jo24_banner
jo24_banner

عمان تغرق بالسيارات.. لماذا لا توضع إشارات ضوئية على الدواوير؟

طاهر العدوان
جو 24 : اذا كان رقم المليون سيارة في عمان الكبرى دقيقاً فان هذا يعني انها تغرق بالسيارات، فقبل ٦ سنوات كان الرقم المتداول لا يتجاوز ال ٦٠٠ ألف سيارة. لقد تم خلال السنوات القليلة الماضية إنشاء عدد كبير من الانفاق والجسور والطرق البديلة التي كان الهدف منها تخفيف الازدحام في الطرق الرئيسية داخل العاصمة ومع ذلك فان الشكوى من الازدحام أصبحت على لسان الجميع.
غير ان هذا العدد الكبير من وسائط النقل والسيارات ليس السبب الوحيد في اختناقات المرور، هناك سلوكيات من قبل السائقين والمواطنين تفاقم الأزمة، وهناك سوء تخطيط يجعل الازدحام مشكلة المستقبل وليس الحاضر فقط. من هذه السلوكيات السلبية شيوع عدم الاكتراث بأنظمة السير في الشوارع الرئسية التي تحولت إلى مواقف للاصطفاف بشكل مزدوج وثلاثي ورباعي، وكثيراً ما ترى مواطن يترك سيارته بمنتصف الطريق ويحول الشارع من اتجاهين إلى اتجاه واحد بدون ان يجرؤ احد على تذكيره بخطأ ما يفعل (اتقاء للشر). هذا يحدث في الشوارع القريبة من الدوار السابع وفي ضاحية الرشيد وشارع المدينة وأم أذينة، وأنا اخترت هذه الأمثلة بعد مشاهدات عينية حرصت على رصدها.
اذا سألت المواطن المخالف لماذا يتصرف هكذا أجابك: اين هو الموقف القريب حتى اذهب اليه ؟ وهذا صحيح لان أمانة عمان لا تتردد في منح رخص لمطاعم ومقاه في منطقة محددة من شارع المدينة المنورة مع علمها بان مجرد وجود محل حلويات واحد كان يخلق أزمة خانقة تمتد من مدخل ضاحية الرشيد وجسر الجامعة إلى دوار الواحة، أزمة تصبح مضاعفة في شهر رمضان، الشارع يحتاج إلى مواقف او إلى حلول مرورية أخرى.
لقد اصبح وجود رجال السير على دواوير عمان جزء من مظهر العاصمة مثل دوار الداخلية والدوار السابع ومدخل ضاحية الرشيد ودوار الكيلو إلى آخره. ومع ان رجال السير يبذلون جهودا كبيرة لحل (الاشتباك) بين السيارات على الدواوير، جهوداً يستحقون عليها الشكر والثناء الا ان السؤال: إلى متى ؟
في السبعينات عندما بدأت أمانة العاصمة وضع الإشارات الضوئية ذكر انه تم الاستعانة بخبراء أجانب لتركيب هذه الإشارات. اذكر ان الصحافة وجهت آنذاك نقداً لمثل هذه الخطوة. فما كان من الأمانة الا ان ذكرت بان استقدام الخبراء ضروري لعدم وجود بديل وطني لهم، مبينة ان تنظيم الإشارة يحتاج إلى دراسة ميدانية لحركة الضوء الأحمر والأخضر.
لمذا لا توضع إشارات على الدواوير على الاقل لاعفاء المواطنين من (المناطحة) بالسيارات عليها مع الافتراض ان أمانة عمان تملك الخبرة والكادر للقيام بتنظيم إشارات ضؤية تدخل عادة الصبر عند السائقين بعد ان يكاد سوء المرور ان يفقد الكثيرين أخلاقهم ان في أسلوب القيادة او في عادة الشتائم المتبادلة. شاهدت في إحدى العواصم التي يبلغ عدد سكانها ٣ أضعاف سكان عمان وجود ١٠ إشارات على دوار واحد. وفي مدن أخرى ترى صفاً طويلا من السيارات تنتظر على كل مسرب خلال ساعات الذروة لكن السير ينساب كالماء بدون ان تسمع (زامور) يعبر فيه صاحبه عن اعتقاده بان رجل السير يحابي طرفا من السير على حساب آخر.
وهناك أخيراً طرق جديدة ترى انها وضعت لحل مشكلة مرورية في منطقة او شارع لكنها تسببت او ستتسبب في نقل المشكلة إلى شارع آخر. وعندما أرى العمل في الطريق الجديد الممتد من دوار الجامعة التطبيقية في أبو نصير إلى ضاحية الرشيد الذي سيحول طريق الاف المركبات من شارع الاردن إلى قلب الضاحية وصولا إلى مدخلها الوحيد عند جسر الجامعة فإنني أتوقع ان يصبح الخروج من عنق الزجاجة المروري عند مستشفى الحسين مسألة مثيرة للأعصاب وقاتلة للوقت الا اذا كان امتداد الشارع القادم من أبو نصير سينتهي إلى شارع آخر. (الراي)
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير