jo24_banner
jo24_banner

معركة بقاء ؟ زلّة لسان

زيان زوانة
جو 24 :
" أوجد لأخيك عذرا " ، مثل شعبي قديم ‘يراد به تبرير خطأ وقع به أخ لك بدون قصد ، وهذا ما حصل مع وزير المالية بالأمس عندما تحدث عن الوضع الإقتصادي و المالية العامة ، منها تراجع النمو إلى سالب وانخفاض الإيرادات العامة خلال الشهور الأخيرة ، ما رفع عجز الميزانية الذي تم جسره باقتراض داخلي قارب المبلغ نفسه ، ليتابع ويقول إنها " معركة بقاء " ، وهو ما أحاول أن أجد للوزير عذرا له ، مع أملي ألا يتكرر الخطأ ثانية ، خاصة أنه أعلن أيضا أن الحكومة ملتزمة بدفع رواتب القطاع العام ، وهو بتقديري خطأ آخر كان الوزير بغنى عنه لتأشيره على حساسية الحكومة ولأنه يحقق عكس ما قصده الوزير ، ويظهر الأردن دولة هشة تحاول تدبير مبلغ رواتب موظفيها ، ويعمق البلبلة لدى الموظف العام والقارئ للتصريح وسامعه .
آثار الكورونا الإقتصادية ليست خافية على الأردنيين ، وهم أول المتأثرون بها كما حكومتهم وماليتهم العامة ، وهم المتابعون لقضاياهم المحلية وارتباطها بالإقليم ودول العالم التي اختنقت اقتصاداتها دون استثناء ، ما يستوجب ، وقد سمحت الحكومة للقطاعات الإقتصادية وللحياة العامة بالعودة للحال الطبيعي ما قبل الكورونا ، أن تستعد لموجة مساءلة وتشاركية مع الأردنيين باختلاف مشاربهم وهيئاتهم ، وذلك حول خططها للإنتقال من مرحلة إدارة الملف الصحي إلى إدارة الملف الإقتصادي ووضع الخزينة العامة بعد الكورونا ومعالجة تشوهاتها السابقة والحالية وأثر قراراتها الأخيرة بالخصم من الرواتب والعلاوات ، وهل تعتمد العلاج بالقطعة كما رأيناها في حزمها المتعددة السابقة ، أم أنها ستلجأ للعلاج الشمولي وهو الأنجع ، وهل سيكون من خططها : إعادة ترتيب أولوياتها وإعادة توجيه المخصصات المالية ، مثل مخصصات السياحة ومراجعة المنظومة الضريبية بشموليتها ونسب الإشتراك في المؤسسة العامة للضمان الإجتماعي وتشجيع الإستثمار بشمولية تحفيزية وإدارية ، وهيكلة الدين العام باستبدال مرتفع الكلفة باقل كلفة وتحويل أجزاء من الدين الفرنسي والياباني والأوروبي وغيرها إلى استثمارات في نجاحات قطاعات الصحة العامة والسياحة العلاجية والصناعات الدوائية والمستلزمات الطبية والزراعة والصناعات الحيوانية والغذائية والتكنولوجية ، وبناء شراكة حقيقية منتجة مع القطاع الخاص المتعب والشكاك بنوايا الحكومة حول هذه الشراكة ومشروع قانونها قيد البحث ، الذي لم ينتج عنه أي مشروع تشاركي بين القطاعين ، واستثمار الخطاب الملكي مع قادة العالم بوضع خطط تنعكس صادرات سلعية وخدمية وبشرية واستثمارات وغير ذلك.
يحتاج الأردن لخطاب داخلي وخارجي مختلف ، ينتقل من الحديث عن آثار الكورونا إلى علاجها ، معزز بالخطط وبالتنفيذ والأمل  .
 
تابعو الأردن 24 على google news