2024-04-23 - الثلاثاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

ممكن الفائدة على الدولار سالبة ؟

زيان زوانة
جو 24 :
ممكن . وبداية يعني العنوان أن من يضع دولاراته في البنك لا يأخذ عليها فائدة ، بل العكس فإنه سيدفع فائدة للبنك لاحتفاظه بدولاراته لديه . وقد قرر البنك المركزي الأوروبي فائدة سالبة على اليورو منذ أزمة العام 2009 ، رغبة بدفع الثري لاستثمار ماله تحفيزا للإقتصاد ، بدلا من إيداعه في البنك .
ضخّت إدارة ترامب حتى الآن قرابة 5 ترليون دولار في السوق الأمريكي ، ومنه إلى العالم وذلك تحفيزا لاقتصادها ، أفرادا وشركات . وبينما تتباحث الإدارة الآن مع الكونغرس على ضخ 3 ترليون دولار أخرى ، بين مؤيد وبين من يفضلّ الإنتظار ليرى أثر الدفعة الأولى ، بدأت تظهر فكرة تبني سياسة الفائدة السالبة على الدولار ، وبدأ ترامب نفسه بالضغط على البنك المركزي الأمريكي لإقرار ذلك.
الإدارة الأمريكية حرة في سياستها الإقتصادية ، والنقدية تحديدا ، لكن سياستها هذه تؤثر على سياسات الدول الأخرى في العالم ، فالدولار ما زال العملة الأولى لتسوية المدفوعات العالمية بأنواعها ، وعملة الإحتياط الأجنبي الأولى أيضا ، التي تحتفظ بها البنوك المركزية في العالم .
أمام هذه الحقائق ، فإن تبني سياسة الفائدة السالبة على الدولار سيطرح أسئلة لا تنتهي على البنوك المركزية الأخرى ، مثل ، هل تبقي موجواتها الأجنبية بالدولار ؟ هل تنوعها ، علما بأن اليورو فائدتها سالبة أيضا ؟ هل تلجأ لعملات أخرى تستبدل بها موجواتها الأجنبية ؟ مثل الإسترليني ؟ وهو يعاني من تراجع من سنوات بسبب البريكست والكورونا ؟ أو عملات أخرى مثل العملة الصينية ؟ وهي التي يتهم ترامب حكومتها بالتلاعب بسعر صرفها لتحقيق مكاسب تجارية ؟ أم .... ؟ أم تبقي على موجوداتها بالدولار وتدفع للبنك المودعة لديه فوائد ، وأمرها إلى الله ، إذا قرر البنك المركزي الأمريكي هذه السياسة ؟
والمواطن الأردني الذي يحتفظ بوديعته بالدولار ، ويتقاضى فائدة منخفضة عليها الآن : هل يحتفظ بها ويدفع عليها فائدة للبنك المودعة لدية ؟ هل يحولها للدينار الذي هرب منه خوفا ، مبررا أم غير مبرر ، ويتقاضى عليها فائدة بحدود 3% ؟ هل يستثمرها بينما الإقتصاد الأردني في وضعه المتراجع قبل الكورونا ، فما بالك بوضعه بعده؟ هل يشتري بها أسهما وهو يرى مؤشر بورصة عمان المتراجع ؟ والبنوك لا توزع أرباحا ؟
أسئلة كثيرة يثيرها قرار الفائدة السالبة على الدولار ، بينما تئن الإقتصادات العالمية وتتلوى .
 
تابعو الأردن 24 على google news