jo24_banner
jo24_banner

لؤي عبيدات.. والملتقى الوطني للدفاع عن الحريات في موقف هو الأصلب والأقوى

عدنان الروسان
جو 24 :


لؤي عبيدات في مرافعة قانونية مبهرة ونداء قوي للمركز الوطني لحقوق الإنسان للقيام بواجبه: منطق المغالبة منطق مرفوض.. قولوا ماشئتم أو موتوا بغيظكم هذا منطق مرفوض.

هذه بلادنا بدنا نحافظ عليها ولنا فيها وفي حاضرها وفي مستقبلها كلمة وموقف ورأي لن نتردد في التعبير عنه مهما كانت العواقب..

لؤي عبيدات.. رجل من رجالات الأردن العظام، وحالة تشير الى عظمة هذا الشعب الأردني العظيم الذي لا يكف عن الإلهام والإبهار رغم كل ما وصلنا اليه من أوضاع اقتصادية وسياسية مأساوية ومفزعة، فوق عشرات مليارات الدولارات من الديون المتراكمة، واضافة الى بيع الغالبية الساحقة من اصول الوطن وتبخر اثمانها ورغم حالة الغلاء ورفع اسعار الخبز والمحروقات وحالة الضنك والفقر والبطالة والضياع و التعثر ورغم تربع تيار فساد لا ينتهي ومحفل شر عميق لا ندري اين مستقره، فإن الأردن ما يزال يمتلك رصيدا من رجال و نساء الوطن العظماء الذين يتصدون للظلم و التجاوز على الدستور و على القانون و حبس مواطنين اردنيين كل ذنوبهم ان لهم أراء سياسية مخالفة لأراء الحكومات و لا يتفقون مع النهج السائد للحكم و لا يوافقون سلميا و دون أي ممارسة لأي عنف على مايجري في المشهد السياسي الأردني.

لؤي عبيدات وعاصم العمري وسميح خريس وعصام الروسان وفارس الروسان وهالة عاهد وعشرات المحامين الشرفاء وهم كثر جدا ولا مجال لتعداد اسماءهم كلهم، الذين يهبون هبة رجل واحد للدفاع عن المظلومين والمقهورين دون أجر الا من الله ، هؤلاء هم فرسان الأردن الذي يجب ان نفخر بهم جميعا بما في ذلك الدولة و الحكومة لأنهم هم من يرفعون رأس الأردن عاليا و يبقون على جذوة شعلة الديمقراطية و هي تحاول الذبول و الإنطفاء أمام النافخين من محافل ابليس.

هل عالجنا كل مشاكل الوطن و لم يبق الا ملاحقة من كتب سطرا هنا او سطرا هناك ، و ملاحقة من يسجل في حزب سياسي مرخص ، يا اخوان ، الملك ينادي بأعلى صوته جهارا نهارا نريد أحزابا سياسية و مراكز قوى هنا و هناك تلاحق هاتفيا و وجاهيا بعض من يسجلون في حزب الشراكة و الإنقاذ لحضهم على ترك الحزب حتى اشعرونا بأن حزب الشراكة و الإنقاذ أقوى من الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة و قد يستولي على كل مقاعد مجلس النواب في الإنتخابات القادمة رغم انه و على المكشوف يناضل بقوة ليصل عدد أعضاءه لألف عضو تمشيا مع أوامر الدولة بتصويب اوضاع الأحزاب بأثر رجعي..

هل أحمد حسن الزعبي و باسل رفايعة و لبيب قمحاوي و سفيان التل و أمجد المجالي و عشرات ممن ربما لا يرغبون أن تذكر اسماؤهم صاروا مناوئين و خطيرين على الوطن حتى يحاربوا بهذه القسوة و يصنفوا و كأنهم ثوار يتأمرون تعلى نظام الحكم رغم أنهم جميعا وطنيون مسالمون يطالبون بالإصلاح و لا شيء غيره ، هل صار مروان الفاعوري و الشيخ سالم الفلاحات و زيد حاكم الفايز و هايل السواعير اعداء للنظام و هل صار كميل الزعبي و حمد الخرشة و عبد طواهية و عمر ابو رصاع و ايمن سقا الله ارهابيون حتى يلاحقوا؟

الوطن هو الوعاء الكبير الذي يتسع لكل ابناءه ، الوطن الأردني العظيم لم يكن يوما ما بهذه القسوة التي هو بها اليوم ، المعارضة الأردنية في الخارج تتسع و تتمدد و تؤثر على الناس الذين ابتلوا بسبب الحكومات المتعاقبة بالفقر و الجوع و الخوف ، و الأمن و الأمان ليس نشيدة و لا أغنية و لا كلام منافقين و سحيجة لا يعرفون ما يقولون و لا يستطيعون أن يقنعوا أحدا بكلامهم مدفوع الأجر و الثمن.

لؤي عبيدات يعبر في موقفه الإنساني الوطني الأخلاقي الرائع بالدفاع عن معتقلي الرأي و بحديثه الى المركز الوطني احقوق الإنسان الذي كان لي الشرف ان أعتقل على أبوابه مع مجموعة من حزب الشراكة و الإنقاذ لمجرد اننا كنا نسير على الرصيف بالقرب منه دون أن يحرك المركز ساكنا لتوقيفنا يعبر عن معدن الأردني المخلص النبيل البعيد عن أفواج الدبكة و الدحية و عن مجالس العباءات الصينية المطرزة بالشرهات و هز الرؤوس ، لؤي عبيدات قاض سابق و قانوني محترف و رجل عاقل و من عائلة ترفع لها القبعات و يتحدث بمرارة و الم تبكيان الحجر عن ممارسات الأجهزة أو بعضها في استخدام قوانين فضفاضة و تهم جزافية و اعتقالات بالجملة للأردنيين و يقول كلاما يبكي الحجر عن المركز الوطني لحقوق الإنسان ، هذا المركز الذي يتعثر دائما و لا ترضى عنه الحكومات رغم انحناءه لدرجة الإنكسار و سكوته عن القبضة الأمنية المتعسفة التي يمارسها البعض و بهذا يبوء بغضب الله و الناس و يبقى مضغة بين الأفواه.

أظن أن الدولة و مركز صنع القرار سيحسنان صنعا لو ينصتان لما قاله لؤي عبيدات القاضي و المحامي و السياسي الأردني لأنه قال كلاما يستحق ان يصغى اليه و ان يؤخذ بحسن النية و أن يكون مبادرة لنقاش وطني و انفتاح على بعضنا البعض و الإبتعاد عن لغة المغالبة و القوة فالدولة هي الأقوى و هي تملك كل الأدوات و من الحكمة أن لا تستخدم كل تلك القوة و كل تلك الأدوات ضد الناس الذين دفعوا اثمانها من جيوبهم.

لؤي عبيدات.. الله يعطيك العافية.. دفاعك عن الحريات دفاع عن الوطن ، دفاع عن الشعب ، و دفاع عن النظام بنفس الوقت..


adnanrusan@yahoo.com
 
تابعو الأردن 24 على google news