jo24_banner
jo24_banner

الأردن..دولة فلسطينية ومبادرة حوتوفلي

أسعد العزوني
جو 24 : إنهم سواء في نظرتهم للأردن ،رغم أن يد الأردن الرسمي ممدودة إليهم كل المد ،ولكنه ديدنهم وطبيعتهم ،إذ لا أمان لهم ولا أمن بسببهم،فالغدر ونقض العهد من شيمهم،ورغم أننا قرصنا منهم ألف لدغة ولدغة إلا أن الوضع تجاههم لم يتغير.
هم أصلا غاضبون على بريطانيا وعلى وزير خارجيتها الأسبق الذي يعد أباهم الروحي آرثر بلفور، الذي منحهم فلسطين وطنا قوميا ،وإنطبق عليه المثل :من لا يملك لمن لا يستحق ،وتفسير غضبهم هو أن بلفور إستثنى "شرق الأردن "من فلسطين التاريخية التي شملها وعد بلفور المشؤوم،وليس غريبا عليهم نكران الجميل فقد إعتبروا بريطانيا العظمى آنذاك عدوة لهم وطالبوها بالرحيل عن فلسطين بإعتبارها قوة محتلة بعد أن إشتد عودهم في فلسطين بسبب الدعم والحماية البريطانيتين رغم أنهم لم يعلنوا عن تأسيس دولتهم آنذاك.
لذلك ليس غريبا عليهم وعنهم النظر إلى الأ ردن ،نظرة عدو رغم ما في جراب الحاوي من قصص وحكايات، ولم يأت الهجوم الإسرائيلي على الأردن من قبل شخصيات ظل بل من أعلام في السياسة والبرلمان ومن ضمنهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي بشر قبل أشهر بأن الأردن سيدخل في الفوضى قريبا ولكن الله سلّم ،ومن قبله طبعا معلمه السفاح الأول شارون الذي تبجح ذات يوم صيف العام 1982 بانه قادر على طرد الهاشميين من الأردن خلال ساعتين.
جراب الحاوي يعج بالقصص ولكننا الآن أمام قصة جديدة لنج وهي مبادرة من خرقاء ليكودية في الكنيست الإسرائيلي وتنتمي إلى حزب الليكود،تدعى تسيبي حوتوفلي،وجاء فيها أنه يتوجب تحويل الأردن إلى دولة فلسطينية لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي حلا جذريا ،لكنها تحسرت لأن الأردن لي يقع تحت السيطرة الإسرائيلي كما هو الحال با لنسبة للضفة الفلسطينية الواقعة تحت الإحتلال منذ صيف العام 1967 ولم تجد من يحررها ،حالها حال هضبة الجولان السورية.
لم تأت هذه المبادرة من تحت السقف أو من خلال ظل سياسي أراد صاحبها أن ينال بعض الشهرة ،ولم تأت من نكرة ،بل جاءت على لسان عضوة في الكنيست وتنتمي إلى حزب الليكود ، وهي نائبة وزير المواصلات تدعى تسيبي حوتوفلي، ومن على منبر رسمي معترف به هو"منتدى البروفيسورات للحصانة السياسية والبرلمانية"لحل الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي.

العقدة عند حوتوفلي ومن هم على شاكلتها هي تحويل إسرائيل إلى دولة يهودية خالصة بعد ضم الضفة الفلسطينية لها ،ولذلك عززت إقتراحها بتحويل الأردن إلى دولة فلسطينية ،بضرورة تقوية الهجرة اليهودية لتعميق يهودية الدولة ونقل 1.5 مليون يهودي من يهود بحر الخزر إلى إسرائيل ،وهذا العدد بطبيعة الحال يساوي عدد الفلسطينيين الصامدين في الساحل المحتل من فلسطين عام 1948.
لندعهم يهرطقون كما يشاؤون ،ولكن لا بد من عرض هرطقاتهم والمرور عليها لتفنيدها ،ولكن ما يهمني هو موقف الأردن الرسمي من هذه التصريحات التي نشرت في وسائل إعلام أردنية ،لكني لم أقرأ ردا أو تعليقا واحدا عليها رغم حجم قوات التدخل السريع وما يتوفر لهم من إمكانيات ومزايا ومساحات ،والذين نراهم يبذرون مقالاتهم الرسمية رغم ما فيها من سموم .
السؤال الذي لا بد من طرحه هو :هل إشتكى الأردن الرسمي على هذا الخرقاء ؟يقيني أن الجواب قطعي بالنفي ،رغم أن المعنيين بالأمر أوعزوا لرئاسة تحرير جريدة "العرب اليوم " قبل أن تلفظ أنفاسها بفعل فاعل ،بإنهاء خدماتي لأن مركز ضغط يهودي في واشنطن يدعى :معهد بحوث ودراسات الشرق الأوسط الإعلامية "(ميمري) ، إشتكى علي بسبب مقال نشرته الجريدة أواخر العام 2011 بعنوان "إسرائيل والسلام لا يتفقان" بعد أن قاموا بتهديد الأردن الرسمي بقطع المساعدات الأمريكية عن الأردن إن لم يضعوا حدا لي ،وكان أن جرى فصلي تعسفيا من عملي بحجة أنني بلغت سن الستين علما أن قرار التفنيش صدر قبل ذلك بثمانية أشهر.
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير