حين تتظاهر السلطة وتعود إلى الشارع!
طارق مصاروة
جو 24 : المعارضة عادة تتظاهر، وتعتصم، وتحتج، وأغلب الظن أننا في الوطن العربي تجاوزنا العرف، فصارت الحكومات تجيش أحزابها للتظاهر، والاعتصام والاحتجاج!!. وكأنها تطالب نفسها بإنجاز لم تقدمه للناس، أو أنها تحاول خلط الأوراق لاحراج الرأي العام الذي أصبح مرغماً على مشهد المعارضة للحكومة، ومعارضة الحكومة للمعارضة، في حين أنه لا يجد نفسه في هذه الفوضى السياسية والفكرية!!.
نتحدث هنا عن مصر بالذات. فأمس الجمعة، جيّش الاخوان المسلمون اعضاءهم وأنصارهم للتظاهر في 6 أكتوبر. ليرفعوا شعاراً غريباً هو «لا للعنف!!» ولم يفهم أحد جديّة هذا الشعار، فاجتماع نادي الشرطة أعلن أن جهاز الأمن لن ينفذ أي أمر بقمع الفعاليات الشعبية. وإذا كان الحزب المصري الحاكم يستبق تظاهرات المعارضة في الثلاثين من هذا الشهر، ويتهمه، سلفاً، بالعنف. فإنّ هذه حيلة أصبحت مستهلكة، لأن هذه المعارضة لها قاعدة شبابية هي التي بدأت الثورة على النظام السابق؛ وأحزاب لم يحدث في تاريخها أنها مارست العنف وبعضها عمره يقارب القرن كحزب الوفد الذي تشكل عام 1919، وحكم، وجلس في المعارضة طيلة هذه المدة حتى عام 1952، حين اطاح به تجمع ضباط الجيش.
- لماذا اذاً يتظاهر الاخوان المسلمون؟
- لماذا يلبسون جلد المعارضة وهم في السلطة؟
المراقبون يعتقدون ان هذا العرض للقوة ناتج عن الشعور بعجز الحكم عن تقديم اي شيء للناس، وان المعارضة تكسب ارضا جديدة، فلا بد من اضافتها ليس بالامن المركزي او بقوات الجيش او بشرطة مكافحة الشغب، وإنما باحتلال الشارع وبالصوت العالي، وبارهاب الشباب والاحزاب، واقناع الناس بان التهديد بالقوة قد يقنعهم بالامتناع عن التظاهر والاحتجاج في 30 من هذا الشهر موعد فعاليات المعارضة، وهي بالمناسبة فعاليات ستشمل كل عواصم المحافظات، والقاهرة والاسكندرية بطبيعة الحال، واعلان «حركة تمرّد» ان عدد الموقعين على سحب الثقة بالرئيس مرسي جاوز الخمسة عشر مليونا، باسم كل موقع، ورقم هويته، ومكان اقامته وتوقيعه.
حتى الآن لم يشكّل حكم الاخوان في مصر أي نجاح يذكر سواء على صعيد تحسين حياة المواطن، وتحديث دولته، أو على الصعيد العربي والدولي. ويكفي إعلان الرئيس بحشد اخواني في ملعب كرة قدم قطع العلاقات مع سوريا، والالتزام بـ»الجهاد» ضد «الرافضة» و»التشيّع».. الأمر الذي لا يمكن أن نفهمه إلا أنه مشاركة في حرب المسلمين على المسلمين!!. ويكفي هذا التخبط في التعامل مع مشروع سد النهضة الإثيوبي. فإذا كان هذا المشروع سيقطع النيل عن مصر، فإن حكومة مرسي لم تقل للمصريين كيف ستمنع ذلك!.
أما إذا كان سيأخذ جزءاً من النيل، فإن على حكومة مرسي أن تقول للمصريين كيف سنعالج هذا النقص؟!
مظاهرات الجمعة الاخوانية، لم تضف إلى صورة الحكم إلاّ المزيد من التهافت والبهتان! (الراي)
نتحدث هنا عن مصر بالذات. فأمس الجمعة، جيّش الاخوان المسلمون اعضاءهم وأنصارهم للتظاهر في 6 أكتوبر. ليرفعوا شعاراً غريباً هو «لا للعنف!!» ولم يفهم أحد جديّة هذا الشعار، فاجتماع نادي الشرطة أعلن أن جهاز الأمن لن ينفذ أي أمر بقمع الفعاليات الشعبية. وإذا كان الحزب المصري الحاكم يستبق تظاهرات المعارضة في الثلاثين من هذا الشهر، ويتهمه، سلفاً، بالعنف. فإنّ هذه حيلة أصبحت مستهلكة، لأن هذه المعارضة لها قاعدة شبابية هي التي بدأت الثورة على النظام السابق؛ وأحزاب لم يحدث في تاريخها أنها مارست العنف وبعضها عمره يقارب القرن كحزب الوفد الذي تشكل عام 1919، وحكم، وجلس في المعارضة طيلة هذه المدة حتى عام 1952، حين اطاح به تجمع ضباط الجيش.
- لماذا اذاً يتظاهر الاخوان المسلمون؟
- لماذا يلبسون جلد المعارضة وهم في السلطة؟
المراقبون يعتقدون ان هذا العرض للقوة ناتج عن الشعور بعجز الحكم عن تقديم اي شيء للناس، وان المعارضة تكسب ارضا جديدة، فلا بد من اضافتها ليس بالامن المركزي او بقوات الجيش او بشرطة مكافحة الشغب، وإنما باحتلال الشارع وبالصوت العالي، وبارهاب الشباب والاحزاب، واقناع الناس بان التهديد بالقوة قد يقنعهم بالامتناع عن التظاهر والاحتجاج في 30 من هذا الشهر موعد فعاليات المعارضة، وهي بالمناسبة فعاليات ستشمل كل عواصم المحافظات، والقاهرة والاسكندرية بطبيعة الحال، واعلان «حركة تمرّد» ان عدد الموقعين على سحب الثقة بالرئيس مرسي جاوز الخمسة عشر مليونا، باسم كل موقع، ورقم هويته، ومكان اقامته وتوقيعه.
حتى الآن لم يشكّل حكم الاخوان في مصر أي نجاح يذكر سواء على صعيد تحسين حياة المواطن، وتحديث دولته، أو على الصعيد العربي والدولي. ويكفي إعلان الرئيس بحشد اخواني في ملعب كرة قدم قطع العلاقات مع سوريا، والالتزام بـ»الجهاد» ضد «الرافضة» و»التشيّع».. الأمر الذي لا يمكن أن نفهمه إلا أنه مشاركة في حرب المسلمين على المسلمين!!. ويكفي هذا التخبط في التعامل مع مشروع سد النهضة الإثيوبي. فإذا كان هذا المشروع سيقطع النيل عن مصر، فإن حكومة مرسي لم تقل للمصريين كيف ستمنع ذلك!.
أما إذا كان سيأخذ جزءاً من النيل، فإن على حكومة مرسي أن تقول للمصريين كيف سنعالج هذا النقص؟!
مظاهرات الجمعة الاخوانية، لم تضف إلى صورة الحكم إلاّ المزيد من التهافت والبهتان! (الراي)