هل يحصل اتفاق روسي أميركي حول سوريا كلها ؟
طاهر العدوان
جو 24 : تناثر حطام كثير على ساحة العلاقات الدولية والشرق أوسطية خلال ازمة الأسلحة الكيماوية في سوريا، فبينما عزز القطبان الأميركي والروسي علاقاتهما من خلال الاتفاق على نزع هذه الأسلحة وتدميرها فان جملة علاقات ثنائية وإقليمية « خرجت من المولد بلا حمص «.
لقد أثارت تهديدات اوباما عاصفة سياسية على المستوى الدولي، وبينما بدت روسيا في البداية بلا حلفاء حقيقيين انشغل وزير الخارجية الاميركية في تنظيم صفوف المؤيدين للقرار الأميركي تجاه سوريا، في قمة العشرين جمع كيري توقيع ١٤ دولة وفي أوروبا كان بيان ال ٢٦ للاتحاد الذي قدم المساندة لواشنطن، وفي المنطقة كان قرارا الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي قد شكلا غطاء عربيا لاي قرار يتخذه الرئيس الأميركي.
كل هذا الحشد السياسي الدولي تبعثر على وقع الاتفاق الروسي الأميركي وهو ما اذهل فرنسا التي كانت الشريك الاوروبي الوحيد المتحمس للمشاركة العسكرية في الضربة التي حشد لها اوباما. كما ان الاتفاق آثار تحفظات دول عربية كانت ترى ان الضربة العسكرية باتت حتمية من باب القناعة بانها ستغير مسار الأحداث على الساحة السورية ضد نظام بشار الأسد.
عندما أحال اوباما قراره بالضربة الى مجلس الشيوخ وصف المدافعون عن خطوته بانها ترسيخ للنهج الذي تحدث عنه منذ دخوله البيت الأبيض عندما وعد بان أميركا لن تتصرف في الازمات الدولية بدون التشاور والتنسيق مع حلفائها كما فعل في ليبيا، لكن يبدو ان رفض مجلس العموم البريطاني للضربة وكذلك وجود اغلبية في الكونغرس ضدها قد دفعا اوباما الى إعادة حساباته والعودة بأميركا والعالم الى ثنائية القطب. لقد أزاح باتفاقه مع بوتين جميع حلفائه العرب والأوروبيين جانباً ولم يدخل في مشاورات مع الذين ساندوه.
يحاول كيري منذ الاتفاق ان يصلح الحطام في علاقات اميركا مع حلفائها خاصة مع فرنسا التي بدت وكأنها تركت وحدها بمنتصف الطريق وظهرت وكأنه لا دور أساسيا لها كدولة كبرى الا بما تقبل به واشنطن او ترفضه. فرنسا تحاول اليوم نيل التأييد على مشروع القرار الذي أعدته لعرضه على مجلس الامن حول السلاح الكيماوي وهو المشروع الذي نال دعم كيري وهيغ في اجتماعهما الاخير مع فابيوس في باريس لكنه يواجه رفضاً قوياً من لافروف.
الأسبوع المقبل سيظهر مدى قوة الاتفاق الروسي الأميركي ام قوة التحالف الاميركي الاوروبي العربي خاصة مع باريس، عندما يبحث مجلس الامن مشروع القرار الفرنسي فاما ان يواجه عقبة روسية صلبة تمنع من إصداره لانه يستند في احد مواده الى الفصل السابع، او ان كيري ولافروف سيفاجئان العالم وفي مقدمتهم حلفاء أميركا بالاتفاق على صيغة توافقية اخرى تمرر قرارا من مجلس الامن يتجاهل الفصل السابع ومحكمة الجنايات الدولية أي يتجاهل جوهر المشروع الفرنسي والتفاهم الأميركي البريطاني عليه في لقاء باريس.
