ليلة تعايش أردنية بإمتياز
بدعوة كريمة تلقيتها من الأب نبيل حداد مدير المركز الأردني لبحوث التعا يش الديني في عمان لحضور حفل إفتتاح مؤتمره الدولي الخامس ،وبمناسبة العيد العاشر لتأسيسه هذا المساء،خرجت مذهولا لما سمعته من طيب الكلام الصادر عن المسلمين السنة والشيعة والأخوة المسيحيين المدعوين ،وبحق كانت هذا الليلة ليلة تعايش أردنية ،كم تمنيت لو انها منقولة على الهواء مباشرة وباللغات الأجنبية إلى الغرب المتوحش المتهود ليعرف كم نحن في هذا الشرق نشكل قيمة إنسانية عز نظيرها في العالم .
بدأ الكرنفال التعايشي الإنساني المهيب شيخ المشايخ سماحة الشيخ د.حمدي مراد ،الذي تسلم عرافة الحفل ،وكم كان بارعا في إيصال الرسائل.
كان اول المتحدثين الأب نبيل حداد الذي قال كلاما طيبا يركن إليه ولا يراجع لأنه كان صادقا في تعابير وجهه وتحدث عن التعايش الإسلامي المسيحي في الأردن على وجه الخصوص،تبعه سيادة المطران جورج شيحان مطران الموارنة في مصر ،حيث تلى كلمة نيافة الكاردينال الراعي وكان الكلام اكثر من طيب.
كنز الخطابة وفارس الخطباء بهي الطلعة الشاب المؤمن د.محمد نوح القضاة الذي يتقلد بكل الإقتدار وزارة الأوقاف والمقدسات الإسلامية ،وكم كان بارعا في عرض الصورة وإيصالها إلى مستحقيها .
ماقاله كان مقدسا في البدء وفي النهاية إذ وضع إصبعه على الجرح فشفي فورا ،فهو لم يجنح إلى الفلسفة ولا إلى إستعراض عضلات الكلام بل إرتشف هنيئا من رأس النبع الطاهر،وهو القرآن الكريم وسنة نبية صلى الله عليه وسلم،وتلى آيات التعايش وذكر بأحاديث النبي الكريم حول النصارى ومصاهرتهم لرسولنا الكريم وعرج على السماح للقبطي بضرب إبن عمرو بن العاص "إبن الأكرمين"،والقصة معروفة.
كلام الوزير المؤمن خرج من العقل والقلب معا ودخل إلى العقول والقلوب معا أيضا ،وكم نحن بحاجة لمن يفهم ديننا الحنيف على طريقة د.محمد نوح الداعية الناجح.
بعد وزير الأوقاف جاء دور رئيس الوزراء د.عبد الله النسور الذي قدم عرضا نموذجيا لرئيس الوزراء المثقف الواعي وقال كلاما جميلا من وحي المناسبة ،وذكر أن أول شهيد على ثرى فلسطين بعد الإحتلال الإسرائيلي كان المسيحي وليام نصار ،وأن المناضلة فاطمة برناوي تلك الفلسطينية ذات البشرة السوداء كانت اول معتقلة فلسطينية بعد الإحتلال عام 1967،ودخل مدخلا عميقا بقوله أن المسيحيين في فلسطين لم يتعاونوا مع الإحتلال.
ختامها كان الإمام الشيعي من لبنان السيد هاني فحص الذي عرض مخزونا عاطفيا إنسانيا جميلا من التعايش.
كانت ليلة جميلة بحق يجب أن تبث إلى الغرب بكل لغاته ،وتعمم فنحن أهل التعايش والسلام الآمن وحفظ حقوق الآخرين ،وكم هو حري بنا فتح ملف عيش اليهود بيننا وحفظ حقوقهم وصونها بعد أن قهرهم الغرب في أسبانيا تحديدا وعقد لهم محاكم التفتيش فإما القتل أو التمسح ،لكنهم ولأنه ديدنهم عقرونا في سويداء القلب.
ما أود قوله انه يتوجب على المسلمين والمسيحيين ان يعيدوا بناء تعايشهم ويبعدوا اليهود الصهاينة عنهم ليبقوا بخير.