الصراع في الشرق الأوسط مستمر ما بقي النفط العراقي
للذين صدقوا أن إسرائيل وأمريكا تريدان تحقيق السلام في المنطقة ،وتوفير الأجواء المناسبة لسكان هذا الإقليم المضطرب تاريخيا،نذر سوء لا بد من الإفصاح عنها ،لأن هذا ليس هو زمن البشرى.
قبل أن تقوم إسرائيل ،تبين أن هناك مجموعات عربية رسمية جندت ،نفسها لتسهيل المهة، وأبرز هؤلاء هو رئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري السعيد ،الذي سبق وزير خارجية أمريكا الأسبق اليهودي الألماني"العزيز" هنري كيسنجر في جولاته المكوكية إلى فلسطين مناشدا الشعب الفلسطيني بوقف إضراب عام 1936 الشهير ،بحجة أن "صديقتنا العظمى بريطانيا وعدتنا بحل المسألة"،وكذلك الملك فاروق في مصر الذي دخل الحرب الممسرحة عام 1948بأسلحة فاسدة،لزوم القيام بالدور المناط به،ناهيك عن كون كلوب باشا البريطاني قائدا للجيش الأردني آنذاك،وفي الجعبة الكثير......
بعد قيام إسرائيل دخلنا مرحلة الإنقلابات العسكرية في المنطقة العربية ،وكان البلاغ الأول يدعة وبكل الوضوح إلى تحرير فلسطين ،وأن المجموعة الجديدة هي التي ستقوم بالتحرير ،مع أننا لم نعد نأمن حتى على بيوتنا هذه الأيام بسبب تمدد النفوذ الإسرائيلي الذي شمل حتى موريتانيا،كما أن المقاومتين الفلسطينية واللبنانية تم نحرهما على المذبح العربي عام 1982 ،وقام الإرهابي شارون بمحاصرة بيروت 88 يوما ،ومن ثم إحتلالها دون أن يتحرك أحد من الإنقلابيين،أو يتململ حتى واحد من الممانعين......
لم تقف الأمور العربية عند هذا الحد ،بل وجدنا إسرائيل تتربع أمامنا ونحن نجلس القرفصاء إجلالا لها ،ووقعنا معها المعاهدات والإتفاقيات وتعاملنا معها وكأنها الأخت الشقيقية الحنونة ،وعادينا إيران ،وطبعنا معها ،إلى درجة أننا ننسق معها أمنيا في كل شاردة وواردة ،وهي التي تصفعنا ببالي الأحذية كل صباح.
برر البعض أن الطريق إلى أمريكا تمر عبر تل أبيب ،وأن من يريد ضمان الرضا الأمريكي،عليه نسج أطيب العلاقات مع تل أبيب ،لكنه تبين أن أمريكا وإسرائيل لا تحميان ولا تحترمان أحدا يأتيهما حبوا ،مع أنهما تحترمان حد الإجلال، القوي وها هي واشنطن ترجو كوريا الشمالية النووية الجلوس للتفاوض وتقدم لها المساعدات الإنسانية مع أن بيونغ يانغ "إخترقت "القانون الدولي ودخلت النادي النووي عنوة ،ومؤخرا هددت المدن الأمريكة بأنها تحت مرمى صواريخها....
سلم العرب كل اوراقهم لأمريكا عل وعسى أن ترضى عنهم لكنها باعت حلفاءها عند أقرب إنعطافة وضحت بكل من بن علي في تونس ومبارك في مصر والقذافي في ليبيا والحبل على الجرار،ذلك أنه هؤلاء باتوا يشكلون عبئا ثقيلا على واشنطن.....
رغم التفاني العربي الرسمي تجاه إسرائيل والذي وصل حد جلب الفلسطينيين مخفورين لتوقيع إتفاقية " سلام" معها ،والتطبيع المفتوح معها وكذلك التنسيق الأمني ،فإن إسرائيل لا ترضى حاليا عن أحد لأن الجشع والطمع ديدنها ،فهي لا تقنع ولا تشبع وتريد إلتهام الكعكة حتى بورق السيلوفان الذي يلفها كي لا يتمكن العرب من لحس شيء حلو المذاق علق به...
أما أمريكا فهي لا تقل جشعا عن إسرائيل مع أن هناك من يشكو من الخنوع العربي الذي خرب المعادلة ،وجعل واشنطن تحت مرمى الضغط الإسرائيلي بإستمرار ، لأن العرب أسهموا بإضعاف أمريكا أمام إسرائيل ،فلا هم يمتلكون القوة ولا الدهاء ولا حتى المقدرة على المناورة الأمر الذي جعل القيادة الأمريكية مكشوفة أمام إسرائيل لتواصل العبث فيها من خلال لوبيهاتها المعروفة مثل "الإيباك "و"ميمري"،حيث العرب أيضا عجزوا عن ‘إمتلاك ولو مفتاح إنتخابي واحد في امريكا رغم وجود جهات كثيرة تعادي الصهيونية هناك لكن لسنا معنيين بالإتصال بهم.....
لذلك أقول أن الضعف العربي هو الذي أسهم في إطالة امد الصراع ،وجعل الثمن الذي يدفعه الفلسطينيون باهظا،وتمدد إسرائيل إلى شواطيء بحر قزوين حيث أصول يهود بحر الخزر...
يتداول الأمريكيون هذه الأيام تقريرا حديثا يفيد أن الأقمار الصناعية الأمريكية التي تسبح في الفضاء، إكتشفت مؤخرا أحد عشر بئرا نفطيا عملاقا في منطقة الشرق الأوسط الوسيع ، ويحتوي كل بئر على عدة تريليونات من البراميل وهي ذات نوعية ممتازة، والمفاجأة أن عشرة من هذه الآبار تقع في الآبار ،فيما البئر الحادي عشر يقع في جمهورية أذربيجان المسلمة.....
من هنا تتدفق النذر بدلا من البشرى ،بمعنى أن الصراع وفقا لهذه المعطيات بات في أول مراحله ولن تشهد المنطقة سلاما حتى لو أبيد كل الفلسطينيين وبقيت هناك ذكرى واحدة لفلسطيني واحد.