إلّا مصر
قلناها منذ أن تولى الرئيس" المؤمن "صاحب "الفرامة" محمد أنور السادات ،ونادينا العقلاء لمنع خطف مصر ولكن حجة السادات كانت اقوى عندما قال للشعب المصري:مرروا كامب ديفيد وستجمعون الدولارات من الشوارع بالشوالات بعد أن يعم السلام ،وقال ايضا :"سيمتلك كل منكم غسالة وثلاجة وسيارة وستشبعون من الدجاج واللحم.
لكن ما حدث هو أن الجوعى في مصر وما أكثرهم تعمق جوعهم وإنضم إلى قائمتهم الكثير من الجوعى ،وبالمقابل إنكشفت تخمة المتخمين وإزداد طابور الأغنياء ،بعد أن إنضم أليه أناس آخرون إستفادوا من سياسة الإنفتاح التي جاء بها السادات،وعندما جاء مبارك أثخن هو وزبانيته الجراح في جسد مصر وسمعنا الصرخات وأطلقنا مثلها لكن دون جدوى فالإختطاف كان مدروسا ومحميا.
اليوم تنتقل مصر المحروسة من الإختطاف السياسي إلى الإختطاف الدموي ،وهذا يعني أن أعداء مصر بدؤوا يخافون من التحرر المصري خاصة وأن الشعب نزل إلى الشوارع بغض النظر عن المحرك الخفي للأحداث.
إن إنتقال الهجمة على مصر إلى مرحلة نزف الدماء بغض النظر عن الأسباب ،يعني أن الحكم على مصر من أعدائها قد صدر ،وأنيط ببعض المصريين تنفيذه ونحر بلدهم بالسكين والبلطة والنبوت وغير ذلك.
القصة لا تكمن في مرسي أو الكرسي ،بل هناك مخطط مدروس لإنهاء مصر حتى لا تقوم للعرب قائمة ،إذ ثبت وبالوجه القطعي أن العرب بدون مصر لا يساوون شيئا ولا يعادلون شروى نقير،وقد أثبتت التجارب صدق ما نقول ،إذ حوصرت الثورة الفلسطينية والمقاومة اللبنانية في بيروت صيف العام 1982 ثلاثة أشهر وجرى إحتلال بيروت في غياب مصر ولم يحرك أحد رغم صراخ القومجية والثورجية .
جاء إنزلاق مصر إلى القتل ليلة امس تعبيرا عن بدء الإشارة لنحر مصر ،ولكنني أؤكد أن من اطلق النار ليس مصريا ومن رد ليس بمصري أيضا وإنما هم من أعداء مصر حتى وإن كانوا من الجيش المصري أو من إخوان مصر .
رسالتي إلى الإخوان في مصر أن إلتزموا بشرع الله فدم المسلم على المسلم حرام ،ولا تنسوا أن اقباط مصر هم مسلمون بالفطرة وهم أنسباء رسولنا الكريم الذي أوصانا بهم خيرا.
إنتهوا خيرا لكم، فأعداء مصر شمروا عن سواعدهم وقد دقت ساعة الصفر،فلا يحسبن عليكم للمرة الثانية أنكم وراء تخريب مصر ،وكانت الأولى إبان عهد الزعيم الخالد جمال عبد الناصر.
وإلى سلفيي مصر أقول: كفى إنتهازية فأنتم متهمون أصلا بتنفيذ أجندة أعداء مصر الذين عملوا منذ ثورة 23 يوليو على إجهاضها،وتمترسوا في خندق الدعوة وإبتعدوا عن تفكير التكفير.
إلى حماس أقول :كفى متاجرة بالمصلحة الفلسطينية العليا ،وعلى الآخرين أن ينحازوا لكم على أرض الواقع لا أن تنجروا أنتم لخندق المواجهة الخطأ،فمهمتكم حسب ما تقولون تحرير فلسطين لا تحرير مصر ،واصلوا الكفاح المسلح ضد إسرائيل مع أننا لم نعد نسمع شيئا من هذا القبيل .
وإلى السلطة الفلسطينية أيضا:حاذروا الإنحياز إلى طرف من الأطراف في مصر فما يهمنا هو سلامة مصر.
وأقول لبعض من وجدوا فرصتهم في الظهور على الشاشات من المسؤولين او العسكريين المصريين ألا يصبوا الزيت على النار في موضوع حماس والقول أن الجيش المصري لو "عطس"لما بقيت هناك غزة.
أقول إلى المثقفين والإعلاميين المصريين :إتقوا الله في بلدكم ،فأنتم تنفذون أجندة خارجية دون أن تعلموا ،وأتمنى على المصريين المكوث في البيوت ليبقى أعداء مصر في الشوارع كالخفافيش ،ويسهل على العناصر الأمنية إلقاء القبض عليهم وتقديمهم إلى المحاكمات الفورية لمعرفة الجهات التي دفعت لهم.
البيئة الشعبية في مصر هذه الأيام ووضع الميادين بيئة خصبة لأعداء مصر كي يتواجدوا وينفذوا جرائمهم وسط الزحام.إحذورا المنقبات والمحجبات والملثمين فغالبيتهم ليسوا نساء أو مصريين بل هم من الأعداء.
عن أي شهادة يتحدثون ؟وعن أي ديمقراطية يبحثون ؟وعن أي قصر تم إسترداده يعلنون؟ما جرى يا سادة فجر الأمس هو عملية إستدراج للجيش المصري الذي يجب ان يكون محصنا من مثل هذا الإستدراج،فمكانه الطبيعي هو الحدود ،ومعروف ان حدود مصر بحاجة لغضبة من الجيش المصري ،وللتذكير فإن الفراعنة كانوا يعتبرون فلسطين جزءا من أمنهم القومي وكانوا في صراع حول هذا المفهوم مع الآشوريين في العراق الذين كانوا ايضا يعتبرون فلسطين جزءا من أمنهم القومي ولم يسمح الطرفان لمحتل ان ينعم في فلسطين.
أختم بنداء لشعب مصر الحر:داو جرحك لا يتسع ولا تسلم رقاب أولادك للمتاجرين بالسياسة وهم معروفون جيدا ،أحدهم رفض الدخول في مجلس الشعب لأنه ينكر الهولوكوست.