البلد يتأرجح بين من يعرفون ولا يملكون ومن يملكون ولا يعرفون..!!
عدنان الروسان
جو 24 :
” لقد خدعنا جميعا ... بدون ديمقراطية و بدون حرية و بدون عدالة و بدون تعليم و بدون مصانع و بدون زراعة و بدون شعب يقول ما يريد ، لن نحقق شيئا الا مزيدا من الفاسدين الذين يستظلون دائما في ظل هذا الخراب ، سيقولون نحن أدرى ، أقول لهم من كان منكم أدرى ، أنا لست أدرى أنا لا أعرف كل شيء ، لكن انت تقول انك أدرى ، كلهم أدرى ، الإعلامي أدرى ، و السياسي أدرى ، اذا كنتم كلكم أدرى لم يقع اذن ما يقع الآن ، يقع لأنكم لا تعرفون و البلد منقسم بين اثنين " كل العالم العربي " بين الذين يملكون و لا يعرفون و الذين يعرفون و لا يملكون ..."
هذا الكلام لخالد الكركي، وخالد الكركي لمن لا يعرف هو رئيس الديوان الملكي الأسبق و وزيرا سابقا و تقلب في أكثر من خمسة و عشرين منصبا ، يتحدث خالد الكركي في أحد لقاءاته من وجع و من خيبة الم حد البكاء ..
هذا الوطن ، يمر عليه بين الحين و الحين من المسؤولين و غيرهم من يقولون كلاما من القلب ، تسمع فتفرح ان هناك من قال او يقول الحقيقة ، شارك في الحكم ، كان في موضع مسؤولية ذات يوم و لكنه كان اردنيا ، بنفس عربي و فكر اسلامي و نظرة فطرية محبة للوطن ، تسمع لأحمد عبيدات أوخالد الكركي او وصفي التل او تقرأ لسعد جمعة او لمشهور حديثة الجازي ، تسمع لمحمد عناد الفايز او صالح العرموطي أو سالم الفلاحات أو مروان الفاعوري او عاصم العمري أو لؤي عبيدات او زيد الفايز او خالد المجالي و أمجد المجالي أو صالح الجبور او موسى بريزات او عبدالرزاق بني هاني او سامح المجالي و غيرهم كثيرون لا نستطيع ان نذكر الجميع لأنني سابقى أعد حتى نهاية اليوم او نتذكرهم و لكنهم قالوا كلاما في الوطن و الوطنية يثلج الصدر و يجيب على اسئلة كثيرة لم نكن نجد لها اجوبة.
ان كرامة المواطن ليست حقًا أساسيًا فحسب ، بل تشكل الأساس القوي و المتين لباقي الحقوق كلها باعتبار أن الاعتراف بالكرامة المتأصلة لجميع المواطنين وبحقوقهم المتساوية وغير القابلة للتصرف ، يشكل أساس الحرية والعدالة والسلام الوطني و المجتمعي ، ويترتب على ذلك بالضرورة أنه لا يمكن استخدام ايا من القوانين و النصوص التي يتم وضعها كمبررات للإضرار بكرامة المواطنين تحت اي مبررات و مسوغات تستخدم السلطة فيها أدوات الدولة ضد مواطنيها.
إن موجة التوقيفات و الإعتقالات ضد المواطنين الأردنيين لأنهم يعبرون عن أراءهم في بعض قرارات الحكومة و نهج الدولة او الإتفاقيات التي تبرم بطريقة غير ردستورية حسب رأيهم هو امتهان لكرامة الأردنيين ، و من حق الناس أن تعبر عما يجول في صدورها من اراء سياسية حتى لو كانت مخالفة لما تقوم به الحكومة او ما تقرره الدولة من خلال باقي مؤسساتها و أجهزتها فذلك حق مصون في الدستور و العرف و القرءان الكريم .
ان نشر الخوف و الذعر في نفوس المواطنين و تكميم الأفواه و استخدام مكونات الوطن ضد بعضها البعض لا يعود بالفائدة على الدولة و لا على نظام الحكم ، و انما يوغر صدور الأردنيين على دولتهم و يراكم الكثير من الغضب و الإحباط و اليأس الذي قد يدفع الناس دفعا الى التذمر الشديد و الفوضى و ذلك مالا نحتاجه بالتأكيد ، الحلول الأمنية لا تحل مشكلة بل تكبتها و تسكتها الى حين ، و الإقليم و خارجه مليء بالتجارب التي تؤكد وجهة نظرنا .
هل هناك من يلعب بالنار و يريد ان يكون الأردنيون وقودها ، بدأنا نشك في ذلك لأن الأردن لم يتعرض في تاريخه قط لمثل هذا الذي يتعرض له هذه الأيام حتى أن الأجواء صارت ملبدة بالإحتقان و الصحافة الغربية من الواشنطن بوست الى وكالة رويتر الى بعض الصحف و التقارير في الصحافة الفرنسية و الإيطالية و حتى البريطانية بدأت تركز على أجواء الكبت و الإرتباك و الفوضى التي يعيشها الأردن و الأردنيون بل ان بعض الدبلوماسيين الأجانب الموجودين في الأردن يستغربون ما يحصل و يسألوننا عن رأينا فنحزن أن نجيبهم على أوضاعنا و أن نتحدث سلبا عن وطننا أمام الغرباء ..
ان الشعور العام بالغبن وايقاع الظلم بأستخدام القانون على المواطنين دون تفريق بين محامين وكتاب و مفكرين وسياسيين ونواب في البرلمان وتمزيق النسيج الوطني بتهشيم العشائر والأحزاب كل ذلك لا يصلح ان يكون حلا للمشاكل التي نعاني منها، فلينظر صاحب القرار حوله و لينتبه الى أن أقرب المقربين من النظام والمستفيدين منه لا يدافعون عن النظام و لا يتفوهون ببنت شفة ليتصدوا للمنتقدين ربما ماعدا قلة قليلة باتت مكشوفة وصارت مصنفة في قاموس ابناء الشعب باسماء تدل على الإستبداد و النفاق و السحجة.
نصحنا وسجنا بسبب ذلك ونعود للنصح لأن كلمة الحق يجب ان تقال حتى نبرأ الى الله مما يفعل البعض ممن يستغلون مناصبهم ووظائفهم في وطننا من تخريب وفساد وسرقات ونهب و تدمير للوطن ومقدراته ومقوماته، لقد باتت ظلال الخوف تظلل سماء الوطن و هذا مؤشر لا يليق بنا.. وان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .
adnanrusan@yahoo.com