اذا حدث ذلك فان ثنائية القطب تصبح واقعا في السياسة الدولية مما يفتح الأبواب على مصراعيها لانعقاد مؤتمر جنيف ٢ في الشهر المقبل من اجل اتفاق اميركي روسي حول سوريا كلها وليس على السلاح الكيماوي فقط.
(الرأي)
لقد أثارت تهديدات اوباما عاصفة سياسية على المستوى الدولي، وبينما بدت روسيا في البداية بلا حلفاء حقيقيين انشغل وزير الخارجية الاميركية في تنظيم صفوف المؤيدين للقرار الأميركي تجاه سوريا، في قمة العشرين جمع كيري توقيع ١٤ دولة وفي أوروبا كان بيان ال ٢٦ للاتحاد الذي قدم المساندة لواشنطن، وفي المنطقة كان قرارا الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي قد شكلا غطاء عربيا لاي قرار يتخذه الرئيس الأميركي.
كل هذا الحشد السياسي الدولي تبعثر على وقع الاتفاق الروسي الأميركي وهو ما اذهل فرنسا التي كانت الشريك الاوروبي الوحيد المتحمس للمشاركة العسكرية في الضربة التي حشد لها اوباما. كما ان الاتفاق آثار تحفظات دول عربية كانت ترى ان الضربة العسكرية باتت حتمية من باب القناعة بانها ستغير مسار الأحداث على الساحة السورية ضد نظام بشار الأسد.
عندما أحال اوباما قراره بالضربة الى مجلس الشيوخ وصف المدافعون عن خطوته بانها ترسيخ للنهج الذي تحدث عنه منذ دخوله البيت الأبيض عندما وعد بان أميركا لن تتصرف في الازمات الدولية بدون التشاور والتنسيق مع حلفائها كما فعل في ليبيا، لكن يبدو ان رفض مجلس العموم البريطاني للضربة وكذلك وجود اغلبية في الكونغرس ضدها قد دفعا اوباما الى إعادة حساباته والعودة بأميركا والعالم الى ثنائية القطب. لقد أزاح باتفاقه مع بوتين جميع حلفائه العرب والأوروبيين جانباً ولم يدخل في مشاورات مع الذين ساندوه.
يحاول كيري منذ الاتفاق ان يصلح الحطام في علاقات اميركا مع حلفائها خاصة مع فرنسا التي بدت وكأنها تركت وحدها بمنتصف الطريق وظهرت وكأنه لا دور أساسيا لها كدولة كبرى الا بما تقبل به واشنطن او ترفضه. فرنسا تحاول اليوم نيل التأييد على مشروع القرار الذي أعدته لعرضه على مجلس الامن حول السلاح الكيماوي وهو المشروع الذي نال دعم كيري وهيغ في اجتماعهما الاخير مع فابيوس في باريس لكنه يواجه رفضاً قوياً من لافروف.
الأسبوع المقبل سيظهر مدى قوة الاتفاق الروسي الأميركي ام قوة التحالف الاميركي الاوروبي العربي خاصة مع باريس، عندما يبحث مجلس الامن مشروع القرار الفرنسي فاما ان يواجه عقبة روسية صلبة تمنع من إصداره لانه يستند في احد مواده الى الفصل السابع، او ان كيري ولافروف سيفاجئان العالم وفي مقدمتهم حلفاء أميركا بالاتفاق على صيغة توافقية اخرى تمرر قرارا من مجلس الامن يتجاهل الفصل السابع ومحكمة الجنايات الدولية أي يتجاهل جوهر المشروع الفرنسي والتفاهم الأميركي البريطاني عليه في لقاء باريس.
اذا حدث ذلك فان ثنائية القطب تصبح واقعا في السياسة الدولية مما يفتح الأبواب على مصراعيها لانعقاد مؤتمر جنيف ٢ في الشهر المقبل من اجل اتفاق اميركي روسي حول سوريا كلها وليس على السلاح الكيماوي فقط.
(الرأي)