يا ساكنين المنحنى، ظهري من الشوق انحنى
أكرم السواعير
جو 24 : كان الحب والشوق لله يأخذ بمجامع قلب أحد الصالحين فلا يطيق ذلك ولا يحتمله فينزل إلى السوق كاشف الرأس صارخا: واشوقاه لمن يراني ولا أراه.
أخي القارئ أنت تتعامل في حياتك مع رب كريم حليم يرزقك كل شيء ابتداء من الهواء الذي تتنفسه، والطعام الذي تأكله والماء الذي تشربه، والصحة والعافية التي تتقلب فيها، والعائلة التي تعيش في دفئها، فلا ينبغي لك أن تقطع علاقتك به أو تسيء الظن به، وتأمل معي النص التالي:
يُخرج رجلان من نار جهنم، ثم يتمّ عرضهما على الله سبحانه، فيأمر أن يتمّ إعادتهما إلى النار، وعندما يؤخذان باتجاه النار يلتفت أحدهما وراءه حزينا ويقول: يا رب ما كان هذا رجائي؟ فيسأله الله سبحانه: وما كان رجاؤك؟ قال: كان رجائي إذا أخرجتني منها ألا تعيدني إليها. فيرحمه الله ويأمر به إلى الجنة. هذا فحوى حديث رواه أحمد وابن حبان وصححه شعيب الأرناؤوط.
فانظر يا أخي ما أكرم الله فالتفاتة باكية ومشاعر راجية وكلمات حزينة تنزل على إثرها الرحمات وتتغير المنازل، ونحن الآن في متسع من الوقت وفي ميدان واسع للعمل والاستعداد فلا ينبغي التمادي في الغفلة أو إغلاق الأبواب مع الله والإياس من التوبة، يقول الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله:
«كنت أسير في طريقي فإذا بقاطع طريق يسرق الناس، ورأيت نفس الشخص يصلي في المسجد، فذهبت إليه وقلت: هذه المعاملة
لا تليق بالمولى تبارك وتعالى، ولن يقبل الله منك هذه الصلاة وتلك الأعمال.
فردّ السارق: يا إمام، بيني وبين الله أبواب كثيرة مغلقة، فأحببت أن أترك بابا واحدا مفتوحا.
بعدها بأشهر قليلة ذهبت لأداء فريضة الحج، وفي أثناء طوافي رأيت رجلا متعلقا بأستار الكعبة يقول: تبت إليك. ارحمني. لن أعود إلى معصيتك..
فتأملت هذا الأواه المنيب الذي يناجي ربه، فوجدته لص الأمس فقلت في نفسي: ترك بابا مفتوحا ففتح الله له كل الأبواب».
يقول المغامسي: «حين تتحدث مع الله، لن تكون محتاجاً لأن تشحن رصيد هاتفك! لن تكون مضطراً لأن تتردد في كلماتك، أو أن تخاف من أن يفهمك بِطريقةٍ خاطئة، لأنه في الحقيقة يَفهمُك، لن تكون محتاجاً لقول: أعتذر عن إزعاجك في هذا الوقت، أيمكنك أن تمنحني دقيقةً من وقتك؟ إنك لا تحتاج أن ترفع صوتك حتى يسمعك! من دون أن تنطق بِكلمةٍ واحدة، هو يعلم كلّ شيء! الوحيد الذي لا تخجل أن تحكي له أي شيء! والغريب هو أنه أصلاً يعلم هذه الحكاية! ومع ذلك يسمعُك ولا يملّ، ولا يقول لك: تحدثنا في هذا ألف مرة! أرجوك لا تتحدث فيه مرةً أخرى. الوحيد الذي لا تخجل من البُكَاءِ أمامه وفي سجدة تكون معه في اجتماعٍ خاصٍ جداً! قد تبكي بكاء المضطر وتنام، والله لا ينام عن تدبير أمورك. تمهل! إنه يدبر لك في الغيب أمورا لو علمتها لبكيت فرحا، فلا تعجزك ضخامة الأمنيات فربما دعوة واحدة ترفعها إلى الله تجلب لك المستحيل فقط قل يا رب».
