التعلم والتعليم في مدرسة كورونا
نورالدين نديم
جو 24 :
كانت تسير العملية التعليمية التعلمية بخطى متعثرة ، لتحكم النمط التقليدي بها والذي جعل منها عملية مملة للمتعلم وعبئا على المعلم، بالإضافة لضعف البنية التحتية وانعكاس الوضع الاقتصادي علي كل شؤون وتفاصيل الحياة.
وطيلة السنوات الماضية لم نحسن التعامل مع التعليم كسبب هدفه التعلم، وإنما وقعنا في اشكالية التعامل مع التعليم كهدف في حد ذاته، فأصبح التعليم من غير تعلم.
حتى جاءت " كورونا " لتفرض علينا التطور والتحديث ومواكبة الانفجار المعرفي والتكنولوجي فيما يعرف بالتعلم عن بعد.
الأمر الذي فتح جروحا كنا نتجاهلها ومنها أن التعليم ليس فقط للطالب وإنما للكادر الذي يقوم على إدارة وتنفيذ العملية التعلمية التعليمية، لأن الهدف من التعليم لن يتحقق إلا اذا توفرت لدى الكادر المعرفة والخبرة والمهارة، وهذا لن يتحقق من غير التعلم والذي لن يكون من غير عملية التعليم.
جاءت " كورونا " لتدفعنا دفعاً وتفرض علينا أمراً واقعاً باستخدام النمط غير التقليدي في التعليم، وتفعيل استخدام أدوات التكنلوجيا، وتدريب وتأهيل الكوادر.
كاشفة فجوات كبيرة في الإمكانيات والتخطيط والغربة المعرفية والمهارية عند أركان العملية التعلمية من جانب، وكشفت ايضاً عن قدرات وطاقات كامنة في الميدان قابلة للتفاعل والتطور والارتقاء، إذا توفرت لها فرص الإبداع.
وأثبتت " كورونا " أننا في العملية التعلمية من الممكن أن نستبدل المكان والأدوات ونغير في الوسائل والاساليب، لكن لايمكن أن نستغني عن المعلم والمتعلم كثابتين من ثوابت العملية.
فدور المعلم في ضبط توصيل المعلومة وتحسين المهارة، ضمن تعليما تفاعليا بشكل صحيح، لا يمكن استبداله أو الاستغناء عنه.
وأن التعليم الالكتروني عن بعد وإن أبرز ثقلا على جانب الأهل والطالب في إدارة تعليمه وعلى الحاسوب في نقل المعلومة، الا أن المعلم يبقى ثابتا في هذه المعادلة في إكساب المعرفة وتنمية المهارة.
إذا نحن بحاجة أن نواصل تحويلنا لمحنة " كورونا " إلى منحة، والإفادة من مدرستها، بفرض نمط تعلمي جديد، يواكب التطور ويحاكي رغبة المتعلم، ويطور من قدرات المعلم.
نمط جديد يكون الهدف فيه التعلم والمعرفة والمهارة والخبرة التي يفيد منها المتعلم في حياته، ويحرره من نمط الحشو المعلوماتي البائس والحمل.
وهذا لن يتأتى من دون العناية الفائقة بالكادر التعليمي، وضمان توفر أدوات التعليم بيد جميع أركان العملية التعليمية التعلمية.
هناك فجوات اظهرتها " كورونا " في استعداداتنا وهناك نقاط ضعف، لكنني على ثقة أن ما كشفته من طاقات وقدرات قادر على تجاوز هذه الأزمة والخروج بنمط تعلمي جديد ومفيد.