حتى لا نتوقع تغييراً حقيقياً!
طارق مصاروة
جو 24 : من الصعب تصوّر عهد جديد آخر في طهران بعد انتخاب الرئيس «المعتدل»، فاعتراف احمدي نجاد الأخير بأن المشروع النووي ليس ولم يكن من مسؤولياته، يشير إلى أن القضايا السياسية والاستراتيجية للدولة هي في يد «الولي الفقيه»، وليس الرئيس المنتخب، ولا مجلس الشورى المحددة مسؤولياته بمجرد إعطاء المشورة، ليس أكثر!!.
الرئيس الجديد لبس العمّة البيضاء، بعد أن صار ممثل خامنئي في مجلس الأمن القومي. وقبل ذلك فهو حامل الدكتوراه.. ويتقن ثلاث لغات أوروبية، ويتقن العربية، وهو مقاتل في الحرب العراقية – الإيرانية. لكن صفاته هذه التي تؤهله لموقع الرئاسة دون العمامة البيضاء، لا تجعل منه رئيساً معتدلاً بمفهوم الاعتدال الأوروبي أو الأميركي، ففي الدولة الدينية للاعتدال مفهوم آخر!!.
آية الله خاتمي كان يوصف بأنه رئيس معتدل، وكان وزير ثقافة قبل رئاسته. لكن خاتمي تابع سياسات الحرب مع العراق، وأشرف اشرافاً كاملاً على تأسيس حزب الله في لبنان، وفيلق بدر العراقي على الأرض الإيرانية.
كنا في فترة رئاسة خاتمي نلتقي بأصدقاء من المعارضة الإيرانية، ومن مجموعة «مجاهدي خلق» بالذات. وكانوا يحذرون من تداول صفة «الاعتدال» على الرئيس خاتمي، وكانوا يقولون إنه يلوّح بوقف البرنامج النووي الإيراني ليغري أميركا وأوروبا بوضع «مجاهدي خلق» على قائمة الإرهاب، وقد نجح في ذلك نجاحاً كبيراً!!.
الرئيس الجديد نجح، لا لأن خامنئي تخلى عن المرشحين الأربعة «المتطرفين»، وإنما لأنه يريد توظيف «اعتدال» روحاني في توضيب صفقة تخفف من أزمة الاقتصاد الإيراني، ومن حجم العقوبات الدولية وتأثيرها على النظام. فارتفاع نسبة التضخم، بقياسات أسطورية اثرت كثيراً على دخل الأكثرية الفقيرة، وندرة وجود أساسيات في السلع والخدمات.. ومنها مثلاً البنزين، تؤثر على النظام السياسي، رغم سطوة البازداران، والحرس، ودوائر المخابرات، والباسيج. فالاتحاد السوفياتي تهاوى وسقط رغم أنه يملك آلاف الرؤوس النووية وأكبر الصواريخ العابرة للقارات، وأحزاب شيوعية قادرة بإشارة صغيرة احداث كل وسائل الازعاج في أية دولة في العالم.. عدا الفاتيكان، والسعودية والاتحاد السوفياتي تهاوى وسقط لا لأن اخصامه في الغرب هزموا قوته العسكرية الغلابة، ولا لضعف في قدراته الأمنية الداخلية.. وإنما لأن النظام لم يعد قادراً على إعطاء الناس خبزها وحريتها وكرامتها!!. (الراي)
الرئيس الجديد لبس العمّة البيضاء، بعد أن صار ممثل خامنئي في مجلس الأمن القومي. وقبل ذلك فهو حامل الدكتوراه.. ويتقن ثلاث لغات أوروبية، ويتقن العربية، وهو مقاتل في الحرب العراقية – الإيرانية. لكن صفاته هذه التي تؤهله لموقع الرئاسة دون العمامة البيضاء، لا تجعل منه رئيساً معتدلاً بمفهوم الاعتدال الأوروبي أو الأميركي، ففي الدولة الدينية للاعتدال مفهوم آخر!!.
آية الله خاتمي كان يوصف بأنه رئيس معتدل، وكان وزير ثقافة قبل رئاسته. لكن خاتمي تابع سياسات الحرب مع العراق، وأشرف اشرافاً كاملاً على تأسيس حزب الله في لبنان، وفيلق بدر العراقي على الأرض الإيرانية.
كنا في فترة رئاسة خاتمي نلتقي بأصدقاء من المعارضة الإيرانية، ومن مجموعة «مجاهدي خلق» بالذات. وكانوا يحذرون من تداول صفة «الاعتدال» على الرئيس خاتمي، وكانوا يقولون إنه يلوّح بوقف البرنامج النووي الإيراني ليغري أميركا وأوروبا بوضع «مجاهدي خلق» على قائمة الإرهاب، وقد نجح في ذلك نجاحاً كبيراً!!.
الرئيس الجديد نجح، لا لأن خامنئي تخلى عن المرشحين الأربعة «المتطرفين»، وإنما لأنه يريد توظيف «اعتدال» روحاني في توضيب صفقة تخفف من أزمة الاقتصاد الإيراني، ومن حجم العقوبات الدولية وتأثيرها على النظام. فارتفاع نسبة التضخم، بقياسات أسطورية اثرت كثيراً على دخل الأكثرية الفقيرة، وندرة وجود أساسيات في السلع والخدمات.. ومنها مثلاً البنزين، تؤثر على النظام السياسي، رغم سطوة البازداران، والحرس، ودوائر المخابرات، والباسيج. فالاتحاد السوفياتي تهاوى وسقط رغم أنه يملك آلاف الرؤوس النووية وأكبر الصواريخ العابرة للقارات، وأحزاب شيوعية قادرة بإشارة صغيرة احداث كل وسائل الازعاج في أية دولة في العالم.. عدا الفاتيكان، والسعودية والاتحاد السوفياتي تهاوى وسقط لا لأن اخصامه في الغرب هزموا قوته العسكرية الغلابة، ولا لضعف في قدراته الأمنية الداخلية.. وإنما لأن النظام لم يعد قادراً على إعطاء الناس خبزها وحريتها وكرامتها!!. (الراي)