الإستسلام ما قبل السقوط
أسعد العزوني
جو 24 : في البدء كان العراق،إذ وافق النظام السابق على إدخال المفتشين الدوليين ليجوبوا العراق بكافة جهاته الأربع ،ويتمكنوا من دخول غرف نوم كبار القادة آنذاك،والله وحده يعلم ماذا زرعوا من جراثيم وآفات في أرض العراق .
لم تشفع هذه الموافقة للنظام العراقي الذي كان في عين العاصفة الأمريكية عقابا له على قيامه بقصف إسرائيل بعدد من الصواريخ من الأراضي الكويتية إبان كانت القوات العراقية تتواجد هناك. وجرى ما جرى ،ورغم طريقة إخراج القوات العراقية من الكويت إلا أن العراق إستمر بالخضوع لحصار حرمه من حبة الدواء ورغيف الخبز ،وفي النهاية كان الغزو الذي أفرز الإحتلال فسقوط النظام العراقي.
النظام السوري هذه الأيام سار على نفس المخطط ..ولذلك يحسن القول أنه الإستسلام قبل السقوط،بمعنى أن موافقة هذا النظام على تسليم أو تدمير أو سمها ما شئت ،لمخزونه من السلاح الكيماوي ،سوف لن يشفع له دعمه لحزب الله الذي إستطاع الصمود المبهر أمام الغزو الإسرائيلي لجنوب لبنان صيف العام 2006 ولمدة 33 يوما ،وتمريغه أنف إسرائيل بالوحل،إضافة إلى توقيعه إتفاقية مع الحكومتين العراقية والإيرانية لمد خط أنابيب تنقل الغاز من جنوب إيران إلى أوروبا عبر العراق وسوريا ولبنان ،وقضايا أخرى لا مجال لذكرها.
أخطأ النظام السوري بموافقته على الشروط الأمريكية،وكان ظنه أن ذلك سيشكل له طوق نجاة ،في غير محله ،كما أن هرولته للأمم المتحدة كي ينضم لمعاهدة حظر السلاح الكيماوي كانت خطوة غير موفقة بغض النظر عن الدوافع .علما أن التبرير كان أنها إرضاء لموسكو وليس خوفا من واشنطن.والغريب في الأمر أن هؤلاء المسؤولين يحاولون الظهور بمظهر الصمود.
كان على النظام أن يحسبها جيدا ويقدر العواقب قبل التورط في الحرب الدموية ضد الشعب السوري ،وكان عليه رغم كل المسببات ألا ينزلق بما وصلت غليه سوريا هذه الأيام من إنفلات أمني وحرب أهلهية إرتقت إلى حرب كونية بعد أن أصبحت مرتعا لكل ظلامي ضاقت به الدنيا ولم يعد يرى من الواجبات الإسلامية سوى : تحرير " سوريا من نظامها.
عندما بدأت التهديدات الأمريكية بضرب سوريا بعد مسرحية الكيماوي في الغوطتين ،إستنفر الجميع مؤيدا للنظام عله يصمد في وجه أمريكا ،وقيل كذبا أن من وقف مع النظام نقل بندقيته إلى الكتف الآخر،علما أننا في نهاية المطاف ننظر إلى الأمور من خلال نظرتنا لوحدة سوريا ،لأننا لا نرغب بتفتيتها كما هو مخطط لها.
أخطأ النظام ،وتساوقت معه شظايا المعارضات التي تتحرك كالعرائس عن بعد ويدعي قاداتها أنهم نسجوا ثوب صداقة مع أمريكا،وأقول أيضا أن حلفاء النظام في سوريا ورغم حجمهم الدولي لم يحسنوا اللعب على أطراف المعادلة ،ولا أدري ماهو السر الكامن خلف الطلب من دمشق أن تتجاوب مع الضغوط الأمريكية ويظهر علينا من يقول أن ذلك يعد نصرا لقوى الممانعة في المنطقة.
أخطأ الجميع لأنهم وعلى ما يبدو لم يحسنوا قراءة المخطط المرسوم ليس لسوريا فحسب بل للمنطقة كلها ،ولعلي لا أغالي إن قلت أن نهايات الأزمة السورية حددتها بداياتها ،فالجميع دفع إلى أتون النار دفعا ليحترق حتى التفحم ظنا منه أن يمارس الصمود.
هناك العديد من الممارسات التي إرتكبت في سوريا ،وتنم عن قصور نظر في قراءة الموقف ،ولعل الطلب من الفنانات والفنانين السوريين التجمهر على ظاعلى نقطة في جبل قاسيون المطل على دمشق لرد العدوان الأمريكي وإرتداء بعض الفنانات الزي العسكري وإنضمامهن للجيش ،إنما هو ظاهرة معيبة متقدمة ،لأن المفروض ان يكون الجيش السوري العريق مستعدا وجاهزا لكل طاريء.
أما شظايا المعارضات السورية التي تدعي أن الصجيقة العظمى أمريكا لن تتخلى عنها ،فإنها إرتكبت خطأ فاحشا بإبلاغها أن النظام نقل سلاحه الكيماوي إلى كل من العراق ولبنان ،وهم بذلك كشفوا إحدى المهام المنوطة بهم وهي أنهم باتوا مخبرين لأمريكا ومن لف لفيفها ولعل الواجب يدعونا أن نصف هذه الخطوة بالخيانة ،رغم أن كل ما إرتكب في سوريا وضدها يعد خيانة عظمى من قبل الجميع.
