رأس صالح وجسد منخور
أكرم السواعير
جو 24 : الرئيس مرسي تم إسقاطه والتآمر عليه شيئا فشيئا من بداية استلامه لسلطاته الدستورية وحتى الانقلاب العسكري عليه، والذي يمثل القشة التي قصمت ظهر البعير، ودون مساندة حقيقية للرئيس من شعبه ومن القوى الإسلامية المختلفة. وسأوضح فكرتي في السطور الآتية.
مؤسسات الدولة المصرية نخر فيها السوس والخراب من الخمسينات وحتى ثورة 25 يناير وخاصة في ثلاثينية مبارك، فمؤسسات الدولة المختلفة انتشر فيها الفساد والرشوة والمحسوبيات والاختلاس والسرقة والواسطات والظلم والعمالة للأجنبي، وخاصة أجهزة الدولة الحساسة من القضاء والإعلام والشرطة والمخابرات والجيش، وجاءت الانتخابات برئيس صالح هو الدكتور محمد مرسي ليقود هذا الجسد الكبير المنخور وهذه الدولة العميقة الفاسدة، وحاول التحرك والإصلاح والتغيير كرأس لهذا الجسد المتعفن، إلا أن مؤسسات الدولة المختلفة الفاسدة وقفت له بالمرصاد وصارت تعطل عمله وتضع العصي في الدواليب بحجة مخالفة القضاء أو أخونة الدولة أو سرقة الثورة، ولعب القضاء دورا أسود، وأخذ الإعلام بممارسة دور قذر قائم على التشويه والكذب والسخرية والاستهزاء وإخفاء الحسنات واختلاق السلبيات والسيئات بل وكشفت بعض الاعترافات من بعض المنشقين عن ميدان التحرير في هذه الأيام وجود خبراء يهود يخططون ويشيرون ويقترحون، ومجموعات سياحية أجنبية! تتكلم العربية بطلاقة وتتصل بشباب التحرير وتساندهم بالخبرة وتعمل على التنصير، وهناك اتصالات ومؤامرات على مستويات رفيعة شملت حكاما وسفراء وتحويل مليارات لشراء الذمم وصنع أزمات كأزمة البترول، وكتّفت الشرطة أيديها فلم تساند الرئيس وبالمثل الجيش، بل تم تدبير مؤمرات نسبت لبعض الأجهزة الأمنية والعسكرية كاختطاف جنود سيناء، ووقفت القوى الإسلامية من بداية الثورة عاجزة عن تقديم دور حقيقي لمساندة الرئيس ولم تزد محاولاتها على المظاهرات والدعم الكلامي بل وقفت بعض التيارات الإسلامية بجهل أو بتعصب مع الجهة الأخرى، ومن ثم انطبق على المؤيدين البيت المشهور:
ألقاه في اليم مكتوفا وقال له إياك إياك أن تبتل بالماء
وما زال المكر يعمل عمله والخبيثون يدبرون مؤامرات ويشوهون المد الإسلامي الثائر ويصنعون مقاطع سيئة وينسبونها للإخوان كمقطع إلقاء شباب من ظهر عمارة، بل هناك مقاطع لباصات ودراجات تتحرك بشباب ملتحين تهتف ضد مرسي وتقول نحن الإخوان، وتبين أنهم جميعا يلبسون لحى مستعارة.
أعتقد بأن الرئيس مرسي إن رجع للسلطة وهذا ما نتمناه لأن إقصاءه هو انتصار للظلم والفساد وتفشيل للإسلام السياسي، إن رجع وبقي الجسد المنخور برجاله الفاسدين أمثال الزند والدستورية في القضاء وأديب ولميس وسعد وباسم في الإعلام... فسيتم تفشيل الرئيس واستمرار المسيرة العرجاء وتحميلها للإسلام.
أحيانا لا يستطيع الإنسان اختيار كلماته، ولكني أعتقد بأن الثورات في بداياتها ينبغي عليها تنظيف الساحة وتغييب رموز العهد البائد في بيوتهم وإخراجهم من مسرح الحياة السياسية، فبقاؤهم هو بقاء للنظام البائد فما معنى نزول شفيق إلى الانتخابات وهو من هو، وما معنى أن تبقى المحكمة الدستورية حاكمة على قرارات الرئيس ومجالس الدولة وهي هي من رجالات مبارك الذين يتقاضون رواتب خيالية تصل للمليونين شهريا للواحد فكيف سيحكمون بالعدل.
الثورة الفرنسية اندلعت عام 1789 وامتدت حتى 1799 وقد شابها في بدايتها مالا يُرضى من العنف والديكتاتورية والتصفيات التي شملت من 16 إلى 40 ألفا، حتى آلت الأمور إلى ما هي عليه الآن من انتخابات نزيهة وتداول محمود للسلطة.
