تعيين كوادر او تغيير الادارات
فراس عوض
جو 24 :
حكومة الرزاز امضت الفترة الماضية بالاستعراض والتهويل والميديا شو ٨ شهور و لم تفعل شيئا حقيقيا للقطاع الصحي على صعيد البنى التحتية ورفد الكوادر.
لا تقلقني حالات كورونا فكلها تعالجت في المنازل كالانفلونزا، والذين دخلوا للمشفيات حوالي خمسة آلاف حالة في ٨ شهور، أي ٢٠ حالة في اليوم و ١٥٪ من ال٢٠ حالة تستدعي عناية حثيثة اي حوالي ٢-٣ حالات يوميا لمائة مستشفى حكومي وخاص وجامعي، هذا غير مقلق، فهذا الرقم يحدث يوميا قبل كورونا، ففي اليوم يدخل ٤٠٠٠ آلاف ادخال للمشفيات الحكومية من مختلف الامراض وكورونا جزء منها.
المقلق هو العبء النفسي والجسدي على الكوادر الصحية بسبب نقص اعدادها وبالأحرى سوء وسلبية كثير من اداراتها وسوء تعاملهم، ما يتسبب بتوتر للكوادر ينعكس سلبا على مناعتهم وذلك يؤدي لحدوث الاصابات، والاصابات تؤدي الى تعطيل مزيد من الكوادر وبالتالي مزيدا من النقص، والذي يعاني اكثر في هذه الحالة المواطن ايضا، اي المراجعين الذين يعانون لباقي الأمراض وبحاجة للاختصاصات والأقسام الاخرى والعمليات، إصابات الكوادر تؤدي لاغلاق بعض الاقسام والعيادات، لأن الكوادر ينقص عددها فيعمل الباقي بضعف طاقتهم ويرهقون جدا، فتتم الاغلاقات للعيادات او الاقسام بسبب النقص، و تؤدي الى تأجيل عمليات ومواعيد عيادات، وعندما تسوء الحالات المؤجلة او تحدث مضاعفات لها، يذهب المراجعون للطوارئ فيزيد العبء على اقسام الطوارئ وايضا على الاقسام، وهذا يزيد معاناة المواطنين المراجعين..
العبء النفسي والجسدي للكوادر مرده سوء تعامل إدارات في المستشفيات وطبطبتها على النقص تحديدا وليس بسبب الفيروس بحد ذاته ولا عدد الحالات اليومية، نوعية هذه الادارات اقصائية وديكتاتورية وتفاقم العبء النفسي على الكوادر الذين بدأوا بالتذمر من سوء التعامل.
سوء التعامل هذا وعدم التقدير المادي والمعنوي يفاقم المشكلة، الكوادر تحتاج لدعم معنوي وتعامل حسن من مدرائهم الذين يسيئون تعاملهم ويتصيدوا لهم ويشخصنوا المواقف، كثير من هذه الادارات ضعيفة وهشة وغير مستقرة وتستقوي بسلاح القانون والإدارة الديكتاتورية التي تتعامل مع الكوادر وكأنهم خارج معادلة الإدارة والقرار وليسوا شركاء به، ادارات تفتقر للحس السياسي الديموقراطي.
اذا لم يكن هناك تعيينات سريعة لانقاذ القطاع الصحي ، فتغيير او تصحيح مسار بعض الإدارات واجب، تغيير الادارات واستبدالها بادارات اكثر ديمزقراطية و ذكاء واكثر قدرة على الإدارة والاحتواء والتعامل مع الكوادر بشراكة دون اقصاء، شراكة تعلي مصلحة العمل وتدرك كافة الابعاد السياسية للبلاد والعباد.