فلسطين.. من قضية احتلال إلى مسألة تفاوض
طاهر العدوان
جو 24 : بعد ٦٥ عاماً من الصراع والحروب والهزائم وانصاف الانتصارات انحدر الخط البياني للقضية الفلسطينية من شعارات « لا صلح ولا اعتراف ولا تفاوض، وما أخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة « الى مسألة كيف تستأنف المفاوضات بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل ؟. وهي المسألة التي من اجلها يواصل الوزير الأمريكي جون كيري رحلاته المكوكية بين تل أبيب ورام الله وعمان ومن اجلها اجتمع امس ب ١١ وزيراً عربياً.
ليس هذا هو الأمر المهم، المسألة الخطيرة ان القضية الفلسطينية تشهد تراجعاً كبيراً في مكانتها كقضية نضالية بين الفلسطينيين في فلسطين المحتلة وفي المنافي وتراجعت عن مكانتها كقضية مركزية للعالم العربي، ومن غير المفهوم ان نرى شعوباً عربية كثيرة تنزل الى الشوارع لتفرض إرادتها على حكوماتها فيما تشهد الساحة الفلسطينية حالة من الخمود النضالي الشعبي فلا انتفاضات بالحجارة ولا مسيرات واعتصامات وصدامات على الحواجز وجدار الاحتلال.
وبينما كانت القضية الفلسطينية تحرك المظاهرات في العواصم، فان من غير المفهوم ان ترى شعوب الربيع العربي ومليونياته غافلة عن الهتاف لحرية فلسطين وكأن لا قيمة لعقود طويلة من النضال والتضحيات لأمة ابتليت منذ بدايات نهضتها بالمشروع الصهيوني الاستعماري، الذي كان خلف تقسيم الوطن العربي وفق سايكس بيكو، وخلف عثرات الأمة ومشاكلها فالحرية والكرامة لا معنى لها بدون استعادة القدس وإقامة الدولة الفلسطينية وعودة اللاجئين.
على ماذا تفاوض السلطة ؟ وباي أوراق تريد ان تجبر اسرائيل على القبول بالعودة الى خطوط ٦٧ وإقامة دولة عاصمتها القدس ؟.
استعادة القدس والضفة وإقامة الدولة يحتاج الى قوة نضالية شعبية، وايضاً هذا لا يكفي، لان هذا الهدف يراد له عمل عربي جدي على المستوي المرحلي والاستراتيجي، عمل ترى فيه اسرائيل والولايات المتحدة انهما بمواجهة قوة سياسية واقتصادية وعسكرية جادة في مطالبها بفلسطين، عمل جاد يحرك المظاهرات والمليو نيات ضد اسرائيل والموقف الأمريكي المساند لاحتلالاتها خاصة تهويد القدس الشريف.
على مدى سنوات الصراع الطويل مع اسرائيل قدم الفلسطينيون الدروس النضالية بالصمود والانبعاث من تحت الرماد، انهم الشعب الذي واجه الاحتلال الصهيوني ببطولة وتضحيات عظيمة، وهو الاحتلال الذي تناوبت جميع الدول العظمى على تقديم الدعم له، بتواطؤ عالمي لم يشهد العصر له مثيلا، من اجل مسح اسم فلسطين عن الخريطة وكتابة اسرائيل مكانها، وصولا الى الغاء وجود الفلسطينيين واعتبارهم شعب فائض عن الحاجة. ومن المؤسف ان كل هذه التضحيات والنضالات غير موجودة على الطاولة امام المفاوض الفلسطيني لكي تقوي أوراقه، وكأن هناك عملية جراحية قسرية قد نجحت في فصل الحاضر الفلسطيني المنقسم والمحاصر المتعب عن الماضي القريب والبعيد من المجابهة والمواجهة والانتفاضات البطولية ضد الاحتلال.
