لسان حال أوباما يقول ( امسكوني عنه )
سواء اقدم اوباما على ضرب سوريا أم لم يفعل فلقد قدم ما يكفي من الأقوال والمواقف بان الولايات المتحدة بدأت بالرحيل عن المنطقة العربية وان على العرب ( ان يقلعوا شوكهم بأيديهم ) . وفي ظل هذه الحقيقة من الأفضل للشعب السوري ومعارضاته ان لا تقع الضربة العسكرية الامريكية التي ستعطي النظام دفعة قوية لتصعيد وتوسيع نطاق القتل والابادة بمختلف الاسلحة ، وان يبحثوا مع ما تبقى من الجامعة العربية عن وسائل أخرى للتصدي لنظام لم يترك سلاحا الا وجربه ضد شعبه حتى انتهى به الأمر الى جريمة استخدام غاز السارين في الغوطة .
لسان حال اوباما منذ ٢١ آب ، يوم الكيماوي ، يقول (امسكوني عنه ) وهو بالمناسبة قول مقتبس عن الشخصية الشعبية الشامية ( أبو عنتر ) قبضاي الحارة ، الذي يتبجح بقوته لكنه عندما يضطر لمواجهة خصمه ينادي من حوله بان يمسكه حتى لا يضرب خصمه مع انه لا يملك النية ولا العزيمة لضربه .
واقع الحال ان اوباما ليس وحده من يتملكه الخوف والتردد من الانجراف الى الوحل السوري ووحول الشرق الأوسط فالأمر ينطبق على كاميرون الذي كان ( يتفلت ) من اجل دعم الثورة السورية بالسلاح وانتهى به الأمر الى ان يلوذ بقرار مجلس العموم لينئ ببلاده عن أي تدخل .
على ان اكبر النتائج التي تقدمها المواقف الامريكية والأوروبية بعدم التدخل في سوريا حتى لو ثبت استخدام السلاح الكيماوي هي سقوط اهم حجج أنصار ايران والنظام السوري بان ما يجري في سوريا هو مخطط أمريكي أوروبي للتدخل في العالم العربي ، فلقد احتاج الشعب السوري لسقوط ١٤٠٠ مدني منهم ٤٠٠ طفل بغاز السارين لكي يضع ( اصدقاء سوريا ) على المحك ويثبت بان الحديث عن مؤامرة (للتدخل ضد حصن المقاومة والممانعة ) ما هو الا يافطة من الشعارات الفارغة التي استخدمها النظام لكي يبرر فتح أبواب سوريا على مصراعيها للتدخل الروسي والإيراني مع أدواته المعروفة في لبنان والعراق.
حان الوقت لمواجهة الحقائق ومراجعة المواقف على المستويات الرسمية والشعبية في العالم العربي للوصول الى ثوابت حول الصراع السوري ومنها :
١- ان على العرب ان يتحدوا ضد أي تدخل خارجي في سوريا سواء كان من أمريكا او من روسيا وإيران وأداتها حزب الله . ٢- ان يعمل العرب وبما يفرضه عليهم دينهم وانسانيتهم وعروبتهم ، على متابعة وملاحقة جريمة استخدام السلاح الكيماوي في الغوطة مستعينين بتقرير المحققين الدوليين وبكل تقرير آخر له حجة قوية ومصداقيته علمية وفنية من اجل الذهاب الى المحكمة الجنائية الدولية والطلب بملاحقة المسؤلين عن هذه الجرائم ضد الإنسانية .
٣- مواجهة المخطط الايراني الذي يزحف في عمق المشرق العربي برايات طائفية معززة باحقاد تاريخية ، وهو مخطط يقود الى حروب العمائم وفرض إمارات الطوائف ابتداء بتحويل الجيوش الوطنية في أكثر من بلد عربي الى جيوش طائفية تستدرج البيئة المثالية لنمو وانتشار المجموعات التكفيرية التي تفتك بأهل السنة أكثر من غيرها وهو ما يصب في طاحونة النفوذ الايراني من دجلة الى المتوسط .
من القومية والدين ان نرفض التدخل الروسي الذي وصفه وزير الخارجية السوري قبل يومين « بان روسيا جزء من صمود النظام « وان نقاوم التغلغل الايراني القائم على سياسة التفريق بين الأخ وأخيه ثم ان نثبت للآخرين بان العرب قادرون أيضاً على محاسبة من يستخدم سلاح الإبادة ضد السوريين سواء كانوا ممن يسمون انفسهم ( أبطال المقاومة والممانعة ) او من جماعات الجهاد والاجتهاد في كيفية تفجير أجساد الناس في الجوامع والأسواق .
(الرأي)