المحطة الثانية في ثورة!
طارق مصاروة
جو 24 : هو قطعاً ليس انقلاباً عسكرياً هذا الذي شهدنا فصوله في مصر المحروسة.. إلا إذا اغمضنا عيوننا عن هدير الملايين في شوارع وميادين المدن المصرية، وتجاهلنا كل الصحف المصرية بما فيها الصحف التي تملكها الدولة ويشرف عليها مجلس الشورى، واردنا أن لا نفهم سبب ارتفاع أسعار الأسهم والسندات في البورصة بنسبة 5% خلال نصف ساعة بعد بيان قيادة الجيش!!.
ودون تعصب على الحقيقة نقول: إن ما صنعه الشباب في الشارع لا يختلف عن ثورتهم على نظام مبارك في شباط. فالقوى الشابة هي ذاتها، وميدان التحرير هو ذاته، والجيش هو الذي أفهم حسني مبارك، إنه ليس معه. وما جرى بعد ثورة شباط معروف فقد اختطف الاخوان ثورة الشباب، وتوافقوا مع قيادة الجيش، ورعاية الولايات المتحدة، وركبوا الديمقراطية ليصلوا إلى ... الثيوقراطية!!.
وحتى نفسر اكثر فإنهم لجأوا الى المدخل الواسع الذي اسمه حكم الشعب ليصلوا الى عكسه.. الى حكم قيادة دينية, لا تختلف عن الذي جرى في ايران. اسقاط الشاه بثورة الشارع والهاء رجال الدين لجماعات الحكم المدني برئيس وزراء, ورئيس جمهورية لا يلبسا العمة المذهبية.. الى ان تمكنوا فصنعوا.. ولاية الفقيه الذي يحكم بقوة الهية, لا تقوم على الانتخاب, ولا تعترف بالارادة الحرة للشعب!!
الفريق السيسي كان اذكى كثيراً من المشير الطنطاوي والفريق عنان, فلم يجعل من مجلس القيادة جسماً حاكماً.. وانما ذهب الى القضاء الذي يحترمه الجميع فجعل من رئيس المحكمة الدستورية العليا رئيساً للدولة, ثم وبحركة سريعة جمع حوله الازهر والكنيسة القبطية, وقادة الاحزاب المدنية والاسلاميين السلفيين من حزب النور ووضع معهم خارطة طريق تبدأ بحكومة قادرة ومؤهلة ثم انتخابات رئاسة ومجلس شعب ولجنة من علماء الدستور تعيد النظر ببعض مواد الدستور، ويقرّ ذلك المحكمة الدستورية العليا قبل الاستفتاء عليه.
لا تريد قيادة الاخوان المسلمين ان تعترف بفشل حكمها، انهم يقولون لقد اعترف مرسي بالاخطاء لكنهم لا يريدون تسميتها لان الاخطاء تشمل كل ما فعلوه ولا معنى للكلام الكثير عن الفلول والفساد والنهب لانهم لم يضعوا احدا في السجن، ولم يحصّلوا قرشا من اموال النهب، واذا كان الاخوان يتحدثون الان على «البلطجية» فلنتذكر انهم هم الذين كسروا ابواب السجون وهم الذين اصدروا مراسيم عفو عن الاف القتلة، والمتعصبين، والمعادين لكل ما هو متحضر ومحترم في المجتمع المصري.. ومنهم طبعا مجرم حاول حزّ عنق نجيب محفوظ.
الاخوان المسلمون يرفضون رؤية ما يحدث، ويلطمون على مرسي الضحية، وهذه حالة معروفة في التاريخ العربي. فما تزال طوائف إسلامية تلطم على رجل قتل قبل ثلاثة عشر قرناً في صحراء العراق وتحاكم القرن الواحد والعشرين بمقتله. وتقبل مبدأ قتل مئات الآلاف من «اعدائه»!!.
(الراي)
ودون تعصب على الحقيقة نقول: إن ما صنعه الشباب في الشارع لا يختلف عن ثورتهم على نظام مبارك في شباط. فالقوى الشابة هي ذاتها، وميدان التحرير هو ذاته، والجيش هو الذي أفهم حسني مبارك، إنه ليس معه. وما جرى بعد ثورة شباط معروف فقد اختطف الاخوان ثورة الشباب، وتوافقوا مع قيادة الجيش، ورعاية الولايات المتحدة، وركبوا الديمقراطية ليصلوا إلى ... الثيوقراطية!!.
وحتى نفسر اكثر فإنهم لجأوا الى المدخل الواسع الذي اسمه حكم الشعب ليصلوا الى عكسه.. الى حكم قيادة دينية, لا تختلف عن الذي جرى في ايران. اسقاط الشاه بثورة الشارع والهاء رجال الدين لجماعات الحكم المدني برئيس وزراء, ورئيس جمهورية لا يلبسا العمة المذهبية.. الى ان تمكنوا فصنعوا.. ولاية الفقيه الذي يحكم بقوة الهية, لا تقوم على الانتخاب, ولا تعترف بالارادة الحرة للشعب!!
الفريق السيسي كان اذكى كثيراً من المشير الطنطاوي والفريق عنان, فلم يجعل من مجلس القيادة جسماً حاكماً.. وانما ذهب الى القضاء الذي يحترمه الجميع فجعل من رئيس المحكمة الدستورية العليا رئيساً للدولة, ثم وبحركة سريعة جمع حوله الازهر والكنيسة القبطية, وقادة الاحزاب المدنية والاسلاميين السلفيين من حزب النور ووضع معهم خارطة طريق تبدأ بحكومة قادرة ومؤهلة ثم انتخابات رئاسة ومجلس شعب ولجنة من علماء الدستور تعيد النظر ببعض مواد الدستور، ويقرّ ذلك المحكمة الدستورية العليا قبل الاستفتاء عليه.
لا تريد قيادة الاخوان المسلمين ان تعترف بفشل حكمها، انهم يقولون لقد اعترف مرسي بالاخطاء لكنهم لا يريدون تسميتها لان الاخطاء تشمل كل ما فعلوه ولا معنى للكلام الكثير عن الفلول والفساد والنهب لانهم لم يضعوا احدا في السجن، ولم يحصّلوا قرشا من اموال النهب، واذا كان الاخوان يتحدثون الان على «البلطجية» فلنتذكر انهم هم الذين كسروا ابواب السجون وهم الذين اصدروا مراسيم عفو عن الاف القتلة، والمتعصبين، والمعادين لكل ما هو متحضر ومحترم في المجتمع المصري.. ومنهم طبعا مجرم حاول حزّ عنق نجيب محفوظ.
الاخوان المسلمون يرفضون رؤية ما يحدث، ويلطمون على مرسي الضحية، وهذه حالة معروفة في التاريخ العربي. فما تزال طوائف إسلامية تلطم على رجل قتل قبل ثلاثة عشر قرناً في صحراء العراق وتحاكم القرن الواحد والعشرين بمقتله. وتقبل مبدأ قتل مئات الآلاف من «اعدائه»!!.
(الراي)