لم تشفع هذه الموافقة للنظام العراقي الذي كان في عين العاصفة الأمريكية عقابا له على قيامه بقصف إسرائيل بعدد من الصواريخ من الأراضي الكويتية إبان كانت القوات العراقية تتواجد هناك. وجرى ما جرى ،ورغم طريقة إخراج القوات العراقية من الكويت إلا أن العراق إستمر بالخضوع لحصار حرمه من حبة الدواء ورغيف الخبز ،وفي النهاية كان الغزو الذي أفرز الإحتلال فسقوط النظام العراقي.
النظام السوري هذه الأيام سار على نفس المخطط ..ولذلك يحسن القول أنه الإستسلام قبل السقوط،بمعنى أن موافقة هذا النظام على تسليم أو تدمير أو سمها ما شئت ،لمخزونه من السلاح الكيماوي ،سوف لن يشفع له دعمه لحزب الله الذي إستطاع الصمود المبهر أمام الغزو الإسرائيلي لجنوب لبنان صيف العام 2006 ولمدة 33 يوما ،وتمريغه أنف إسرائيل بالوحل،إضافة إلى توقيعه إتفاقية مع الحكومتين العراقية والإيرانية لمد خط أنابيب تنقل الغاز من جنوب إيران إلى أوروبا عبر العراق وسوريا ولبنان ،وقضايا أخرى لا مجال لذكرها.
أخطأ النظام السوري بموافقته على الشروط الأمريكية،وكان ظنه أن ذلك سيشكل له طوق نجاة ،في غير محله ،كما أن هرولته للأمم المتحدة كي ينضم لمعاهدة حظر السلاح الكيماوي كانت خطوة غير موفقة بغض النظر عن الدوافع .علما أن التبرير كان أنها إرضاء لموسكو وليس خوفا من واشنطن.والغريب في الأمر أن هؤلاء المسؤولين يحاولون الظهور بمظهر الصمود.
كان على النظام أن يحسبها جيدا ويقدر العواقب قبل التورط في الحرب الدموية ضد الشعب السوري ،وكان عليه رغم كل المسببات ألا ينزلق بما وصلت غليه سوريا هذه الأيام من إنفلات أمني وحرب أهلهية إرتقت إلى حرب كونية بعد أن أصبحت مرتعا لكل ظلامي ضاقت به الدنيا ولم يعد يرى من الواجبات الإسلامية سوى : تحرير " سوريا من نظامها.
عندما بدأت التهديدات الأمريكية بضرب سوريا بعد مسرحية الكيماوي في الغوطتين ،إستنفر الجميع مؤيدا للنظام عله يصمد في وجه أمريكا ،وقيل كذبا أن من وقف مع النظام نقل بندقيته إلى الكتف الآخر،علما أننا في نهاية المطاف ننظر إلى الأمور من خلال نظرتنا لوحدة سوريا ،لأننا لا نرغب بتفتيتها كما هو مخطط لها.
أخطأ النظام ،وتساوقت معه شظايا المعارضات التي تتحرك كالعرائس عن بعد ويدعي قاداتها أنهم نسجوا ثوب صداقة مع أمريكا،وأقول أيضا أن حلفاء النظام في سوريا ورغم حجمهم الدولي لم يحسنوا اللعب على أطراف المعادلة ،ولا أدري ماهو السر الكامن خلف الطلب من دمشق أن تتجاوب مع الضغوط الأمريكية ويظهر علينا من يقول أن ذلك يعد نصرا لقوى الممانعة في المنطقة.
أخطأ الجميع لأنهم وعلى ما يبدو لم يحسنوا قراءة المخطط المرسوم ليس لسوريا فحسب بل للمنطقة كلها ،ولعلي لا أغالي إن قلت أن نهايات الأزمة السورية حددتها بداياتها ،فالجميع دفع إلى أتون النار دفعا ليحترق حتى التفحم ظنا منه أن يمارس الصمود.
هناك العديد من الممارسات التي إرتكبت في سوريا ،وتنم عن قصور نظر في قراءة الموقف ،ولعل الطلب من الفنانات والفنانين السوريين التجمهر على ظاعلى نقطة في جبل قاسيون المطل على دمشق لرد العدوان الأمريكي وإرتداء بعض الفنانات الزي العسكري وإنضمامهن للجيش ،إنما هو ظاهرة معيبة متقدمة ،لأن المفروض ان يكون الجيش السوري العريق مستعدا وجاهزا لكل طاريء.
أما شظايا المعارضات السورية التي تدعي أن الصجيقة العظمى أمريكا لن تتخلى عنها ،فإنها إرتكبت خطأ فاحشا بإبلاغها أن النظام نقل سلاحه الكيماوي إلى كل من العراق ولبنان ،وهم بذلك كشفوا إحدى المهام المنوطة بهم وهي أنهم باتوا مخبرين لأمريكا ومن لف لفيفها ولعل الواجب يدعونا أن نصف هذه الخطوة بالخيانة ،رغم أن كل ما إرتكب في سوريا وضدها يعد خيانة عظمى من قبل الجميع.