الخلاصة إن عاد الرئيس وبقي الفاسدون في مواقعهم فلن نشهد أي تغيير حقيقي، فما قيمة رأس صالح في جسد تعشعش فيه الأمراض وينخره الدود.
(السبيل)
مؤسسات الدولة المصرية نخر فيها السوس والخراب من الخمسينات وحتى ثورة 25 يناير وخاصة في ثلاثينية مبارك، فمؤسسات الدولة المختلفة انتشر فيها الفساد والرشوة والمحسوبيات والاختلاس والسرقة والواسطات والظلم والعمالة للأجنبي، وخاصة أجهزة الدولة الحساسة من القضاء والإعلام والشرطة والمخابرات والجيش، وجاءت الانتخابات برئيس صالح هو الدكتور محمد مرسي ليقود هذا الجسد الكبير المنخور وهذه الدولة العميقة الفاسدة، وحاول التحرك والإصلاح والتغيير كرأس لهذا الجسد المتعفن، إلا أن مؤسسات الدولة المختلفة الفاسدة وقفت له بالمرصاد وصارت تعطل عمله وتضع العصي في الدواليب بحجة مخالفة القضاء أو أخونة الدولة أو سرقة الثورة، ولعب القضاء دورا أسود، وأخذ الإعلام بممارسة دور قذر قائم على التشويه والكذب والسخرية والاستهزاء وإخفاء الحسنات واختلاق السلبيات والسيئات بل وكشفت بعض الاعترافات من بعض المنشقين عن ميدان التحرير في هذه الأيام وجود خبراء يهود يخططون ويشيرون ويقترحون، ومجموعات سياحية أجنبية! تتكلم العربية بطلاقة وتتصل بشباب التحرير وتساندهم بالخبرة وتعمل على التنصير، وهناك اتصالات ومؤامرات على مستويات رفيعة شملت حكاما وسفراء وتحويل مليارات لشراء الذمم وصنع أزمات كأزمة البترول، وكتّفت الشرطة أيديها فلم تساند الرئيس وبالمثل الجيش، بل تم تدبير مؤمرات نسبت لبعض الأجهزة الأمنية والعسكرية كاختطاف جنود سيناء، ووقفت القوى الإسلامية من بداية الثورة عاجزة عن تقديم دور حقيقي لمساندة الرئيس ولم تزد محاولاتها على المظاهرات والدعم الكلامي بل وقفت بعض التيارات الإسلامية بجهل أو بتعصب مع الجهة الأخرى، ومن ثم انطبق على المؤيدين البيت المشهور:
ألقاه في اليم مكتوفا وقال له إياك إياك أن تبتل بالماء
وما زال المكر يعمل عمله والخبيثون يدبرون مؤامرات ويشوهون المد الإسلامي الثائر ويصنعون مقاطع سيئة وينسبونها للإخوان كمقطع إلقاء شباب من ظهر عمارة، بل هناك مقاطع لباصات ودراجات تتحرك بشباب ملتحين تهتف ضد مرسي وتقول نحن الإخوان، وتبين أنهم جميعا يلبسون لحى مستعارة.
أعتقد بأن الرئيس مرسي إن رجع للسلطة وهذا ما نتمناه لأن إقصاءه هو انتصار للظلم والفساد وتفشيل للإسلام السياسي، إن رجع وبقي الجسد المنخور برجاله الفاسدين أمثال الزند والدستورية في القضاء وأديب ولميس وسعد وباسم في الإعلام... فسيتم تفشيل الرئيس واستمرار المسيرة العرجاء وتحميلها للإسلام.
أحيانا لا يستطيع الإنسان اختيار كلماته، ولكني أعتقد بأن الثورات في بداياتها ينبغي عليها تنظيف الساحة وتغييب رموز العهد البائد في بيوتهم وإخراجهم من مسرح الحياة السياسية، فبقاؤهم هو بقاء للنظام البائد فما معنى نزول شفيق إلى الانتخابات وهو من هو، وما معنى أن تبقى المحكمة الدستورية حاكمة على قرارات الرئيس ومجالس الدولة وهي هي من رجالات مبارك الذين يتقاضون رواتب خيالية تصل للمليونين شهريا للواحد فكيف سيحكمون بالعدل.
الثورة الفرنسية اندلعت عام 1789 وامتدت حتى 1799 وقد شابها في بدايتها مالا يُرضى من العنف والديكتاتورية والتصفيات التي شملت من 16 إلى 40 ألفا، حتى آلت الأمور إلى ما هي عليه الآن من انتخابات نزيهة وتداول محمود للسلطة.
الخلاصة إن عاد الرئيس وبقي الفاسدون في مواقعهم فلن نشهد أي تغيير حقيقي، فما قيمة رأس صالح في جسد تعشعش فيه الأمراض وينخره الدود.
(السبيل)