دوامة أوباما ومعابر النجاة
طاهر العدوان
جو 24 : الاقتراح الروسي بنزع سلاح الأسد الكيماوي فتح عدة معابر للنجاة، للأسد بتأجيل الضربة العسكرية مع تزايد الاحتمالات بإلغائها، ولأوباما الذي وضعه قراره بالعودة الى الكونغرس في دوامة سياسية محلية ودولية تزيد من حيرته وتردده وتمس صورته وقدرته على تحمل مسؤولياته، وفتح معبرا آخر لحلفائه الأوروبيين الذين يجلسون بين حجري الرحى فإما ان يتركوا حليفهم الرئيسي يذهب وحيدا الى العمل العسكري او يشاركوا بطريقة تقول لو انهم لم يفعلوا افضل.
الاقتراح يخرج روسيا أيضاً من مأزقها بعد فشلها في قمة بترسيبيرغ في الحصول على اغلبية تقف ضد الضربة العسكرية، والمكاسب الروسية لن تتوقف عند هذا الحد بعد عودة دبلوماسية لافروف بقوة الى الملف السوري لكن هذه المرة بمرونة اكبر تظهر موسكو بانها عرّاب سلام في الملف السوري وليست داعية حرب.
غير ان دوامة اوباما لن تستقر بمجرد قبول الأسد بنزع سلاحه الكيماوي فمن الصعب على الرئيس الأميركي ان يتوقف عند هذا الحد وإلا فانه يكون قد قام باستنفار سياسي وإعلامي وعسكري ينتهي بانتصار خصمه بوتين ونجاح الأسد بتجنب الضربة بانحناءة للعاصفة، وبخسارة أصبحت تلاحق الرئيس الاميركي في استطلاعات الرأي العام والكونغرس تشير الى تخلي الأميركيين عن مساندته في قرار استراتيجي حرص على تقديمه لهم بانه دفاع عن الامن القومي.
الأيام والأسابيع المقبلة مرشحة لان تشهد اشتباكا سياسيا ودبلوماسيا يصل الى الذروة حول حصاد (دوامة اوباما). فالاميركيون والأوروبيون سيعملون على ان يكون نزع السلاح الكيماوي مدخلا لقرار من مجلس الامن بالمضي في حل سياسي ينال الإجماع الدولي. وهناك ما يؤشر على وجود هذا الاتجاه ويعطيه قوة ومصداقية بعد الكشف عن وجود اقتراح روسي ألماني بان يشمل قرار وضع السلاح الكيماوي تحت سيطرة الامم المتحدة وتدميره، والذهاب بعده الى مؤتمر جنيف ٢ (وكان وليد المعلم قد وافق على ذلك وبدون شروط) في مؤتمره الصحفي في موسكو، كما يتضمن المقترح الألماني الروسي تشكيل حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات ورحيل الأسد قبل نهاية العام المقبل الذي تنتهي فيه فترة رئاسته. وهذه في معظمها بنود اتفاق جنيف ١.
بات مرجحا الآن ان يتراجع اوباما عن خططه للهجوم على النظام السوري خاصة اذا قام الأسد بإجراءات سريعة لتسليم سلاحه الكيماوي للأمم المتحدة وروسيا، واذا كان الرئيس الأميركي قد اعترف بانه قد لا ينال موافقة الكونغرس والشعب فان نزع فتيل ازمة الكيماوي سيوسع حالة الرفض، خاصة وان اللوبي الصهيوني صاحب النفوذ القوي في كل قرار حول سوريا لم يتحرك هذه المرة لمساندة اوباما. اما إسرائيل وبعد نزع السلاح الكيماوي السوري فستكون هي الرابح الأكبر لانه لن يكون ثمّة ما تخشاه في المستقبل وستتلاشى جميع مخاوفها حول تداعيات الازمة السورية لانه من البداية لم يكن يقلقها الا انتقال السلاح الكيماوي الى (ايدي الإرهابيين).
بعد عامين ونصف من الجحيم السوري لم يحصد النظام والشعب الا الخسائر وعشرات الاف القتلى وتدمير ٤٠ بالمئة من المدن السورية مع سبعة ملايين مشرد ولاجئ، وكلما ثارت ازمة واحتدم صراع دولي وإقليمي حول سوريا تسارع انحدار هذا البلد الشقيق نحو التقسيم والحروب المحلية الممتدة. في جميع الاحوال المسؤول بداية هو الحل الأمني الذي انتهجه النظام من اجل أن يظل آل الأسد حكاماً الى الابد. هذا الحل الذي يثبت فشله يوما بعد آخر ولا سبيل لإنقاذ سوريا والسوريين الا بالحل السياسي القائم على منح الشعب حق تقرير مستقبله وهوية نظامه.
