jo24_banner
jo24_banner

المبني للمجهول في الإعلام الرسمي.. وتصريح أيمن غير الموفق!!

عدنان الروسان
جو 24 :



في اللغة، فإن المبني للمجهول لم يختلف عليه كل علماء القواعد والنحو والصرف، وقالوا قولا واحدا انه فعل حدث ولم يعرف صاحبه، ببساطة ودون تعقيدات..

وحينما تقول مراسلة التلفزيون الحكومي الرسمي من القدس أن منزل منفذ عملية القدس قد هدم، وتبني الفعل للمجهول فقد أفسدت علينا سهرتنا ونحن نناقش من الذي هدم البيت؟ فالبعض قال انه صاروخ اوكراني وصل الى فلسطين وهدم بيت أهل الفلسطيني الذي نفذ العملية، وقال أخرون انه صاروخ روسي، وقال ثالث ربما كانت صاعقة وبسبب الأحوال الجوية، وحينما يريد التلفزيون الرسمي أن يصبح المبني للمجهول معلوما واضحا لا لبس فيه فذلك سهل يسير، فالذين قاموا بعملية القدس هم الإرهابيون وتتم ادانة العملية بأقسى عبارات الإدانة والتنديد، وهنا يكون الوصف واقعا على الإرهاب الفلسطيني الذي يحاول احتلال ارض اسرائيل، فالقتل والهدم حينما يكون فلسطينيا يكون ارهابيا متطرفا مبنيا للمعلوم الفاضح، وحينما يكون اسرائيليا فهو مبني للمجهول بكل تأكيد.

أما تصريح وزير الخارجية حول العملية، أيمن الصفدي (لافروف)، وادانة العملية البطولية ومجاملة الدولة الصهيونية التي ستغرقنا في بحر من البؤس والدماء اذا لم تتنبه الحكومة وتعتبر بما حصل ويحصل لمن لا يقرأ المشهد بصورة جيدة، لم تعد اسرائيل قطب الرحى ولا بيضة القبان في المنطقة والتنمر الإسرائيلي على سوريا وايران وحزب الله وغزة والمرتكز على الدعم الأمريكي يدفع المنطقة إلى أتون حرب دينية قد تأكل الأخضر واليابس والإسرائيليون على عادتهم تاريخيا ورغم اتهام الكثيرين من الناس لهم بالذكاء و(الشطارة) الا انهم لم يتمكنوا من ارساء اي قاعدة لدولة او علاقة لهم في اي مكان لأن لهم خصومة لا تنتهي مع البشرية كلها ومع الله سبحانه وتعالى.

أي مفاوضات وأي حل دولتين يتحدث عنه عرب التطبيع في محاولاتهم لإرساء سلام مع اسرائيل، الإسرائيليون المتطرفون (ولا أدري ان كان بينهم غير متطرفين) فاوضوا الله على بقرة، بلونها وشكلها وأتعبوا موسى عليه السلام وكادوا أن يثيروا فتنة بينه وبين اخيه هارون عليه السلام، فهل تريدون منهم أن يقبلوا بدولة فلسطينية كما تتخيل السلطة الفلسطينية؟ وهل يظن البعض أن التبشير بالديانة الإبراهيمية الجديدة سيكون الحل للعرب وللفلسطينيين لا بدّ من النظر للأمور نظرة واقعية، عقلانية ترتكز على المصالح وتستقرئ التاريخ وننظر فيما حولنا، فالحق غير المدعوم بقوة هو الباطل بعينه في نظر الأمم المتحدة والولايات المتحدة والمملكة المتحدة.

الأيام حبلى ومليئة بالأحداث، ولا بدّ للحكومة إن بقيت أو الحكومة التي تليها أن تخرج من الجهاد في سبيل الله في رفع اسعار المشتقات النفطية وانتظار أيام الأردنيين التي لم تأت بعد وأن تضع استراتيجية قصيرة المدى للتغيير بحسب متطلبات الواقع الذي نعيش، وأن نبدأ بتجاوز المماحكات وتشديد القبضة الأمنية فمن يسجنون أبناؤنا وكل كفرهم أنهم قالوا ما لم تحب أن تسمعه الحكومة ، فارعووا ياهداكم الله و للحديث بقية.


adnanrusan@yahoo.com

 
تابعو الأردن 24 على google news