ماذا لو كسرنا القالب ‼
نورالدين نديم
جو 24 :
تتفاقم الأزمة بين المعلمين والحكومة، وسط توقف تام لقنوات الحوار منذ بداية أزمة كورونا، وكأن كورونا لم تكتفي بتعطيل عجلة الاقتصاد وتعكير صفو الحياة، بل تعدت إلى إحداث خلل في منظومة العلاقة بين السائل والمسؤول، وبين أطرف الشراكة الإنتاجية مع بعضهم البعض، ومع السلطة التنفيذية.
ليس العيب في كورونا بقدر ما هو في نمطية التفكير ونهج التعامل فيما بيننا، فبين عقلية الثأر والاستداد في المواقف، مروراً بالاستقواء، حتى نصل إلى التوحد وانعدام الشعور بالأبعاد على اختلافها.
تتجه الأنظار اليوم إلى قصر العدل وكلنا ثقة لا يختلف عليها إثنان بنزاهة قضائنا واستقلاله الذي نفاخر فيه الدنيا، حيث أولى الجلسات للنظر بالقضية المرفوعة للمطالبة بحل مجلس نقابة المعلمين الأردنيين وحرمانهم من عضويتهم في أي هيئات نقابية، وليس مستهجنا ما توافق زمنياً من استقالة مجلس نقابة الأطباء وسرعة استبدالهم بلجنة، مع ما يحدث في ميدان المعلمين.
ما يدفعنا إلى إمعان النظر والوقوف وقفة تأمل تفضي إلى السؤال التالي :
أين تكمن مصلحة الوطن من إفراغ النقابات من محتواها، وكسر قالبها، ومحاولة حشوها في غير قالب أصغر مما أوجدت لأجله ؟
وهل المكاسب الوطنية أكبر من المخاسر حال تشتيت جموع المهنيين، وافقادهم الثقة بقدرة نقاباتهم على حماية حقوقهم والدفاع عنها؟
وهل من سيتم تعيينه من لجان أقدر وأكثر قبولاً عند الميدان ممن انتخبه منتسبو النقابات؟
وما هي الانعكاسات المتوقعة قصيرة وطويلة الأمد على الحركة الاحتجاجية العمالية خاصة، وعلى البناء النهضوي الوطني عامة، وهل سسيشكل كسر القالب النقابي تحولا ومنعطفا في تاريخ التعبير والمطالبة في الحقوق.
كل هذه الأسئلة وأكثر نطرحها على العلن كي نجمع شتات فكرنا ونعزل عواطفنا ونتجرد من مصالحنا ونعيد تصويب اتجاه بوصلتنا إلى الوطن.
اليوم وفي ظل هذه الظروف الطارئة وهذه الحالة الاستثنائية نطالب الجميع من أهلنا حكومة وشعبا، زملاء وشركاء، مسؤولين وسائلين، أن نحافظ على مؤسساتنا الوطنية، ونحترم ما أفرزته وتفرزه الصناديق، ونعزز الثقة ما بين الحكومة والمواطن، ونساعد العمال والمهنيين ومنهم المعلمين، على نيل مطالبهم العادلة، طالما لا يتعارض والمصلحة الوطنية، وأن نكرس ثقافة الحوار وننتقل بها إلى العلن، ونشرك معنا الإعلام لنرتقي بالوعي الوطني بشفافية ونفاخر بقدرتنا على استيعاب تنوعنا وحل خلافاتنا والحفاظ على مؤسساتنا ووطننا، دون إحداث جلبة ولا خدوش، في حياتنا ونسيجنا المجتمعي.
ونعود لنؤكد ونقول هذا الوطن أكبر من الجميع، والله الحامي.