(الرأي)
الاقتراح يخرج روسيا أيضاً من مأزقها بعد فشلها في قمة بترسيبيرغ في الحصول على اغلبية تقف ضد الضربة العسكرية، والمكاسب الروسية لن تتوقف عند هذا الحد بعد عودة دبلوماسية لافروف بقوة الى الملف السوري لكن هذه المرة بمرونة اكبر تظهر موسكو بانها عرّاب سلام في الملف السوري وليست داعية حرب.
غير ان دوامة اوباما لن تستقر بمجرد قبول الأسد بنزع سلاحه الكيماوي فمن الصعب على الرئيس الأميركي ان يتوقف عند هذا الحد وإلا فانه يكون قد قام باستنفار سياسي وإعلامي وعسكري ينتهي بانتصار خصمه بوتين ونجاح الأسد بتجنب الضربة بانحناءة للعاصفة، وبخسارة أصبحت تلاحق الرئيس الاميركي في استطلاعات الرأي العام والكونغرس تشير الى تخلي الأميركيين عن مساندته في قرار استراتيجي حرص على تقديمه لهم بانه دفاع عن الامن القومي.
الأيام والأسابيع المقبلة مرشحة لان تشهد اشتباكا سياسيا ودبلوماسيا يصل الى الذروة حول حصاد (دوامة اوباما). فالاميركيون والأوروبيون سيعملون على ان يكون نزع السلاح الكيماوي مدخلا لقرار من مجلس الامن بالمضي في حل سياسي ينال الإجماع الدولي. وهناك ما يؤشر على وجود هذا الاتجاه ويعطيه قوة ومصداقية بعد الكشف عن وجود اقتراح روسي ألماني بان يشمل قرار وضع السلاح الكيماوي تحت سيطرة الامم المتحدة وتدميره، والذهاب بعده الى مؤتمر جنيف ٢ (وكان وليد المعلم قد وافق على ذلك وبدون شروط) في مؤتمره الصحفي في موسكو، كما يتضمن المقترح الألماني الروسي تشكيل حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات ورحيل الأسد قبل نهاية العام المقبل الذي تنتهي فيه فترة رئاسته. وهذه في معظمها بنود اتفاق جنيف ١.
بات مرجحا الآن ان يتراجع اوباما عن خططه للهجوم على النظام السوري خاصة اذا قام الأسد بإجراءات سريعة لتسليم سلاحه الكيماوي للأمم المتحدة وروسيا، واذا كان الرئيس الأميركي قد اعترف بانه قد لا ينال موافقة الكونغرس والشعب فان نزع فتيل ازمة الكيماوي سيوسع حالة الرفض، خاصة وان اللوبي الصهيوني صاحب النفوذ القوي في كل قرار حول سوريا لم يتحرك هذه المرة لمساندة اوباما. اما إسرائيل وبعد نزع السلاح الكيماوي السوري فستكون هي الرابح الأكبر لانه لن يكون ثمّة ما تخشاه في المستقبل وستتلاشى جميع مخاوفها حول تداعيات الازمة السورية لانه من البداية لم يكن يقلقها الا انتقال السلاح الكيماوي الى (ايدي الإرهابيين).
بعد عامين ونصف من الجحيم السوري لم يحصد النظام والشعب الا الخسائر وعشرات الاف القتلى وتدمير ٤٠ بالمئة من المدن السورية مع سبعة ملايين مشرد ولاجئ، وكلما ثارت ازمة واحتدم صراع دولي وإقليمي حول سوريا تسارع انحدار هذا البلد الشقيق نحو التقسيم والحروب المحلية الممتدة. في جميع الاحوال المسؤول بداية هو الحل الأمني الذي انتهجه النظام من اجل أن يظل آل الأسد حكاماً الى الابد. هذا الحل الذي يثبت فشله يوما بعد آخر ولا سبيل لإنقاذ سوريا والسوريين الا بالحل السياسي القائم على منح الشعب حق تقرير مستقبله وهوية نظامه.
(الرأي)