الصين تعاقب جارها الأسترالي
زيان زوانة
جو 24 :
لم تنتظر الصين طويلا بعد انتهاء اجتماع منظمة الصحة العالمية ، فأعلنت حربها التجارية الصامتة على جارتها أستراليا ، بمنعها استيراد أنواع من اللحوم ووضعت رسوما تجارية على مستورداتها منها وعلى مستورداتها من مجموعة من المنتجات الغذائية والحيوانية الأسترالية ، كما قامت وزارة السياحة الصينية بتحذير رعاياها من السفر الى استراليا لئلا يتعرضوا هناك لاعتداءات عنصرية ، وأتبعتها وزارة التعليم الصينية بتحذير طلابها من الالتحاق بالجامعات الاسترالية ، ما دفع وزير التجارة الأسترالي إلى الإعلان في مقابلة اذاعية عن شعوره بالاحباط ، لأنه حاول مرات عديدة الاتصال مع نظيره الصيني لبحث الموضوع لكنه لم يتمكن من ذلك . إرتباط أستراليا التجاري بالصين قوي جدا ، وذلك لقربها الجغرافي منها ، ولوفرة إنتاجها من اللحوم والمواد الغذائية الزراعية والحيوانية التي تستوردها الصين ، ما جعلهما شركاء تجاريون مثاليون بحكم الجغرافيا وخصائص اقتصاد كل منهما وعوامل العرض والطلب في البلدين .
ساندت أستراليا بقوة حليفتها الأمريكية في حملتها ضد الصين في اجتماع منظمة الصحة العالمية ، والتي سعت فيها الإدارة الأمريكية إلى إحراج الصين وتحميلها مسؤولية انتشار فيروس كورونا في العالم وما نتج عنه من ضحايا وأزمة اقتصادية خنقت الإقتصاد العالمي ، وأعرب الرئيس الأمريكي عن رغبته بطلب تعويضات من الصين جراء سوء إدارتها للأزمة وإخفائها معلومات عنه عن العالم ، وطالب بإجراء تحقيق دولي حول ذلك .
هل تسرعت أستراليا بدعمها الحملة الأمريكية ضد الصين ؟ هل أخطأت في تقدير دعم حليفها الأمريكي لها ؟ هل قلّلت من وزن جارها الصيني ومصالحها التجارية معه ؟ هل كان لديها خيارات أخرى ؟ هل عالم اليوم يستطيع ويتحمل إحياء حركة عدم الإنحياز التي أسسها جمال عبد الناصر ونهرو وتيتو ؟ وهل هناك زعماء قادرون على ذلك ؟ وهل كانت الحركة غير منحازة حقيقة ؟ صراع القوى العظمى يعّقد العلاقات الدولية والإقليمية ، خاصة للدول الصغيرة فيما تقرره وما لا تقرره ، إذ أن الغلطة مكلفة ، مما يستوجب التروي ووزن المصالح بميزان الذهب وكذلك وزن الحلفاء وأسس اختيارهم .
أردنيا ، هل من دروس مستفادة مما يجري ؟ طبعا وبدون أي شك.