" عقلية قضم الذات في ادارة الأزمات "
نورالدين نديم
جو 24 :
القارئ للمشهد حول قرارات الحكومات المتعاقبة، من رفع للاسعار الى زيادة في الضرائب، مروراً ببيع الأصول الثابتة، قبل كورونا وبعدها يدرك حجم الأزمة في الإدارة الحكومية، وعقلية التجبير بعد وقوع الكسر بالتعاطي مع الأزمات.
ورغم فقدان المواطن للشعور بالأمن المعاشي والوظيفي، واختلال ثقته بالحكومة، الا أنه سرعان ما التف حولها، وبادر بالتطوع والمساهمة بدعم خطتها لمواجهة جائحة كورونا، ففي الأزمات تظهر معادن الشعوب وشعبنا الأردني أصيل بطبعه وفطرته.
لكن الحكومة لم توفق في الحفاظ على هذا الالتفاف والتماسك، فمزقته بقراراتها غير المحسوبة والتي أفقدتنا الأمل بالخروج من عنق الزجاجة التي لطالما بشّرتنا بقرب النفاذ منها، ورغم استمرار الوعود باقتراب الفرج، الا أن المديونية في ازدياد ومؤشر النمو لا يرقى للحد الأدنى من الطموحات.
قدّر المواطن ما تمر به المنطقة من حالة اضطراب، وما يمر به العالم من ركود، وما داهمنا من ظرف طارئ واستثنائي، وما رافقه من تهديدات بضم الغور من قبل الكيان الصهيوني، لكن هذا لا يمنع أن يمارس المواطن حقه في الرقابة، وتقديم النّصح، والنقد البناء.
خاصةً وأنّ الدستور أكد على حرية المواطن في التعبير وإبداء الرأي، وكفل له الطمأنينة وتكافؤ الفرص.
فأين تقف الحكومة من تطبيق نصوص الدستور، وهل تدرس جيداً انعكاسات قراراتها على واقع المواطن المعاشي والوظيفي، وعلى مستقبل الأجيال القادمة؟
وأين الحكمة في وقف العلاوات عن الكوادر الصحية وأفراد القوات المسلحة والأجهزة الأمنية والبلديات وباقي موظفي الدولة الذين واصلوا الليل بالنهار في أقسى الظروف وسط جائحة كونية، لضمان استمرار الخدمات المقدمة، وللحفاظ على الوطن والمواطن.
بينما تترك رواتب النواب والأعيان والوزراء وموظفي الهيئات المستقلة المتقاعدين والذين على رأس عملهم على ما هي عليه!
وأين الحكمة في حزمة تعيينات لموظفين برواتب فلكية تتناقض وادعاء الحكومة بعجز الموازنة الذي اقتضى وقف التعيينات وضبط النفقات!
فليس الخطأ ممن ينتقد ويتكلم بالحق ، ولكن الخطأ ممن يستفز مشاعر المواطنين ولا يقدر الظرف، وبمن لا يتدارك البلاء بالتخطيط والاستعداد قبل وقوعه.
قال : ابوي يجبر المكسورة
قال له : ابوي يلحقها قبل تنكسر
لا نقول الا رحمك الله يا وصفي التل