استعادة القدس وإقامة الدولة يحتاج الى عمل عربي يجعل من السياسة حرب مع الاحتلال لكن بوسائل أخرى غير القتال، لقد أدت عمليات السلام الى إغلاق الجبهات والاحتفاء بحرب تشرين كآخر الحروب، لكن حروب اسرائيل لم تتوقف ضد الفلسطينيين بينما الموقف العربي على حاله من الجمود والشلل.
(الراي)
ليس هذا هو الأمر المهم، المسألة الخطيرة ان القضية الفلسطينية تشهد تراجعاً كبيراً في مكانتها كقضية نضالية بين الفلسطينيين في فلسطين المحتلة وفي المنافي وتراجعت عن مكانتها كقضية مركزية للعالم العربي، ومن غير المفهوم ان نرى شعوباً عربية كثيرة تنزل الى الشوارع لتفرض إرادتها على حكوماتها فيما تشهد الساحة الفلسطينية حالة من الخمود النضالي الشعبي فلا انتفاضات بالحجارة ولا مسيرات واعتصامات وصدامات على الحواجز وجدار الاحتلال.
وبينما كانت القضية الفلسطينية تحرك المظاهرات في العواصم، فان من غير المفهوم ان ترى شعوب الربيع العربي ومليونياته غافلة عن الهتاف لحرية فلسطين وكأن لا قيمة لعقود طويلة من النضال والتضحيات لأمة ابتليت منذ بدايات نهضتها بالمشروع الصهيوني الاستعماري، الذي كان خلف تقسيم الوطن العربي وفق سايكس بيكو، وخلف عثرات الأمة ومشاكلها فالحرية والكرامة لا معنى لها بدون استعادة القدس وإقامة الدولة الفلسطينية وعودة اللاجئين.
على ماذا تفاوض السلطة ؟ وباي أوراق تريد ان تجبر اسرائيل على القبول بالعودة الى خطوط ٦٧ وإقامة دولة عاصمتها القدس ؟.
استعادة القدس والضفة وإقامة الدولة يحتاج الى قوة نضالية شعبية، وايضاً هذا لا يكفي، لان هذا الهدف يراد له عمل عربي جدي على المستوي المرحلي والاستراتيجي، عمل ترى فيه اسرائيل والولايات المتحدة انهما بمواجهة قوة سياسية واقتصادية وعسكرية جادة في مطالبها بفلسطين، عمل جاد يحرك المظاهرات والمليو نيات ضد اسرائيل والموقف الأمريكي المساند لاحتلالاتها خاصة تهويد القدس الشريف.
على مدى سنوات الصراع الطويل مع اسرائيل قدم الفلسطينيون الدروس النضالية بالصمود والانبعاث من تحت الرماد، انهم الشعب الذي واجه الاحتلال الصهيوني ببطولة وتضحيات عظيمة، وهو الاحتلال الذي تناوبت جميع الدول العظمى على تقديم الدعم له، بتواطؤ عالمي لم يشهد العصر له مثيلا، من اجل مسح اسم فلسطين عن الخريطة وكتابة اسرائيل مكانها، وصولا الى الغاء وجود الفلسطينيين واعتبارهم شعب فائض عن الحاجة. ومن المؤسف ان كل هذه التضحيات والنضالات غير موجودة على الطاولة امام المفاوض الفلسطيني لكي تقوي أوراقه، وكأن هناك عملية جراحية قسرية قد نجحت في فصل الحاضر الفلسطيني المنقسم والمحاصر المتعب عن الماضي القريب والبعيد من المجابهة والمواجهة والانتفاضات البطولية ضد الاحتلال.
استعادة القدس وإقامة الدولة يحتاج الى عمل عربي يجعل من السياسة حرب مع الاحتلال لكن بوسائل أخرى غير القتال، لقد أدت عمليات السلام الى إغلاق الجبهات والاحتفاء بحرب تشرين كآخر الحروب، لكن حروب اسرائيل لم تتوقف ضد الفلسطينيين بينما الموقف العربي على حاله من الجمود والشلل.
(الراي)