لنستعدّ للأسوأ الأمريكي

ما يجري في أمريكا يشير لقادم أسوأ هناك ، وعلينا في الأردن أن نستعد لذلك دون التسرع في حسم أمورنا الداخلية ، لأن تحالف نتنياهو- غانتس سيستغلّ الشهور الخمسة الباقية من عمر إدراة ترامب لتحقيق طموحاته الماسّة بأمننا ، ما يدفعنا لتعزيز استراتيجيتنا بقيادة الملك مع من يقف بوضوح معنا ، وتقويتها مع من يحتاج لجرعة تقوية ، وتحديد خياراتنا وتحضيرها.

إذ أنه ليس أمرا عاديا ، في أمريكا وفي غيرها ، أن يعتذر رئيس هيئة أركان الجيوش الأمريكية المشتركة علنا في مناسبة عسكرية ، عن مرافقته الرئيس ترمب عندما زار الكنيسة المقابلة للبيت الأبيض ، بينما قوى الأمن الأمريكي تفرّق بعنف واضح مظاهرة سلمية أمام البيت الأبيض ليتمكن ترمب من الزيارة ، وقوله " لقد أوحى وجودي هناك ، في تلك اللحظة والظرف والمكان ، بأن الجيش منغمسا بالسياسة الداخلية ..وبصفتي ضابطا أرتدي الزي العسكري ، فقد كان وجودي هناك خطأ تعلمت منه ، وآمل بصدق أن نتعلّم منه جميعا..، لم يكن عليّ التواجد هناك ، وعلينا نحن من نلبس اللباس العسكري الوطني المعبّر عن أمتنا ، أن نتمسكّ بعقيدة عدم انخراط الجيش بالسياسة ، وهي العقيدة الراسخة بعمق في جمهوريتنا ".

وسبق ذلك ، التصريح العلني لوزير الدفاع الأمريكي بمعارضته تدخل الجيش لفضّ المظاهرات السلمية المشتعلة ، كما أراد الرئيس ترامب وما يزال . كذلك ليس أمرا عاديا ، أن تخاطب مجموعة سابقة من خريجي الأكاديمية العسكرية الأمريكية ( وست بوينت ) ، خريجي الأكاديمية دفعة العام 2020 المخطط أن يخطب فيهم الرئيس ترامب (بالأمس) ، معبرة عن قلقها " لتقليل زملاء خريجين سابقين يشغلون مناصب عليا ، من أهمية مصداقية مبدأ عدم انخراط الجيش بالسياسة..لأنهم ، بتفضيلهم مصالحهم الخاصة وولائهم لرؤوساهم على واجبهم ، إنما ‘يخلّون بقسمهم وبواجبهم ، ويتحولون ليس لمشكلة فقط بل كمصدر للخزي .. وندعوكم لتصحيح الأخطاء ومساءلة المخطئين" ، وذلك في إشارة لوزراء الدفاع والخارجية ومساعدين اثنين له وغيرهم ممن في إدراة ترامب وحملته الإنتخابية ( جميعهم خريجي الأكاديمية دفعة 1986). هذا بينما يستمر تفاعل مشكلة تغيير أسماء القواعد العسكرية بين وزارة الدفاع والرئيس ترامب ، الذين يعارض تغييرها ، بينما الوزراة تبحث عن حل وسط.

بالطبع ، لا يشمل عدم تسرعنا بحسم أمورنا الأردنية الداخلية برنامج الحكومة الإقتصادي للتعافي ، بل العكس تماما.