى توصيف حالة الاردن بهذه الصورة. فعلى الخريطة الجيوسياسية الممتدة من طهران إلى بيروت مرورا بدمشق ( والأنبار ) مضافاً إليها الوضع الفلسطيني الإسرائيلي يبدو الأردن وكأنه في مكان يحيط به قوس من الحرائق المشتعلة وهو يستيقظ كل يوم ليس على تدفق الاف اللاجئين فقط عبر حدوده إنما على مشهد تزويد هذه الحرائق بمواد مشتعلة جديدة، وبدل رؤية سيارات المطافئ فان الجو والبر والبحر في الاقليم تحولت إلى معبر للسلاح والمقاتلين فيما أبواق تجييش الفتنة بين الشيعة والسنة تملأ الأثير.
والأردن أمام خطر آخر «اذا ما تحولت الحرب الأهلية في سوريا إلى حرب طائفية على مستوى المنطقة» كما كتب احد المحللين السياسيين. في مثل هذه الحالة سنجد انفسنا ليس بمواجهة هلال من الحرائق إنما أمام خطر براكين مزلزلة تهز أسس الاستقرار السياسي والاجتماعي الطويل الذي قام على خريطة سايكس بيكو منذ ما يقارب القرن، أي الانتقال من حدود الدول الوطنية إلى حدود الدويلات الطائفية.
كل هذا يجعل من الطبيعي ان يخاف الاردن الرسمي ويقلق كما هو الاردن الشعبي، ومن غير الطبيعي التصرف (وكأن الدنيا قمر وربيع) ولا أرى أي مبرر لنفي ان يكون لوجود صواريخ باتريوت او لمناورات الأسد المتأهب علاقة بالتطورات في المنطقة حتى لو كانت مثل هذه الإجراءات مقررة قبل سنوات. فأمام هذه الحرائق من حولنا من حق القيادة الاردنية ان تلجأ لكل الوسائل التي تساعدها على وقاية وحماية الوطن.
وبشكل أساسي من المهم الاستمرار في سياسة الوقاية من الحرائق ليس (بالنأي بالنفس) عما يجري في سوريا ولكن ايضاً ليس بالانزلاق الى ساحة الصراع، انما بتصعيد الدور الاردني للدفع باتجاه قرارت عربية ودولية تخلق الظروف القوية لفرض حل سياسي للصراع يحقق مطالب الشعب السوري، ويعيد الامن والاستقرار للمنطقة، وكذلك لسد الطرق بوجه مخططات تحويل الصراع من حرب اهلية الى حرب طائفية على المستوى الاقليمي. من يطالب بالنأي بالنفس كأنه يطلب من الاردن ان يتخيل وجوده في قارة أخرى. المليون لاجئ سوري يجعلون هذا (النأي) مستحيلا كما ان موقع سوريا ومستقبل النظام فيها (ومهما كانت هويته) ينعكس سلباً او إيجاباً على امن الاردن. (الرأي)