عاصم العمري و الوطن و الإختلاف و الموقر واحد ... عصف ذهني ..!!
عدنان الروسان
جو 24 :
قال وهو ينظر الي أنا ذاهب لزيارة الموقر واحد ، قلت له و ما هو الموقر واحد ، قال سجن في وسط الصحراء الا تعرفه ، قلت لا و شعرت أنه يريدني أن اذهب معه فهو يريد من يستأنس برفقته خلال الطريق ، قلت هل أصحبك قال يلا ، و بدأت السيارة تسير بنا في مناطق اردنية غريبة التنوع بين مزارع تارة و صحراء تارة أخرى و هو يقود السيارة و يحدثني عن أشياء كثيرة ...
عاصم العمري شخصية عذبة متدفق الحديث لكنك لا تمله فالرجل يمتلك ثروة من الخبرات و العلاقات و المعارف و رجل قانون تشعر انه قرأ كل كتب الفقه القانوني ، و لا تكاد تجده مرة واحدة وحيدا في مكتبه ، فمكتبه دائما عامر بالضيوف و الأصدقاء و الدبلوماسيين و ضيوف الأردن و تحتاج الى ذهن صاف و ثقافة لغوية عالية حتى تتابعه ، فهو يتحدث مع هذا بالعربية و يناقش ضيفا فرنسيا بالفرنسية و يكمل حديثة بالإنجليزية مع ضيف ثالث ، و ينجح أن لا يترك المجلس في لحظة صمت دون فائدة و ما أن تتحدث حتى يفسح لك المجال ليصغي اليك باهتمام و يناقشك فيما تطرح من افكار و تشعر بأنه يحمل الوطن كله بين جنبيه.
قد يقول قائل تحدثت عن لؤي عبيدات و أخرين و اليوم تتحدث عن عاصم العمري المحامي و المثقف و القانوني ، و اقول ان من الإنصاف و الوفاء أننتحدث عن ابناء الوطن المبدعين و هناك المئات منهم بل أكثر و لكن الوطن أو اعلامنا الوطني مقصر في ايفاء الكثيرين جدا من ابناءه من المبدعين ، ممن قضوا و ممن ينتظرون و ما بدلوا تبديلا لا في الخلق و لا في الوفاء للوطن و لا في العلم و لا الثقافة و من واجبنا أن نتحدث عنهم حتى ننشر فضيلة الوفاء و العرفان بين ابناء الأردن تجاه المخلصين من ابناء الوطن العظام و سأتحدث عن كثيرين و عن مناقبهم و مواقفهم لأنهم يستحقون أن نتحدث عنهم و ليت اعلامنا الرسمي يستضيفهم و ليت الصديق عبد الهادي المجالي المثقف و المبدع الأردني و مدير المرافق الثقافية في أمانة عمان يستضيف بعض هؤلاء في ندوات و محاضرات تحرك الساحة السياسية و الثقافية الوطنية وهو الحريص على الحوار الوطني المنفتح على الجميع ، سيكون ذلك مفيدا و ممتعا و يساهم في ارساء ثقافة النقاش و الحوار العميق.
إن الإختلاف مع الدولة او النظام او الحكومة لا يعني بالضرورة كما يظن البعض أن ذلك عداوة و خصومة بل هو ضرورة و واجب وطني و الإختلاف مفيد و لو أن بعض المتفيهقين من المنافقين قرؤوا فقه الإختلاف لربما تغيرت نظرتهم اليه ، فالإختلاف رحمة ايضا في بعض الأحيان و تقسيم الوطن الى ملائكة و شياطين لا يفيد أحدا ، و لو ان الإعلام استضاف عاصم العمري مثلا لقدم وجبة رائعة في الفقه القانوني و الذي هو ليس بطرا بل ضرورة من ضرورات المجتمعات الراقية و يعطي النظام السياسي شرعية لا يمكن الإستغناء عنها حتى لو كان في بعض محاوره يتضمن نقدا للنهج الذي تدار به الدولة و لبعض السياسات في الإدارة و الحكم.
يقوم باسل العكور ناشر جو 24 ببعض هذا الجهد الوطني المطلوب ليخفف من معاناة من لا يجدون من يذكرهم بخير رغم انهم يخمون الوطن كجنود مجهولين ليخفف الإحتقان الذي يثقل كواهلنا على الصعيد الإعلامي و ينشر من المقالات و التقارير و التحليلات السياسية لبعض غير المرغوب فيهم مثلي لأنه يدرك ان الوطن بحاجة الى الرأي الأخر دون اسفاف و دون أحقاد و يسخر المنبر الإعلامي الذي ينشره لخدمة الوطن بطريقة ترفع لها القبعات ، و هناك أخرون ايضا يحاولون احيانا السير على هذا الطريق ، طريق خدمة الوطن كل في مجاله و خبرته.
ذهبت من عاصم العمري الى سجن الموقر و سألته في الطريق هل لك موكل هناك ، قال لا و لكنني ابحث عن موكل هناك مسجون بتهم سياسية مثلما حصل لك أنت و قال داعبا فأنت خريج سجون و ضحكنا بمرارة معا ، كان ذاهبا الى السجن للدفاع و مجانا عن أردني مسجون بتهم سياسية ، و قطعنا الصحاري و القفار حتى وصلنا للسجن وزار على الموقوف و أخذ وكالته و تحدث معه و في طريق العودة الى عمان وجدته مرتاحا أكثر لأنه حصل على وكالة مسجون ليدافع عنه لوجه الله و الوطن.
أبو علي ، كثيرون يحسدونك على هذه الفروسية و على هذه المروءة التي هي ليست غريبة عليك فأنت من ابناء هذا الوطن الذي نحبه جميعا و سنبقى نحبه و لو جار علينا أحيانا و قسى تحياتي لك و تشرفت بمرافقتك الى سجن الموقر و كان حديثا طويلا قد نعود لبعضه بعد حين .
ان سنحت الفرصة و توفر المجال سأتحدث عن أناس عظام هم من فرسان الأردن الذين يجب ان يعرفهم الناس بصورة أكبر و هذا واجب و ما لا يتم الواجب الا به فهو واجب .