(السبيل)
أخي القارئ أنت تتعامل في حياتك مع رب كريم حليم يرزقك كل شيء ابتداء من الهواء الذي تتنفسه، والطعام الذي تأكله والماء الذي تشربه، والصحة والعافية التي تتقلب فيها، والعائلة التي تعيش في دفئها، فلا ينبغي لك أن تقطع علاقتك به أو تسيء الظن به، وتأمل معي النص التالي:
يُخرج رجلان من نار جهنم، ثم يتمّ عرضهما على الله سبحانه، فيأمر أن يتمّ إعادتهما إلى النار، وعندما يؤخذان باتجاه النار يلتفت أحدهما وراءه حزينا ويقول: يا رب ما كان هذا رجائي؟ فيسأله الله سبحانه: وما كان رجاؤك؟ قال: كان رجائي إذا أخرجتني منها ألا تعيدني إليها. فيرحمه الله ويأمر به إلى الجنة. هذا فحوى حديث رواه أحمد وابن حبان وصححه شعيب الأرناؤوط.
فانظر يا أخي ما أكرم الله فالتفاتة باكية ومشاعر راجية وكلمات حزينة تنزل على إثرها الرحمات وتتغير المنازل، ونحن الآن في متسع من الوقت وفي ميدان واسع للعمل والاستعداد فلا ينبغي التمادي في الغفلة أو إغلاق الأبواب مع الله والإياس من التوبة، يقول الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله:
«كنت أسير في طريقي فإذا بقاطع طريق يسرق الناس، ورأيت نفس الشخص يصلي في المسجد، فذهبت إليه وقلت: هذه المعاملة
لا تليق بالمولى تبارك وتعالى، ولن يقبل الله منك هذه الصلاة وتلك الأعمال.
فردّ السارق: يا إمام، بيني وبين الله أبواب كثيرة مغلقة، فأحببت أن أترك بابا واحدا مفتوحا.
بعدها بأشهر قليلة ذهبت لأداء فريضة الحج، وفي أثناء طوافي رأيت رجلا متعلقا بأستار الكعبة يقول: تبت إليك. ارحمني. لن أعود إلى معصيتك..
فتأملت هذا الأواه المنيب الذي يناجي ربه، فوجدته لص الأمس فقلت في نفسي: ترك بابا مفتوحا ففتح الله له كل الأبواب».
يقول المغامسي: «حين تتحدث مع الله، لن تكون محتاجاً لأن تشحن رصيد هاتفك! لن تكون مضطراً لأن تتردد في كلماتك، أو أن تخاف من أن يفهمك بِطريقةٍ خاطئة، لأنه في الحقيقة يَفهمُك، لن تكون محتاجاً لقول: أعتذر عن إزعاجك في هذا الوقت، أيمكنك أن تمنحني دقيقةً من وقتك؟ إنك لا تحتاج أن ترفع صوتك حتى يسمعك! من دون أن تنطق بِكلمةٍ واحدة، هو يعلم كلّ شيء! الوحيد الذي لا تخجل أن تحكي له أي شيء! والغريب هو أنه أصلاً يعلم هذه الحكاية! ومع ذلك يسمعُك ولا يملّ، ولا يقول لك: تحدثنا في هذا ألف مرة! أرجوك لا تتحدث فيه مرةً أخرى. الوحيد الذي لا تخجل من البُكَاءِ أمامه وفي سجدة تكون معه في اجتماعٍ خاصٍ جداً! قد تبكي بكاء المضطر وتنام، والله لا ينام عن تدبير أمورك. تمهل! إنه يدبر لك في الغيب أمورا لو علمتها لبكيت فرحا، فلا تعجزك ضخامة الأمنيات فربما دعوة واحدة ترفعها إلى الله تجلب لك المستحيل فقط قل يا رب».
(السبيل)